“المباني هي التي تقتل الناس، لا الزلازل”.
“المباني هي التي تقتل الناس، لا الزلازل”. روجر بيلهام أستاذ الجيولوجيا بجامعة كولورادو في الولايات المتحدة،
درهم وقاية خير من قنطار علاج
أصبت بخيبة أمل كبيرة في مهنتي كمهندس معماري، نظراً لأننا لم نكن نساعد الآخرين ، و لم نكن نعمل للمجتمع، كنا نعمل للنخبة فحسب الأغنياء، والحكومة، والمطورين. فهم من يملكون الثروة والسلطة. و تلكم سمات لا مرئية لذا كانوا يوظفونا من أجل تحويل تلك السلطة و الثروة إلى شيء مرئية عبر تلك الأبنية الفريدة هذه هي مهنتنا , حتى تاريخيا .. هذه مهنة المهندسين حتى الآن أننا نقوم بالشيء نفسه.لقد كان ذلك خيبة أمل كبيرة لنا لاننا لم نكن نعمل للمجتمع على الرغم من أن هناك الكثير من الناس الذين فقدوا منازلهم جراء الكوارث الطبيعية. ولكن يجب أن أقول ان تلك المشكلة لم تكن بسبب الكوارث الطبيعية. على سبيل المثال، أن الزلازل لا تقتل الناس، ولكن انهيار المباني هو الذي قام بذلك وتلك هي مسؤولية المهندسين المعماريين. و بعد تلك الأزمات عادة ما يحتاج الناس إلى بعض المساكن المؤقتة، ولكن لم يكن هناك مهندسين معماريين ليساعدوا في ذلكنظراً لأننا مشغولون جداً بالعمل لمجتمع النخبة لذا فكرت أنه و رغم أننا مهندسين معماريين و لسنا مهندسين مدنيين إلا أنه يمكننا أن نشارك في إعادة بناء مساكن مؤقتة. يمكننا أن نجعلها أفضل. ولهذا بدأت العمل في مناطق الكوارث.
Shigeru Ban مهندس معماري عبقري
الابحاث تقول ان تنفيذ كود البناء يقلل كثيرا جدا الوفيات الناتجة من الزلازل
منذ ايام كان هناك زلزال قوته 8.3 ريختر ضرب تشيلي , تخيل عدد الوفيات لزلزال مثل هذا ؟؟
عدد الوفيات 10 اشخاص فقط لان تشيلي مهتمه بكود البناء و تطويره و تنفيذه
لا توجد رشوه او اكرامية او بناء ادوار زيادة عن المسموح
في ايدينا جميعا ان نقلل عدد الوفيات بكود سليم و تطبيق احترافي و دعم صيانة
الصورة ليس لمبني اصابه زلزال بل احد تصاميم فرانك جيري :)
لقد علمت بإمر زلزال هاييتي عبر سكاي بي. أرسلت زوجتي رسالة، “يا إلهي، زلزال،” ثم إختفت لمدة 25 دقيقة. و كانت 25 دقيقة من الرعب التاممر بها الاف الناس عبر الولايات المتحدة. كنت أخاف حدوث تسونامي. ما لم أدركه أن الخطر في هاييتي كان أكبر من ذلك، خطر إنهيار المباني. لقد إطلعنا جميعا على صور المباني المنهارة في هاييتي. هذه لقطات أخذنها زوجتي بعد يومين من الزلزال، بينما كنت أشق انا طريقي عبر جمهورية الدومينيكان إلى داخل البلاد. هذا هو القصر الوطني، وهو ما يعادل البيت الأبيض. هذا هو أكبر سوبر ماركت في منطقة الكاريبي وفي ذروة وقت التسوُّق. وهذه كليَّة تمريض. يدرس بها 300 ممرض/ة. بجوارها المستشفى العام الذي خرج من الزلزال سالماً. هذه هي وزارة المالية و الإقتصاد.
1:26لقد سمعنا جميعاً عن الخسائر البشرية الهائلة الناتجة عن زلزال هاييتي، و لكن لم يصلنا ما يكفي عن السبب الذي أودى بحياة كل هؤلاء. لم نسمع عما تسبب في إنهيار المباني. ففي نهاية الأمر، كانت المباني، و ليس الزلزال، هي ما أودت بحياة 220.000 إنسان، و إصابة 330.000 آخرين، و تشريد 1.3 مليون فرد، و تسببت في إنقطاع الغذاء و المياه و المعونات عن أمة باكملها. هذه أكبر كارثة تحل بتجمع حضري منذ قرون. و هي لم تكن كارثة طبيعية. بل كانت كارثة هندسية.
2:21لقد عملت مجموعة التطوير الملائم للبنى التحتية “AIDG” في هاييتي منذ 2007 ، حيث تقوم بتوفير مساعدات هندسية و تجارية للمشاريع الصغيرة.و بعد الزلزال، بدأنا في إستقطاب مهندسي زلازل ليفسروا سبب إنهيار المباني، ليقوموا بفحصها من ناحية الأمان. خلال تعاوننا مع “MINUSTAH” بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي، وهي بعثة للأمم المتحدة في هاييتي، و مع وزارة العمل القومي، ومع مختلف المنظمات غير الحكومية،قمنا بفحص أكثر من 1,500 مبنى. قمنا بفحص مباني مدرسية، و مباني سكنية. فحصنا المراكز الطبية و مستودعات الطعام. فحصنا المباني الحكومية.
3:01هذا مبنى وزارة العدل. خلف هذا الباب هو الأرشيف التشريعي الوطني. الشخص الواقف عند الباب، آندريه فيليترات، وهو مدير مركز أبحاث هندسة الزلازل التخصصي في جامعة بافالو، كان يفحص المبنى ليرى إذا كان آمناً لإخراج سجلات الأرشيف. أخبرني آندريه، بعد رؤية هذا المبنى وهو يسقطمرة بعد مرة بنفس الطريقة، أنه لا يتم عمل أبحاث جديدة هنا. لا يوجد هنا ما لا نعرفه مسبقاً. تقاط الضعف لم تتغير — الحوائط و الأسقف لم تدعَّم جيداً عند الأعمدة — هذا سقف معلَّق خارج المبنى — المباني أحادية الإرتكاز، أو المباني الغير متماثلة، التي تهتز بعنف ثم تسقط، إستخدام خامات بناء رديئة، أسمنت غير كافي، طوب البناء متخلل، غير منضغط بما يكفي، حديد التسليح المستخدم أملس، حديد تسليح معرَّض للعوامل الجوية و أصابه الصدأ.
4:08الآن هناك حل لكل تلك المشكلات. و نحن نعلم كيف يتم البناء بشكل صحيح. و الدليل على هذا ظهر في تشيلي، بعد حوالي الشهر، عندما ضرب تشيلي زلزال بقوة 8.8 ريختر. وهو أقوى 500 مرة من قوة ال7.0 ريختر الذي ضرب بورتو برينس — أقوى 500 مرة، و مع ذلك كانت الإصابات أقل من الألف. بمقارنة الكثافة السكانية، فإن النسبة ستكون أقل من واحد بالمائة من تأثير زلزال هاييتي. ما الذي إختلف بين تشيلي و هاييتي؟ إجراءات مواجهة الزلازل و الأبنية الإحتوائية، حيث يعمل المبنى كوحدة واحدة — الحوائط و الأعمدة الأسقف و الأرضيات كلها مترابطة داعمة لبعضها البعض، بدلا من أن تتحطم إلى اجزاء منفصلة و تسقط. إذا نظرتم إلى هذا المبنى في تشيلي، إنه منقسم إلى نصفين، و لكنه ليس كومة حطام. كان أهل شيلي يعتمدون طريقة البناء الإحتوائي منذ عقود.
5:28حاليا تتعاون “AIDG” مجموعة التطوير الملائم للبنى التحتية مع KPFF للإستشارات الهندسية، و مؤسسة “آركيتكتشر فور هيومانيتي” لإدخال المزيد من التدريب على البناء الإحتوائي إلى هاييتي. هذا هو “إكزانتوس دانييل”. وهو عامل بناء، فقط عامل بناء عادي و ليس رئيس عمال، وقد أخذ أحد دروسنا التدريبية. في آخر أعماله و بينما هو يعمل مع رئيسه، بدأوا في صب الأعمدة بشكل خاطئ. فأخذ رئيسه جانباً، و عرض عليه الخامات المستخدمة في البناء الإحتوائي. و أوضح قائلا: “أتعلم، لسنا في حاجة لإستخدام الطريقة الخاطئة. لن تكون التكلفة أكثر لو إستخدمنا الطريقة الصحيحة.” و قد أعادوا بناء ذلك المبنى. و ربطوا حديد التسليح بطريقة صحيحة. وصبوا الأعمدة بطريقة صحيحة. و هذا البناء سيكون آمناً. و كل مبنى سيقومون ببناءه من الآن فصاعداً سيكون آمناً.
6:24التأكد من تأمين تلك المباني لن يتطلب أعمالاً سياسية، بل يتطلب التواصل مع عمال البناء في المواقع و مساعدتهم على تعلُّم طرق البناء الصحيحة.الآن هناك العديد من المجموعات تبنت هذه الطريقة. و هذا الرجل ذو الصديري هناك، “كرايغ توتين” قام بمساعٍ عدة لإستخراج تصاريح لكل تلك المجموعات التي تعمل بها. من خلال “هاييتي ري-وايرد”، و “بيلد تشانج” و “آركيتكتشر فور هيومانيتي”، و “AIDG” مجموعة التطوير الملائم للبنى التحتية، أصبحت هناك إمكانية للتواصل مع 30.000 ، 40.000 عامل بناء عبر البلاد وبداية نهضة لطرق البناء الصحيحة. فإذا تواصلت مع العمال في مواقع البناء بهذه الطريقة التعاونية سيكون الأمر محتملا جداً مادياً. بالبلايين التي تُنفق على إعادة البناء، يمكنك تدريب عمال بناء مقابل بضع دولارات لكل منزل يبنونه بتلك الطريقة طوال حياتهم.
7:33في نهاية الأمر، هناك طريقتين لإعادة بناء هاييتي، الطريقة العليا هي الطريقة التي إتبعتها هاييتي لعقود طويلة. الطريقة العليا هي مباني ضعيفة الهيكلمصيرها السقوط. الطريقة السفلى هي طريقة البناء الإحتوائي، حيث الحوائط مترابطة جيداً و البناء متماثل و سوف يصمد أمام الزلازل. أمام هذه الكارثة هناك فرصة هنا لبناء مبانيٍ أفضل للأجيال القادمة، بحيث ما إن يضرب الزلزال التالي نعم سيكون كارثة، و لكن لن يصبح مأساة.
8:15(تصفيق)
Filed under: public
from WordPress http://bit.ly/1F81MXV
via مدونتي
تعليقات
إرسال تعليق