مجموعة من القصص
مجموعة من القصص اعجبتنى فاحببت ان اشارككم فيها
صاحب القهوة
من الغريب ان اجد صورة للدكتور / على مصطفى مشرفة تباع فى محل
او فى معرض او ما شابة ذلك ولكن الاغرب ان اجد صورته تباع امام
مقهى فى وسط البلد بجوار صور أبطال الرياضة والسينما وسألت
البائع عن بعض الصور متظاهرا بعدم معرفة أصحابها وتعجب الرجل
ونظر لى متسائلا بارتياب.
معقولة مش عارف كيفين كوستر بتاع روبين هود
فأشرت برأسي إشارة
لامعنى لها وأشرت إلى صورة أخرى فضحك الرجل مستخفاً وأجاب .
يا راجل دا توم كروز بتاع توب جن ….. توم كروز
ولم يتركنى لاكمل بل أشار الى صورة أخرى وقال
-ودا بقى فاندام قولى بقى أنك مش عارف فاندام ضحكت
وأجبت.
-لا دا عارفه بس قولى مين دا وأشرت الى صورة
الدكتورة / على مصطفى مشرفه فنظر الرجل طويلا الى الصورة
وأخيراً التفت مبتسما وأجاب.
-الصورة دى جت هنا من باب الغلط مش المفروض تكون
الصور دى هنا
فتسائلت – يعنى أنت عارف صاحب الصورة.
-طبعا دا صاحب القهوة .
أبى –.. المبدأ واحد
لا باس من أن يتحدث الاب والابن كصديقين ولكن فى حالتى هناك بعض
المشاكل البسيطة فما ان جلست كعادتى مع أبى فى شرفة المنزل
حتى سألته مشيراً إلى طائرة تلمع أنوارها فى السماء.
-أبى هل تعرف الفرق بين تلك الطائرة وأى زجاجة عطور
فرد مندهشا – لا
فأكملت ضاحكاً- لا فرق على الاطلاق المبدأ واحد فالفكرة قائمة على
أساس العلاقة بين الضغط والسرعة فعندما يقل الضغط تزيد السرعة
والعكس وهذا هو سبب ارتفاع الطائرة وارتفاع العطر كذلك والفرق
الوحيد تكلفة إنتاج الطائرة و إنتاج زجاجة العطر.
وعاد الهدوء من جديد حتى قطعته متسائلا .
-أبى ما الفرق بين أى سيارة مرسيدس واى علبة كبريت.
فأجاب كما أجاب سلفا فأكملت
-لا فرق على الاطلاق فالمبدأ واحد فكلاهما قائم على
الاحتكاك فلولا احتكاك العجل فى الارض لما تحركت السيارة ولولا
احتكاك عود الكبريت بمادة الفوسفات لما اشتعل والفرق الوحيد
التكلفة.
وكالعادة عاد الهدوء للغرفة حتى قطعت الصمت من جديد متسائلا .
-أبى هل تعرف الفرق بينى وبين عمر زميلى فى المدرسة.
فنظر لى بارتياب فاكملت.
-لا فرق على الاطلاق نفس الدرجات والمستوى ولكنه يمتلك
كمبيوتر ويشترى كل ما يريد من كتب أما أنا فلا.
فضحك الأب وسألنى – هل تعرف الفرق بين غلاشو ورامونجان.
فأجبت بالنفى فأكمل – لا فرق على الاطلاق كلاهما علماء ولكن الامر
تخرج من أشهر الجامعات الامريكية وحصل على أعلى المراكز
العلمية والجوائز ونال حظه من الشهرة والتقدير أما الآخر فمات
وهو لايجد ثمن الدواء وطرد من المدرسة لانه لم يدفع المصاريف
ولكن فى النهاية كلاهما عالم ولهما نفس الاحترام والتقدير
كعلماء.
فضحكت ثم قلت لأبى – أبى أنا لا أفكر فى غلاشو او رامونجان كل ما
أفكر فيه 10 جنيهات ثمناً لبعض الكتب وعلى كل حال لن نختلف
فالمبدأ واحد.
ثانية أو ثانيتين أو ثلاث ثوانى
لم تكن المرة الاولى التى اصطحب فيها وليد عائدا الى المنزل
ولكن كانت المرة الاولى التى يحمل فيها ساعته الرقمية الجديدة
التى اشتراها لى والدى من الخارج والتى ادهشت وليد الذى طلب
منى ان اخلعها له واخذ يتطلع لها ويجرب امكانيتها فى مزيج من
التعجب والفرح حتى سقط فى حفرة ووجدت جسده يتجه الى اسفل
بسرعة وبعد لحظات سمعت صوت صيحة وارتطام وناديت عليه دون جدوى
فوقفت لا أدرى ماذا أفعل حتى مر بى صديق آخر فأخبرته بما حدث
فسألنى .
-كم من الوقت مر حتى سمعت صوت الارتطام
فأجبت( دون أن أفهم سبباً لسؤاله ) – ربما ثانية أو ثانيتين أو
ثلاث ثوان.
فأكمل – من قانون نيوتن ف = ع. + ½ جـ ن2
-إذا كانت ثانية واحدة فعمق الحفرة 4.9 وفى هذه الحالة
نحن فى حاجة لحبل لرفع وليد وفى حالة ثانيتين يكون عمق الحفرة
19.6 وفى هذه الحالة نحن فى حاجة للاسعاف لوليد المكسور أما فى
حالة ثلاث ثوان فعمق الحفرة 44.1 متر وفى هذه الحالة أنت فى
حاجة لساعة جديدة يشتريها لك والدك.
فتسائلت هل كانت ثانية أم ثانيتين أم ثلاث ثوانى أمور كثيرة
تتوقف عليها تلك الاجابة خاصة بالنسبة لوليد ولساعتى الرقمية
الجديد
كانت على التوالى
-انت تشبه دوبلر الى حد كبير
لم ادرك فى البداية معنى هذه العبارة إلا أنها كانت ولا شك
أهانه ولاشك وبدأت القصة عندما تنافس أخى الجزار مع فكرى
المعيد بكلية العلوم على الزواج من سامية أجمل فتاة بالحى وفى
النهاية فاز اخى ووافقت سامية عليه وعلى شقته الفاخرة وسيارته
الكبيرة التى تتلاءم مع حجمه الضخم وأنتهزت الفرصة لاغيظ أخو
فكرى توفيق زميلى بالمدرسة والذى يتفوق على دائما فكانت فرصة
لاهزأ منه.
وقرر أخى أن يقيم فرحا كبيرا وأسند لى مهمة زينة الفرح فلم
اتهاون وقدمت له كل ما حفلت به الافراح من زينة وأشكال لا حصر
لها وأنتهزت الفرصة لاصعد الى منزل توفيق بحجة تركيب بعض
اللمبات وأسخر منه وكثيرا من أقول له.
-معلش أصل العلوم ما بتنفعش اليومين دول.
عندها قال لى تلك العبارة – أنت تشبه دوبلر الى حد كبير .
نظرت له فى تعجب فلم أتوقع هذه الاجابة الغير مفهومة والتى لا
ادرى هل هى اهانة أم شئ آخر الا اننى تمالكت نفسى وسالته عن
دوبلر الذى عرفت أنه عالم وله مبدأ معروف باسمه ويقول فيه أن
تردد أى جسم يزداد كلما اقتربنا من مصدره ويقل بتباعدنا عنه
ولم أنتظر لاسمع المزيد بل انصرفت هازئاً ولم الاقى توفيق مرة
أخرى إلا فى الفرح وكنت مزهوا بحجم الزينة وقوة الكهرباء التى
حولت الحى الى نهار وتطاولت على توفيق حتى أننى أخبرته صراحة
بان فكرى لم يكن ليقدر على مثل هذا الفرح فتقبل منى هذا
التطاول بهدوء وسألنى.
-لمبات الفرح موصلة على التوالى ام على التوازى؟
فنظرت له بسخرية فما الفرق عندما تكون على التوالى أو على
التوازى وما ان أخبرته بذلك حتى نظر لى متعجبا كأنما يريد أن
يقول شيئا إلا أنه لم ينطق بحرف فقد القى طفل حجر على احدى
اللمبات فتحطمت ومعها انطفأت كل لمبات الفرح وعم الصمت الفرح
الهائج إلا من عبارات السخرية وصوت أخى الذى كان يبحث عنى
ليضربنى فانا المسئول عن كل هذا وسمعت صوت توفيق يصدر هامساً
قائلا-
-هذا ما يحدث عندما تكون على التوالى تنطفأ واحد ينطفا
الباقى كما درسنا فى المدرسة.
ثم أخذ بيدى بعيدا عن الفرح وعن بطش أخى وسألته ونحن نبتعد عن
دوبلر ووجه التشابه بينى وبين دوبلر فرد ضاحكاً
-دوبلر أثبت ان الكون يتمدد أما انت واخوك الجزار
وسامية أثبتم ان الكون مقلوب لما تتزوج أخوك الجاهل من أجل
ماله وتترك أخى المعيد بكلية العلوم.
أنت حمار
كنت فى طريقى إلى الجامعة فى ذلك اليوم وكنت شارداً فى بعض
الأفكار حتى فؤجئت بسيارة تصطدم بى ففقت من أفكارى فى جزع
وأنتبه إلى سائق السيارة الذى صاح فى أنت حمار
فرددت ببساطة – لا أنا طالب فى الجامعة
إلا أنه لم يرد على وتركنى وأنصرف ووقفت أتسائل الحمار فى مصر
أهانه كبيرة ولكنه فى أمريكا رمز الحزب الديمقراطى وهنا
أتسائل هل ما قاله لى هذا الرجل إهانة أم عبارة مجاملة رقيقة
هذا بالطبع يتوقف على المكان وبما إننا فى مصر فهى إهانة ولو
كنا فى أمريكا لأختلف الأمر تماماً ولكنى نظرت للأمر من وجهه نظر
أخرى فالحمار حيوان مسخر دون تكليف يأكل ويشرب ويتزوج وينام
ولا ينتظر حساب أو عقاب فهو فى النهاية سوف يتحول إلى تراب وفى
هذه اللحظة سوف يتمنى الكافر الذى مصيره إلى جهنم أن لو كان
حمار سوف تصبح عبارة هذا الرجل قائد السيارة أمنية يتمنى لو
تحققت أما إذا كان المصير إلى الجنة فالأمر سوف يختلف لذا
ينبغى أن أعرف فلا يهم معنى حمار فى مصر أو أمريكا المهم أن
أصل إلى المعنى الحقيقى للكلمات ولا أترك العبارات تمر من
امامى أو من لسانى دون أن أتفحص معناها بعيداً عن تلك الماديات
المملة بعيداً عن الفول والطعمية ومقاعد المقاهى الممتلئة
بالرواد ينبغى أن أسبح بالكلمات بعيداً منفرداً وهناك سأدرك
أفكار وملاحظات كثيرة مثل تلك الملاحظة التى عرفتها عندما صاح
فى ذلك الرجل أنت حمار فهنا ينبغى أن أعرف هل سيأتى على اليوم
الذى أقول فيه يا ريت كنت حمار أم أننى سوف أكون فى وضع أفضل
من ذلك أن الإجابة على هذا السؤال لن تكون مجرد إجابة باللسان
بل ستكون توجيهاً فى حياتى يقودنى إلى خير كثير عرفته من خلال
السباحة بين عبارة أنت حمار.
عرفت قبل أن أعرف
عرفت أن الأرض بيضاوية قبل أن أعرف ذلك من الكتب من قوله تعالى
والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها وعرفت ظاهرة
الثقوب السوداء قبل أن أعرفها من الكتب وذلك من قوله تعالى
إذا الشمس كورت وكيف يتحول النجم إلى ثقب أسود صغير وعرفت عن
تكون السحاب المسبب للامطار المسمى الركام المزنى والذى يسمى
فى الطيران بأسم CB وظاهرة العمى المؤقت والذى يستمر لمدة 15
دقيقة و التى تحدث للطيارين داخلها من قوله تعالى ألم تر أن
الله يزجى سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فتردى الودق يخرج
من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب من يشاء
ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يُذهب بالأبصار وعرفت أن منطقة
البحر الميت أدنى منطقى فى الأرض قبل أن أعرف ذلك من علم
الجغرافيا من قوله تعالى غُلبت الروم فى ادنى الأرض وعرفت أن
الشمس مصدر النور وان القمر ليس إلا مجرد جسم عاكس من قوله
تعالى وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً وعرفت أن تركيب
الإنسان يتكون من 18 عنصر التى يتكون من الطين وكذلك مراحل
تطور الجنين من قوله تعالى ولقد خلقنا الإنسان من طين ثم
جعلناه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة
مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم انشاناه خلقاً
آخر فتبارك الله أحسن الخالقين وذلك قبل أن أعرفها من كتب الطب
وعرفت ان الجلد مصدر الأحساس قبل أن أعرفها من كتب الطب من
قوله تعالى كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا
العذاب وعرفت أن السماء كانت أصلاً دخاناً قبل أن أعرفها من كتب
الأرصاد وذلك من قوله تعالى ثم أستوى إلى السماء وهى دخان
وعرفت ان الحديد ليس من معادن الأرض وانه معدن مميز عن باقى
المعادن قبل ان أعرفها من كتب الفلزات من قوله تعالى وأنزلنا
الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وعرفت أن الضغط يزيد مع
الارتفاع قبل أن أعرفها من كتب المناخ من قوله كأنما يصعد فى
السماء وهكذا عرفت الكثير من القرآن قبل أن أعرفه من كتب
العلوم المختلفة بل قبل ان تكتشف تلك الحقائق أصلا فهى موجودة
فى القرآن منذ قرون من الزمان بينما لم تكتشف إلا منذ سنوات
قليلة
أبتسم صاحبى وقال – وهل عرفت قيادة السيارات من القرآن قبل أن
أعلمك أيها
فرددت بثقة – بكل تأكيد
فأمسك صاحبى بالمصحف وصاح – أين تعليم القيادة فى القرآن
فضحكت وأنا أشير له إلى الآية الكريمة وأسألوا أهل الذكر أن
كنتم لا تعلمون
الساندا
لعبة الساندا هى الكونجوفو الدولى وهى لعبة تعتمد على ضربات
اليد والرجلين والمصارعة كذلك فهى تشمل الملاكمة والتايكندوا
وكذلك الجودو أو المصارعة وخطيب أختى حسام يجيدها وكنت ألعب
معه ولكنى لم اكن على نفس المستوى من البراعة وكان فى ذلك
الوقت يستعد لدخول بطولة الجمهورية ولا أنسى أن أقول لكم أنه
195 سم ويزن 85 كيلو ويمتلك الكثير من العضلات التى جعلته
متباهياً بقوته وبدأ يحدثنى عن البطولة وكأنه فاز بها بالفعل
رغم أنه أخطا خطأ كبيراً فقد أهمل الضربات الدائرية مثل الـ"
360 " و "التفريجى " ونبهته إلى ذلك إلا أنه لم يبالى وكان
بيننا ذلك الحديث
أى الضربات أقوى المستقيمة أم الدائرية
فرد ساخراً – طالما أن الضربة منى فلا فرق على الاطلاق سوف تكون
كالقنبلة
فأكملت وأهملت سخريته – الضربة الدائرية أقوى أن الأمر أشبه
بأن ترمى حجر بيدك ثم تربطه بحبل وتلقيه طبعاً فى الحالة
الثانية سوف يذهب لمسافة أبعد لأن ذراع القوة فى الحالة
الثانية سوف تكون أطول وكذلك إذا أدرت الحبل فى الهواء عدة
دورات سوف تزيد القوة لأنك فى هذه الحالة تزيد قوة العزوم.
إلا أنه لم يبالى ورد ساخراً – رجعنا للفيزياء تانى مال
الفيزياء والضربات والعضلات
أن الذى يجيد الضربات الدائرية سوف يكون جسمه أشبه بقوة
المقلاع وهذا يعنى أنه لو كان وزنه 60 كيلو فسوف تجد 60 كيلو
تصطدم بوجهك هذا ما أردت أن أقول لك حتى لا تفخر كثيراً بعضلاتك
فهى بدون الفيزياء لا شىء .
فضحك وربت على كتفى فى سخرية وقال – لا تنسى أن تحضر والعائلة
البطولة أول يوم فمباراتى الأولى سهلة للغاية ومضمون الفوز 100
%
وبالفعل حضرنا جميعاً ونزل حسام إلى البساط وهو يشير إلينا
متباهياً وكان خصمه أصغر منه حجماً ولكن ما أن بدأت المباراة
وصاح الحكم بعبارة البداية "كاشى" حتى قام بخصم حسام بعمل
ضربة دائرية رائعة وكأنه مقلاع يدور فى الهواء وأصطدم بوجه
حسام الذى تلقى الضربة ثم توقف للحظة ثم سقط دون حراك وهنا
صاحت أمى فى أختى ساخرة
هو دا بقى خطيبك اللى فرحانة بيه
وأسرع إلى البساط لأحمل حسام مع زملائه خارجاً والذى كان يتفوه
بكلمات أثناء فقده للوعى حيث كان يقول ذراع القوة وقوة العزوم
صح صح حاضر حاضر وتعجب زملائه مما يقول وأخذوا يتطلعوا إلى
بعضهم البعض فى تساؤل فأبتسمت لهم وأنا أقول
أنها قصة طويلة ساحكيها لكم فيما بعد عن الفيزياء والرياضة
تعليقات
إرسال تعليق