>بأي بيانٍ يستفيض لساني

>
بأي بيانٍ يستفيض لساني * وأنا أرى في أسرهم إخواني
قد قُيدوا تلك القيودَ وأُلبسوا * لبس المذلة كالذليل العاني
والله لا شعرٌ يزيلُ همومنا * أو يستفيض مشاعرَ الوجداني
ماذا يفيد الشعر في زمنٍ طغى * فيه اليهودُ وعابدو الصُلبانِ
والله ما كان الحقيقُ بأن نُرى * مُتمتعينَ بذا المتاع الفاني
ما العذرُ عند اللهِ ماذا ندعي * ماذا نقولُ لربنا الرحمنِ


 أنقولُ أنا قد شَغلنا وقتَنا * بوظائفٍ وملاعبٍ وغواني
أولم يقل ربي بأن جهادَنا * للكفرِ فرضٌ، بل على الأعيانِ
أترى لنا عُذراً إذا جئنا إلى * رب العباد نقولُ : رأيُ فلانِ
أن الجهادَ فريضةٌ لكنه * فرضٌ كفائيٌ بذي الأزمانِ
أو أن نقول فريضةٌ لكنه * مالمسلمون اليوم ذو إمكانِ
أو أن نقول… فالمعاذرُ كثرةٌ * لكنّ ربي عالمٌ بالشانِ

 لا يستوي والله من هو جالسٌ * في بيتهِ في راحةٍ وأمانِ
يُغدى عليه طعامهُ وشرابهُ * متمتعاً بلذائذ الُلحمانِ
هو والمجاهدُ ، من غدا متأهباً * للقا عدوِ الله في الميدانِ
بين القذائفِ والقنابلِ عيشُه * يرجوا الشهادة مقبلاً ولْهانِ
قطعَ الفيافي والمعاركَ خاضها * وأتى إليها رغم بعدِ مكانِ
من أجلِها ترك الديارَ وأهلها * لم يلتفت للأهلِ والأوطانِ


 في كلِ يومٍ وهو جاشمُ غزوةٍ * في البوسنة . يوماً ويومٌ ثاني
في جبهةٍ أخرى معا إخوانهِ * في الهندِ في كوسوفا في الشيشانِ
لما شُغلنا بالتوافه عنهموا * طار الفتى وأتى ثرى الأفغانِ
لما أقمنا في المذلةِ لم تطق * نفساً له أن ينغمس بهوانِ
فالموتُ أهونُ من معيشةِ ذلةٍ * عندَ الفتى لما التقى الزحفانِ
قلنا اتئد إن العدوَ مدججٌ * بقنابلٍ ومجهزٌ بتَقاني


 إن العدوَ لمالِكٌ ترسانةً * وبوارجاً ترسوا بذي الحيطانِ
إن العدوَ غدا يدمرُ أرضَهم * ويُحيلُها حُمماً من النيرانِ
أو ما ترى الأخبارَ تنقلُ أنهم * لم يرحموا طفلاً وشيخاً فاني
ماذا دهاكَ أقد جننت ! فما لنا * بلقائهم أبد الزمانِ يدآنِ
قال الفتى والله ما أنا بالذي * أرجو الحياة وإخوتي بهوانِ
والله لا عيشٌ يطيبُ لنا إذاً * إن كان هذا الحالُ في الأفغانِ
والله لا أبقى إذاً مُتَفرجاً * متخاذلاً ومخذلاً إخواني



 بل أستعينُ الله أنصُرُ إخوتي * هذا وربي معقدُ الإيمانِ
وأُعدُ نفسي للجهاد إذا دنى * صوتُ النفير ،كنتُ أولَ دانِ
فإذا استطعتُ بذلتُ فيهِ مهجتي * وإذا مُنعتُ نويتُهُ بجنانِ
فإن انتصرنا كان ذلك مطلبي * وإذا قتلنا تلك خير أماني
واعلم بأن الله ناصرُ دينهِ * ومعزهِ بكتائب الإيمانِ
لكنّ حكمتُهُ اقتضت أن يبتلي * بعض العباد ببعضهم لمعاني
يتمايزُ الصفانِ يظهرُ منهمُ * ما كان يخفى ، ظاهراً لعيانِ
أو يكبتُ الكفارَ يهزمُ جمعَهم * أو يصطفي الشهداءَ في الميدانِ
إن لم تكن في ذا الزمانِ مجاهداً * فعليك أن تحظى بكف لسانِ

تعليقات

المشاركات الشائعة