>ذكريات مصاص دماء في مصر

>

ذكريات مصاص دماء في مصر


ذكريات  مصاص  دماء في مصر

كيف حالكم يا اصدقائي , أعلم أنكم غاضبين مني لأني أخبرتكم اني ذاهب الى ولاية ... بشمال رومانيا , للخروج من حاله الكأبه التى اصابتني أثر وفاه زوجتى "كاثرين" لكن الحقيقة أنى ظللت بها يوم واحد ثم سافرت الى الدولة التى كانت تتمنى زوجتي زيارتها طوال حياتها , و التى طالما تمنت أن ترى الاثار التى بها على ضوء القمر و حال دون تحقيق امنيتها أمرين
الاول : أن شمس مصر حاره جدا فأذا كانت شمس رومانيا الشاحبة تحرق وجوهنا فما بالكم بشمس مصر
الثاني : وفاتها أثر تناولها لدماء تالفه صاحبها مصاب بالايدز , نعم لقد هلعت وقتها و راودتني الشكوك ان زوجتني تخونني مع جاري , لولا أن تذكرت أن مصاص الدماء لا يمكنه العيش بدماء مصابه قد شربها


لقد قررت وفائا لزوجتى أن أذهب الى مصر (و اتمتع برؤيا الصبايا ) على أن اذكر الحقيقه أننى قادم للخروج من أزمة نفسية نتيجة أنى أصبحت أرمل حزين  (لاشك أن هذا سيجعلنى ملتقى أنظار الفتيات ) و أننى لا أحب الا الخروج ليلا (في نيتي الذهاب الى شارع الهرم بعد زيارة الهرم كما ارادت زوجتى "في الحقيقة كانت تتكلم عن الهرم فقط " )  لقد سافرت الى مصر و سجلت أسمي في الفندق و طلبت منهم عدم ازعاجي لأني حزين على فقدان زوجتى (و نادم على أننى لم أومن على حياتها )

متى بدأت المشكلة ؟؟؟
بدات و أنا في الفندق ليلا جالسا في أحد الاركان الدافئه أقرأ كتاب باللغه العربية التى تعلمتها من بعض الاتراك و كان هناك فتاه تأكل قطعه من اللحم محاوله التظاهر بأنها تاكل منذ ولادتها بالشوكه و السكين مما أثار حنقي , هل التمدن هو الاكل كما يأكل الامريكان أم هو وجود شرع ينفذ و عدل و مساواه  و في اثناء محاولتها جرحت نفسها فتسللت رائحه الدم الذكية الى أنفي و جعلت غائبا عن الوعى للحظات حتى تمالكت نفسي و قمعت رغبتي  و تلفت و اذا برجل نحيل البنيه ينظر الى نظرة قويه محللا و كأنه يريد النفاذ الى اعماقي و كأنه لمح نظراتى و علم ما يدور بخاطري , حاولت الانشغال عنه بقراءه الكتاب و لكنى فؤجئت به يترك مكانه و يتقدم الى مكانى و يطلب الجلوس بجواري
  • مرحبا بك في مصر هل يمكننى الجلوس هنا ؟
لم يكن أمامي الى ددعوته لكن بطريقة جافه حتى اقطع عليه الاسترسال في الحديث فنظرته الى لا تريحنى
  • تفضل
و نظرت الى كتابي بتركيز حتى يعلم أننى مشغول و كأننى طالب لم يبق على ميعاد امتحانه الى دقائق و أذا به يقول بلهجه من تأكد من شئ :
  • كما توقعت أنت من رومانيا ؟؟ هذا ظاهر في لهجتك
هذا ما لم أكن أتوقعه أن يستنتج أحد في مصر هذا و بلدهم ليس بها مصاصين دماء الا بردية او اثنين ايام الفراعنه يقولون أنها تشير الينا و لم اتاكد من هذا بعد
  • لقد علمنى صديق لي كيف أتعرف عليكم بسهولة و علمنى كيف أقتلكم , و كنت أظنه يكذب على حتى رأيتك و أنت تنجذب بشكل عميق الى الدم , لقد تعرفت عليك
لقد أصبح الامر حياة او موت , حياتي او حياته

سئلت عنه و عرفت أين يسكن



ذهبت الي بيته  هذه الليلة و في نيتي الانتهاء منه , ذلك الرجل العنصري الذي يكره مصاصي الدماء , لماذا يكرهنا ؟؟ لا أدري !!
وقفت على الباب و طرقته فأجابني بأنه موجود فأستئذنت منه و طلبت أذنه في الدخول فرحب بي و دعاني , ذلك غريب في الأمر خدعة و لا شك منذ متى يدعونا و يرحب بنا رجل يعرف أننا مصاصي دماء و يثق في هذا ؟؟ لا شك أن في الامر  خدعة
و رغم هذا قبلت التحدي و نظرت   فوجدته واقف في منتصف الصالة , ينظر الى نظرة القط الذي تمكن من أصطياد فأر و التهامة ,و فى هذه اللحظة و الباب يكمل فتحه نتيجه لدفعى اياه , و اذا بالمياه تسقط علي و تفسد ملابسي الغالية الانيقة فتقدم مغضبا منه فوجدت ملامح البلاهه مرتسمه على وجهه بأقصى صورة , و بشكل أضحكنى فوقفت مستغربا
قال لى :
  • كيف لم تحترق
تشممت الرائحة  لا توجد رائحة غاز متسرب
  • و لماذا احترق ؟
  • هذا الماء الذي وقع عليك أنه ماء مقدس تم وضع الصليب به و قراءة الكتاب المقد س منه

أخذتنى نوبة هستيرية من الضحك على هذا المغفل و استندت على الكرسي مواصلا الضحك و هو ينظر لي مستغربا فقلت له بعد ساعة من الضحك المتواصل
ما هي ديانتك ؟؟ الست مسلما كيف تقتنع أن الصليب مقدس و لماذا هو مقدس بالنسبه لك , ما الذي يجعل قطعتين من الخشب مقدسه ؟؟ و لماذا عندما تحس بأن هناك من يحسدك تقول "أمسك الخشب" ؟؟  ثم أى أنجيل قرأت ؟؟ متى او يوحنا و هل في يوجد في أحدهم ذكر عظمة الصليب
لا تجد الا "ملعون من صلب على الصليب " في العهد القديم
كم تضحكنى بسذاجتك , قال عليك الناس عالم فصدقتهم و فرحت عندما قالوا مثقف

أخذنى الكلام و الضحك حتى فوجئت بالفجر يتسلل , اذا قتلته فسوف أتأخر و أضطر للمشي في ضوء الشمس الحارقة , كما أننى لا أحب أن أقتل شخصا بعد أن ضحكت معه كل هذا الوقت فلنأجلها لوقت أخر
لن يتمكن من أقناع أحد بوجود مصاص دماء في مصر كي يساعده فهو كالبطه الميته

ذهبت الى الفندق و لابد أن اشتكي أن الاسعار في مصر غالية جدا , و خاصة التاكسي و خصوصا عندما يعلم أننى أجنبي , فيحس أن واجبه كمصري صميم أن يسرقنى و الا عوقب بتهمه الخيانة العظمى لقوانين السواقين , شراء سيارة يكلفك ثمنها ثلاث مرات
و البزين غالي رغم وجود البنزين في مصر , لكنى قرأت أنهم يصدرونه لاسرائيل عدوتهم ثم يستوردون بأضعاف أضعاف اضعاف ثمنه و هو ما ساموت دون أن أفهم لماذا ؟؟
ذهبت الى مطعم شعبي يبيع الاسماك , اسعار الاسماك مرعبه رغم وجود بحرين و نهر في بلادكم . لماذا ؟؟ ربما لان التجار لا يرضون بالربح القليل و البيع الكثير بل يريدون اكبر ربح في الكيلو ,,
ذهبت اليه و قد أزمعت قتله اليوم , باب منزله مفتوح , هناك رائحة بشعه تنبعث من الشقة , هل أنتحر ؟؟؟ فتحت الباب و اذا هو واقف و يقول لي ببجاحه أننى لن أتمكن من الدخول !!
دخلت الباب و أقتربت منه محاذرا , لا أفخاخ ظاهرة لا توجد أى مقالب سخيفة , بحثت عن مصدر الرائحة البشعه فوجدت كرات صغيرة لم تكن موجودة من قبل فسئلته
  • ما هذا ؟؟
قال و قد بدأت ثقته في التلاشي
  • هذا ثوم
  • هذا ثوم , اليس مصاصي الدماء يفرون من الثوم
أخذنى الضحك و الشفقة عليه و على الشعب المصري الفقير البائس و جلست بجواره و قلت له
  • أرضكم زراعية خصبه و لا تزرعون
هل الزراعة عيب ؟ لماذا تخسرون ميزتكم النسبية و ترون كل العار ان يقال انكم دولة زراعية و تحرصون ان تكونوا دولة صناعية فقط
 و اذا زرعتكم ترشونها بالسموم الكيماوية التى تجعل الطعام ليس له لون و لا رائحة و لا طعم و لا فاعلية , حتى البصل ليس بصلا له مفعول , و تستوردون بذور مستوردة ليس لحصيلتها بذور , فتشترون البذور بعد هذا مضطرين بأثمان مبالغ فيها
لماذا يكون وزير الزراعة مشكوك في ولائه , و سجله حافل بالجرائم و ترضون به
اليس جده يهودى ؟؟
كيف تأكلون هذا الطعام الملوث و تشربون مياة لا تصلح للحيوانات حتى مياهكم المعدنية لا تصلح للشرب
أيها السذج لماذا تزرعون توشكى و هي ارض صخرية , و أمامكم الاراضي الواسعه الخصبة

و لماذا لا يتعاون أهل الخليج من السودان فيمدونهم بالات الزراعة الحديثة و تزرعوم السودان فيأكل كل شعوب العالم الثالث
رثيت لحاله فتركته متوعدا اياه في اليوم التالي و رحلت مسرعا قبل شروق الشمس


هذه المرة ذهبت اليه و قد نويت قتله و لا اخفيكم أننى متردد هذه المرة فقد أصبح صديقا لي لا أحتمل فراقة و ارثي لحاله كثيرا
هذه المره كان الباب مغلقا , يبدو أن ثقته بنفسه أهتزت أخيرا , قمت بدفع الباب فانفتح بسهولة , رأيته واقفا مرعوبا و في يدة شئ صغير , و على الارض رأيت مال مرمي أنحنيت و ألتقطت عمله و تأملته كان مرسوما عليها الاهرامات الثلاثة متخيله و ليست كما في الواقع ففى الواقع يبدو الهرم الاوسط اطول من الكبير نتيجة أنه بنى على صخرة
  • كيف فعلتها , انها نقود فضية , و مصاصي الدماء تموت من الفضة
لكم يقتلنى هذا الساذج , هل الحكومة ستصنع عملة من الفضة , أنها يمكن أن تصنع العملة من التراب او الحجارة لتوفر الاموال , ما هذا الشئ الي في يده , أنه سكينة تلمع , لابد أنه يعتقد أنها من الفضه لكنى أشعر أنه مضحوك عليه , أنه يعيش في عالم من الوهم يحتاج الى من يزيل العصابة من على عينه و يقول له فتح عينك
أمتلكنى الشفقة عليه , فأقترب منه  و جلست و أجلسته بجانبي و قلت له
  • لا تخف  , لن أكون أنا و الحكومة عليك , لا تخش شئ أيها المسكين , المحروم من أن يتكلم و يطالب بحقة المشغول بلقمة عيشة و الملهي بماتشات الكورة و الافلام عن حقه , الغريب في وطنه المهان بها

اه يا مصر
لا أجد لنفسي مكان بك , يكفيكم عشرات من مصاصي قوت الشعب المسكين , سأعود الى بلادي , مشتاقا للعودة لاهلك الطيبين

تعليقات

المشاركات الشائعة