الثبات الانفعالى Emotional Stability 2
تكلمنا مسبقا عن الثبات الانفعالى Emotional Stability و سنكمل الحديث بتجربه طريفه حدثت في امريكا
تم عمل فريقين من المشجعين لاكبر حزبين بامريكا (الجمهوري و الديمقراطي ) و كل فريق تم بث خطبه لممثل الحزب او رئيس الحزب مليئة بالتناقضات
و تم قياس رد الفعل باجهزة مخصصة , الجميع بدء يشغل الجزء العاطفي في الدماغ و عاطفته بدأت في التغلب على التفكير المنطقي و اصبح يقول :"حكيم هذا الرجل , كلامه عميق , سابقنا بالف سنه ضوئية "
ثم تم تشغيل خطبه متناقضه لرجل من الحزب الاخر فالمخ اصبح يشغل المنطق و يفلسف : كيف قال كذا ثم قال كذا , تناقض واضح و صريح !!!!!!
سواء كنت جمهوري او ديمقراطي , او مرسي او سيسي
او اي حزب فتذكر ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) .
ليس المطلوب ان تعيش بلا مشاعر , بل المطلوب تنظيمها و الا تكون لحظ النفس بل لله
بعد تفجيرات 11 سبتمبر انطلقت المشاعر الغاضبه ضد المسلمين دون فهم و دون تنظيم و اصبح الاعتداء ضد كل مسلم
القليل من فهم , يقول الدكتور Saleh Mubarak
في مدينتنا أيضا كانت شابة عربية مسلمة محجبة تقود سيارتها بعد هجمات 11 سبتمبر بيومين أو ثلاثة. كانت نساؤنا المحجبات في غاية الترقب والحذر لا سيما وأن الحجاب يدل على الهوية دون شك (وأعرف عدة نساء خلعن الحجاب وقتها). كانت الشابة تقف عند إشارة حمراء فجاءت سيارة خلفها وصدمتها ولكن بشكل طفيف. الشابة المسلمة خافت واتصلت بزوجها وطلبت منه الحضور فورا ثم اضطرت للنزول من السيارة. نزلت سيدة أميركية من السيارة الأخرى ولما رأت أن سائق السيارة أمامها سيدة مسلمة صاحت يا إلهي Oh my God.. طبعا ساهم ذلك في زيادة خوف الشابة المسلمة حتى جاءت السيدة الأميركية إليها وعانقتها قائلة (كنت أدعو ربي أن يجمعني بمسلم لأني أريد أن أعتذر إليك مما يفعله الآخرون بكم). تنفست صاحبتنا الصعداء واتصلت بزوجها: لا تجي... مافي داعي.. كل شي تمام..
و تأمل في حديث خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموتلا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون
ثم تأمل في حديث اخر حين اعتدت قريش علي خزاعة و هم غير مسلمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصرت يا عمرو بن سالم
و جهز الجيش لفتح مكة
ما الفارق ؟؟؟ الفارق كبير , ففي مكة كان المسلمين جماعة و في المدينة كانوا دولة
انه فقه الواقع و تفقه الامكانيات و الظروف و انزال الامور مواضعها
ثم تعجب من موقف رسول الله حين يأتيه قاتل عمه حمزه مسلما فيقبل منه اسلامه و لا ينتقم لعمه
و جاء رجل إلى عُمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكان هذا الرجل قد قتل أخا عُمر في معركة اليمامة عندما ارتد مع من ارتد ، (فقد قتل زيداً بن الخطاب في حروب الردة). وأسلم الرجل بعد ذلك ، وجاء إلى عُمر بن الخطاب يوماً ، فقال له عُمر: أأنت الذي قتلت زيداً؟ قال: نعم، قال عُمر: اغرب عن وجهي، فإني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم!، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ، أوَ يمنعني هذا حقي؟ قال: لا. فقال: أيحل هذا جَلد ظهري؟ قال: لا .. فقال الرجل: ما لي ولحبك إنما يبكي على الحب النساء.
سيدنا عمر يري قاتل اخيه و لو ترك نفسه لقتله لكنه يمسك نفسه و يعطينا القدوة الحسنه في الانصاف و الثبات
مثال اخر حديث ذهبت الي الشغل فوجدت زملاء العمل ينتظرون كل من يأتي ما رايك في خطبه رئيس الجمهورية أمس ؟؟
الناس فريقين
فريق يراها اغنية لعمرو دياب لا تناقش
و الاخر يراها صياح فراخ في احد العشش
فقلت لو حللناها فسنجد فيها ثلاث مزايا و هم 1- 2- 3
العيوب اربع 1-2-3-4-
نعم فالانصاف ان تري المزايا في خصمك و تعترف له بها و العيوب في فريقك و تعترف بها
انصف اخاك من نفسك
يقول الله سبحانه تعالى في سورة النازعات: ((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى))[النازعات:40-41]
[…] لماذا صبر المسلمين على التعذيب في مكة و لكنهم حركوا جيش… […]
ردحذف