>حوار مع رتشارد ستولمان (مترجم)

>

المصدر: http://www.tuxjournal.net/intervista1-en.html

http://www.kenanaonline.com/blog/20403

1) في البداية، هل من الممكن أن تشرح لقرائنا لماذا بدأت فري سوفتوير فاونديشن Free Software Foundation (مؤسسة البرمجيات الحرة) عام 1984؟ ماذا أردت منها؟ لماذا كوّنتها؟

ما بدأته في 1984 كان برمجة نظام تشغيل جيإنيوGNU . كانت كل نظم تشغيل الحاسبات الحديثة لتلك الأيام ملكية خاصة؛ فكان محظورا على المستخدمين تداولها، ولم يمكنهم الحصول على التكويد المصدر لمعالجته. في نظام التشغيل كان السبيل الوحيد لاستخدام الحاسبات بحرية هو استبدال تلك الأنظمة بنظام تشغيل مجانى. هذا ما كان مقصودا من جيإنيو.تم تدشين فري سوفتوير فاونديشن FSF أواخر عام 1985 لتوفر التمويل وجمع التبرعات من أجل تطوير جيإنيو، وبتعميم أكثر، من أجل ترويج البرمجيات الحرة .

2) ماذا تعني البرمجيات الحرة؟ ما وجه الاختلاف بين البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة Open Sources؟ البرمجيات الحرة هي البرمجيات التي تحترم الحريات الأربع الأساسية:
حرية تشغيل البرنامج كما تشاء
حرية دراسة التكويد المصدر وتعديله ليفعل ما تشاء
حرية نسخ البرامج وإعادة توزيعها لآخرين
حرية نشر إصدارات معدلة (تشمل تكويدها المصدر)

إن غاية حركة البرمجيات الحرة هي أن يملك كل واحد يستخدم البرامج هذه الحريات. نحن نؤمن أن من الخطأ تجريد كائن من كان من هذه الحريات. بكلمات أخرى، البرمجيات غير الحرة لا أخلاقية. لقد انطلقت المصادر المفتوحة في 1998 على يد أشخاص أعجبتهم البرمجيات الحرة لكنهم لم يوافقوا على نهجنا الأخلاقي نحو الموضوع. وأرادوا طريقة للحديث عن البرمجيات الحرة دون إبداء أي صلة بحركة البرمجيات الحرة وفلسفتها. وقد صيغ تعريف المصدر المفتوح على غرار تعريفنا نحن للبرمجيات الحرة، ولكنه مكتوب بأسلوب مختلف، والمعايير ليست طبق الأصل. لقد قبل مؤيدو المصدر المفتوح بعض التراخيص التي سبق أن رفضناها باعتبارها مقيِّدة جدا. وعلى أية حال، الفارق الكبير بين البرمجيات الحرة والمصدر المفتوح يكمن في القيم الفلسفية الأساسية. فهدفنا هو الفوز بالحرية لنا نحن ولكم أنتم، رافضين ومبدلين البرمجيات التي تدوس على حرية المستخدم. وقولنا هو أن البرمجيات الحرة أخلاقية وغير الحرة ليست كذلك. على النقيض، ينصح مؤيدو المصدر المفتوح بـ ’نموذج برمجة‘ على أساس أنه دائما ما ينتج برمجيات فائقة تقنيا. وهم لا يقولون إن المصدر غير المفتوح لا أخلاقي. إنهم لا يعرضون الأمر كمسألة صواب وخطأ. 3) هل فكرتم أبدا أن توقفوا المشروع في أعقاب صعوبات ما (إن وجدت صعوبات ما)؟لا، لم توجد تلك المصاعب الكبرى قط.

4) هل أنت راض عن إفإسإف؟ هل هي حقا ما فكرت في إنشائه عام 1984؟ أتريد تحسين شيء أو التخلص منه؟ما شرعت في برمجته عام 1984 كان نظام تشغيل جيإنيو. لم تئول الأمور كلية إلى ما تنميت. أردت تحقيق بعض خطوات تقنية للأمام، مثلا إحلال توثيق ببنية النص الفائق قابل للوصول عبر برنامج المعلومات Info، محل صفحات الدليل الإرشادي man pages، لم يتم تبنيها من قبل مجتمعنا بكامله. والأكثر إزعاجا، أن معظم الناس الذين يستخدمون نظام جيإنيو، لا يعلمون أنه جيإنيو. من الطبيعي والمعتاد أن يستخدم جيإنيو مع نواة برمجية kernel اسمها لينكس Linux، والذي جُعل برمجية حرة في 1992؛ ونبع الخلط عندما دمج جيإنيو ولينكس، مما أثمر نظاما يعرف بـ جيإنيو/لينكس GNU/Linux وهو الصواب، وهنا يظن العديد من المستخدمين أن النظام بالكامل هو لينكس.بالرغم من هذه الأشياء المزعجة، فإن نظام جيإنيو/لينكس فيه الكفاية تقريبا للغرض منه: تمكين مستخدمي الحاسب من استخدام برامجهم بحرية. على كل حال، فهو يخفق عادة في تحقيق هذا الهدف، لأن أغلب إصدارات جيإنيو/لينكس المتاحة للاستخدام اليوم تحتوي على بعض البرامج غير الحرة. مما يشجع المستخدمين على خوض 99% من الطريق إلى الحرية وليس كل الطريق إليها. هذه أكبر نقطة ضعف في مجتمعنا.

5) ما وظيفتك؟لم أحصل على وظيفة منذ يناير 1984، عندما اعتزلت عن العمل في ماساشوستس إنستتيوت أوف تكنولوجي MIT (معهد ماساشوستس للتكنولوجيا) من أجل البدء في برمجة نظام جيإنيو. يتشكل عملي، ومعظمه غير مدفوع، من قيادة مشروع جيإنيو، وإدارة إفإسإف، والترويج لحركة البرمجيات الحرة

.6) هل هناك أخبار ما ينبغي أن نعرفها عن إفإسإف؟ وما هي المستجدات بالنسبة للرخصة العمومية العامة GPL؟الخبر الرئيسي من إفإسإف هو أننا قد بدأنا حملات لإقناع شركات المكونات الصلبة hardware للتعاون مع نظام المدخلات/المخرجات الأساسي BIOS الخاص بالبرمجيات الحرة، ومع برامج تعريف المكونات الصلبة drivers الخاصة بالبرمجيات الحرة. وبالنسبة لبرامج التعريف، بدأنا مع الكروت اللاسلكية، وفي خطتنا التوسع لنوعيات أخرى من الكروت، والاحتفاظ بقوائم تذكر أي الكروت تدعمها البرمجيات الحرة وأيها لا تدعمها.وقد وضعت خطة مبدئية لتكريس الشهور القليلة الأخيرة من العام الحالي للعمل على الإصدارة 3 من الرخصة العمومية العامة.7) ما وضع هيرد Hurd؟ ألا زلت تعمل به؟ هل يمكنك أن تصف باختصار ما هو هيرد في حقيقته، من أجل قرائنا؟ جيإنيو هيرد هو النصف العلوي من النواة البرمجية لجيإنيو. وهو مصمم ليتم تشغيله على قمة نواة برمجية دقيقة microkernel؛ في الأصل استخدمنا ماك Mach لهذه المهمة، غير أن مبرمجي هيرد قرروا تحويل مجراه لإلفور L4 بدلا من ذلك. عن نفسي لم أعمل قط في كتابة جيإنيو هيرد. في 1990 أخذتُ أنا قرار استخدام ماك باعتباره القاعدة، بعد ذلك سلّمت المهمة لفريق إفإسإف.إن تصميم هيرد يجعله قويا جدا، ولكنه للأسف لا يعمل بشكل يعتمد عليه. المتطوعون مستمرون في العمل به لكن التقدم بطيء. إذا كنتم راغبين في الاشتغال على برمجة هيرد، اكتبوا لي من فضلكم. 8) لماذا تحارب من أجل نظام مدخلات/مخرجات أساسي؟كان من المعتاد تخزين نظام المدخلات/المخرجات الأساسي في ذاكرة القراءة فقط ROM. وربما كان بنفس الدرجة جزءا من الدائرة الألكترونية؛ فمسائل البرمجيات الحرة لم تقم لها قائمة لأن المستخدمين لم يستطيعوا تركيب البرامج المتنوعة لنظام المدخلات/المخرجات الأساسي. مما يعني أنها من المفروض أن تكون برامج حرة. في الواقع، يوجد بالفعل برنامج حر خاص بنظام المدخلات/المخرجات الأساسي للحواسب الشخصية. إنما يُضطر إلى توفيقه مع تفاصيل كل طراز من الحاسبات على حدة، وفي الغالب ترفض الشركات المصنّعة الإفصاح عن المعلومات الضرورية.9) في أوروپا لا تزال ثمة مشاكل كبيرة في براءات البرمجيات، ما رأيك الشخصي وماذا عن براءة البرامج على وجه العموم؟براءات البرامج مثل الألغام الأرضية بالنسبة لمطوّري البرامج. هي ذات خطورة لكل مطوّري البرامج، لكن الشركات الكبرى يمكنها تفادي جزء من المشكلة بالترخيص المتبادل لبراءاتهم فيما بينهم، لذا فالخطر الأكبر يقع على المبرمجين ممن ليسوا بشركات كبرى. إن البرنامج الضخم يدمج بين آلاف الأفكار الرياضاتية الحاسبية (وظائف، أساليب، لوغاريتمات، إلخ). إذا سمحت بلد ببراءات البرامج، يعني ذلك أن كلا من هذه الأفكار الحاسبية قد تصبح له براءة. وعليه فعندما يكتب مبرمج برنامجا ضخما، مستخدما آلاف الأفكار الحاسبية، ستكون مئات من الأفكار لها براءة تخص شخصا آخر. ومن ثم يواجه مئات الدعاوى القضائية المحتملة من قبل مالكي البراءات المختلفين. وبمستطاع مالكي البراءة أن يرفعوا قضايا على مستخدمي البرنامج أيضا. 10

) والآن مع هذا السؤال السيء: ما هي وجهة نظرك الشخصية في تطبيقات جيإنيو/لينكس وما هو التطبيق المفضل عندك؟ ما طريقة توزيع جيإنيو/لينكس التي تستخدمها في أعمالك؟

البرنامج الأساسي الذي أستخدمه هو جيإنيو إيماكس Emacs. وهو معالج نصي قابل للامتداد وأستطيع استخدامه تقريبا في كل شيء أريد عمله على الحاسب.وطريقة توزيع جيإنيو/لينكس التي أزكّيها هي أوتوتو Ututo، لأن مبرمجيها ملتزمون بالحرية التزاما قويا. فإذا وجدوا شيئا في أوتوتو غير حر حذفوه.

11) ماذا تفعل في حياتك؟ ما وظيفتك؟ كيف تكسب عيشك مرة أخرى؟

شرحت عملي آنفا. وبعيدا عن العمل، أحب أن أقرأ، وآكل لذيذ الطعام، وأستمع إلى الموسيقى (كنت في بلغاريا لتوّي وحصلت على الكثير من التسجيلات اللطيفة للموسيقى البلغارية الشعبية الراقصة). أتلقى أجرا نظير بعض الكلمات التي ألقيها – ليس كلها – ومن هنا أُرزق.

تعليقات

المشاركات الشائعة