>كلمة قصيرة
>
كلمة قصيرة
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
فاشكر لحضراتكم حضور هذا الحفل السنوي الذي نكرم فيه افضل ادارة
و هذا الحفل له قيمة خاصة لي حيث انه سيكون ان شاء الله أخر حفل احضره كوزير , حيث اعتزم الاستقاله من وظيفتي و التفرغ للعبادة و العمل الخيري
اعلم ان هذه مفاجأة لكم جميعا , فلم أخبر أحدا بهذا و فضلت ان اجعلها مفاجاة في هذا الحفل الذي سيكون مليئا بالمفاجأت و لن يكون تقليديا
في كل عام يكون معروفا مسبقا اي شركة و أي مدير سنكرم اعتمادا على كمية الانتاج و انخفاض المصروفات
و في هاذ العام لابد انكم خمنتم من سنكرم او على الاقل طرحتم اسماء
و لكننا في هذا العام سنكرم شخصا أخر سنكرم شخصا لم يتخيل احد و لا هو انه سيكرم اليوم فهو لا ينتظر تكريما منى و لا من احد من البشر
سنكرم مديرا لم تحقق شركته ارباح كبيرة , على حساب الشركة كما يفعل زملائه , من ترك المعدات بلا تصليح و لا صيانه حتى لا تزيد النفقات في عهده , حرصا على مصلحته الشخصية من بروزة و القول انه يحقق ارباح للشركة و انه مدير عظيم انقذ الشركة بعبقريته , تاركا حمل الصيانه على من يأتى بعده
المح في وجوهكم انكارا لصراحتى و اعترافا بما ذمرت , و اعذرونى فاريد ان اكون صريحا و لو يوما في حياتى
فالحقيقه اننا اساتذه في كيف نظهر بمنظر جيد امام الناس و نحقق المنفعه الخاصة بنا , و لا أبرئ نفسي من هذا
لكنى اريد ان انصف هذا الذي كان يعمل للمصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة
و الذي لأول مره يحضر حفلنا هذا و حضر مكرها نتيجة وعدى ان استمع الىه في أمور خاصة بالعمل بعد الحفل
انه الاستاذ معاذ عمر
و ليس القصد تكريم شخصة و انما ان نعرف لماذا اخترته رغم ان الاوراق لا تظهر انه ادار افضل شركة
انما اشياء كثيرة منها انه غرس القانون الاخلاقي في نفوس من يعملون معه و من يتعاملون معه
لقد غرس فيهم بابتسامته العذبه و القدوة الحسنه مبادئ الدين الاسلامي و الهدوء و الصدق و الرضا
كيف عثرت عليه ؟؟ لقد جائنى شيخ جليل و هو صديق لوالدى رحمه الله لزيارتى كما تعود دائما للاطمئنان علي
و طلب منى ان اسعى لتعين شاب ذو كفاءه ان وجدته يصلح و قال انه لا يتوسط لتعينه ان كانت امكانياته لن تفيد الدولة
اخبرته ان يرسله لمقابلتى و كنت وقتها لم امسك وكيل وزارة بعد و لكن لى سلطاتى و علاقاتى و قد نويت تعينه حتى اذا كانت كفائته لا تصلح نظرا انه اول طلب من هذا الشيخ الجليل رغم معرفته بي و بوالدي العميقة و التى استمرت لسنوات
عندما قابلته و سئلته و جدته كفئا و تفائلت كثيرا به فهو متخرج من الكلية بتقدير جيد جدا و في سنوات الكلية تدرب و عمل بعده شركات و اخذ كورسات لغات و تنمية بشرية و قارئ متميز
و اجتاز الامتحان بنجاح و أحسست اننى لأول مره أقابل شخص صادق معي في المقابلة الشخصية
فقمت بأرساله الى أحد الشركات ليعمل بها و أشكر للشيخ الفاضل هديته
و راقبته من بعيد و لم اتدخل اطلاقا في أى ترقيه أخذها و لم اتوسط له حتى اصبح مديرا لأحد الشركات العامه
و في الحقيقة كنت متخوف قبل أن اقابله و حتى بعد أن قابلته و عينتة كنت خائفا مما انطبع عندي مما اراه في وسائل الاعلام من سخرية من المتدينين و كنت أقول في نفسي ربما يقضى الوقت في الصلاة و قراءة القرأن و مناظرة النصاري في الشركة
و العجيب اننى وصلتنى شكوى في اول اسبوع من مديرة الالمانى ملخصها ان المهندس معاذ يحافظ على الصلاة جماعة و هذا وقت مستقطع من وقت العمل , كما أن العمال بدأوا يهربون من العمل بالصلاة معه جماعة رغم انهم في الاصل كسالى و يضيعون وقت العمل
و قبل أن أتخذ قرار حاسم فوجئت بالمدير الالمانى يأتينى و يقول مندهشا : أنتم أمه لا تحيى و لا ترتقى الا بدين
لقد تغيرت الشركة الى الافضل كثيرا عندما جاء المهندس معاذ و بدأوا يصلون جماعة , فقد صفت اخلاقهم و زاد الانتاج
حتى انني –و الكلام للمدير الالماني - قد سمحت له و شجعته على القاء كلمه قصيرة بعد صلاه الظهر
و كانت كلمته تثير حماس العمال و تدفعهم الى اتقان العمل و تقوى الله
و اعلن المدير الالمانى تمسكه به و فرحه بالعمل معه
بل و دسست عليه من يحاول رشوته او اعطائه هديه فكان صارما و كان يرفض ان يأخذ لنفسه أي شئ و لو قلما او اجندة او نتيجة
بل لقد كنت أعطى نصائح خاطئه فأجدة حازما معي و يوضح لي بلطف ما يمكن ان تسبب هذه النصيحة من اضرار
بينما هناك اخرون يثنون على النصيحة الخطأ التى اقولها متعمدا لمعرفة من ينافقنى و يهتم برضائي و لو خسرت الدولة الكثير
و في كثير من الاجتماعات اتعمد قول نكتة قديمة و ممله فأجد الجميع ييضحك و يثنى على النكته و جمالها و يكتفى هو بابتسامه بسيطة
لقد كان على علم بكافه الحيل لتحسن مظهرة , كما ظهر لي في مناقشتى له و لكنه علم ليتجنبه لا ليفعلة كما كان حذيفة بن اليمان يسئل الرسول عن الشر مخافة الوقوع به
و كان حريصا على صيانه كل الاجهزة و المعدات رغم انه هذا سيظهرة بصورة من يصرف الكثير من المال العام و لن ينال مكافأه او ترقيه لكنه كان يعمل للمصلحه العامة قبل الخاصة و هو بهذا يستحق وصف سون تزو له في كتاب فن الحرب و الذي تم شرحه في كتاب بأسم "عون الرب في العناية بفن الحرب " و هو موجود على شبكة الانترنت لمن اراد ان يتعلم القيادة
يستحق وصف سون تزو "نجمة السماء" الذي يقدم مصلحة الجميع على مصلحته الخاصة
فقد كان يساعد حتى المديرين المنافسين له كلما احتاجوا للمساعدة و يرسل المعدات و الموظفين اذا كان لا يحتاجهم
و لا يبخل عليهم بأفكارة و ارائه رغم علمه انهم سيقدمونها على انها افكارهم و انهم سيسبقونه الى تنفيذها فالمهم لديه ان يراها امام عينه
لقد كان يعامل العمال لدية كابنائه و حريص عليهم رفيق بهم يسئل عنهم دون ان يكون في هذا ما يدفهم الى الدلع فلا عجب ان تجد منهم طاعه و انقياد له في غيابه و وجوده
ان شركته الوحيدة التى لم تشهد اضطرابا منذ عمل بها
اننى اتمنى ان ندخل معدل الرضا في تقيمنا للشخص , فكيف نقيم مديرا حقق ارباحا و كل من يعملون معه يكرهونه و يكرهون العمل معه ؟؟؟ ان الصين اصبحت وحشا اقتصاديا لكن العمال في الصين ما زالوا في تعاسة و فقر
لقد كان يعطي مكافأت استثنائية لمن يجد و يعمل حتى و لو كان على خلاف معه و يشجع كل من يجد و يعمل
و سئلته منذ سنوات لماذا عملت في القطاع العام و لم تعمل في القطاع الخاص فأجاب أنه يعمل في القطاع العام رغم ضعف المرتب نظرا لأنه يحس ان تخصصه يمكن ان يفيد الدولة و انه سيأخذ خبرة تفيده في بدء مشروع خاص به ,
لقد كان متفائلا دائما و يري النصر حين لا نراه نحن رغم خبرتنا الكثيرة , كان واثقا ان مع كل عسر يسرين , و رفض اوامر مباشرة منى بفصل عشرين بالمئه من عمال المصنع رغم الازمة العالمية و قال انه اختارهم و عمل معهم و يعلم انه ليس زنبهم و انه كان حازما مع المخطأ عندما يخطأ و اذا اصررت ان اقوم بفصلهم فليكن هو واحد من العشرين بالمئه المفصولين
ثم عقد اجتماع وضح المشكلة دون ان يحاول الظهور في صورة البطل و قال لهم انه عليهم ان يعملوا و يتحملو المسئولية و انه ينتظر اقتراحتهم و كان الاجماع على العمل الجاد و السهر حتى بدون مقابل
و هذا ما حدث بالفعل و كان اولهم في السهر بدون مقابل حتى مرت الازمة دون فصل موظف واحد
ثم انه يركب الباص الخاص بالموظفين و رفض تخصيص سيارة له و قال انها فرصة للحديث معهم و الاختلاط بهم
أنه رجل عجيب لا يتضايق من النقد واسع الصدر لا يزيدة الجهل الا حلما و لم اسمع عنه انه انتقم لنفسه قط بل يعفو اذا قدر
قدوته نبينا محمد الذي ننتسب له اسما و ينتسب له صدقا و فعلا
اعلم انه متضايق منى لأنى مدحته فمنذ اعوام مدحه احد العمال لدي و ذكر انه يعمل في غير وقت العمل و لا يكتب هذا فلما علم بهذا غضب و قال ليته ذمنى فنحتسبها عند الله , ليته اغتابني بدلا من مدحى كذبا
و جاء لى و وضح ان هذا كذب و انما في بعض الاوقات يضيع وقت في عمل الشاي و الاكل و الاتصالات الجانبية فيقوم بتعويضها بعد مواعيد العمل حتى لا يأكل حراما
و الان نرجو من المهندس معاذ عمر ان يتقدم لتكريمه
قام معاذ متلعثما و قال : اللهم لا تحاسبنى على ما يقولون و اجعلنى خير مما يقولون و اغفر لى ما لا يعلمون
ثم اقترب من الميكروفون و قال : احبتى و زملائي
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
اشكر سيادة الوزير على كلمته الطيبة المجامله كما عودنا حضرته بأدبه العالى على مجاملتنا و اتمنى ان اكون عشر ما قال , و ما تحقق في الشركة ان كان تحقق بها شئ فهو بفضل الله وحده ثم بزملائي العمال الافاضل الذين تعبوا معي , و احب ان اشكره على اعطائي الفرصة في العمل معكم
و احسب ان سيادة الوزير يتكلم عن شخص أخر او ان هناك تشابها في الاسماء فما اعلم عن نفسي شيئا من هذا
و احب ان اشكر كل اخ عملت معه فاستفدت منه و تعلمت منه و اتقدم بالاعتذار الى كل اخ أسأت اليه و ارجو ان يسامحنى فكلنا بشر و أتالم ان اقول لكم اننى قد جائنى عرضا من احدى الدول العربية للعمل بها و قد قبلت عرضها نظرا لرغبتى في الحج انا و عائلتى
ابتعد معاذ عن المنصة بخطوات سريعه و اذا بالمدير يتمتم : هكذا الصالحون اذا علموا عملوا و اذا عملوا انشغلوا و اذا انشغلوا عرفوا و اذا عرفوا اختفوا
و كأنه أويس القرني
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
فاشكر لحضراتكم حضور هذا الحفل السنوي الذي نكرم فيه افضل ادارة
و هذا الحفل له قيمة خاصة لي حيث انه سيكون ان شاء الله أخر حفل احضره كوزير , حيث اعتزم الاستقاله من وظيفتي و التفرغ للعبادة و العمل الخيري
اعلم ان هذه مفاجأة لكم جميعا , فلم أخبر أحدا بهذا و فضلت ان اجعلها مفاجاة في هذا الحفل الذي سيكون مليئا بالمفاجأت و لن يكون تقليديا
في كل عام يكون معروفا مسبقا اي شركة و أي مدير سنكرم اعتمادا على كمية الانتاج و انخفاض المصروفات
و في هاذ العام لابد انكم خمنتم من سنكرم او على الاقل طرحتم اسماء
و لكننا في هذا العام سنكرم شخصا أخر سنكرم شخصا لم يتخيل احد و لا هو انه سيكرم اليوم فهو لا ينتظر تكريما منى و لا من احد من البشر
سنكرم مديرا لم تحقق شركته ارباح كبيرة , على حساب الشركة كما يفعل زملائه , من ترك المعدات بلا تصليح و لا صيانه حتى لا تزيد النفقات في عهده , حرصا على مصلحته الشخصية من بروزة و القول انه يحقق ارباح للشركة و انه مدير عظيم انقذ الشركة بعبقريته , تاركا حمل الصيانه على من يأتى بعده
المح في وجوهكم انكارا لصراحتى و اعترافا بما ذمرت , و اعذرونى فاريد ان اكون صريحا و لو يوما في حياتى
فالحقيقه اننا اساتذه في كيف نظهر بمنظر جيد امام الناس و نحقق المنفعه الخاصة بنا , و لا أبرئ نفسي من هذا
لكنى اريد ان انصف هذا الذي كان يعمل للمصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة
و الذي لأول مره يحضر حفلنا هذا و حضر مكرها نتيجة وعدى ان استمع الىه في أمور خاصة بالعمل بعد الحفل
انه الاستاذ معاذ عمر
و ليس القصد تكريم شخصة و انما ان نعرف لماذا اخترته رغم ان الاوراق لا تظهر انه ادار افضل شركة
انما اشياء كثيرة منها انه غرس القانون الاخلاقي في نفوس من يعملون معه و من يتعاملون معه
لقد غرس فيهم بابتسامته العذبه و القدوة الحسنه مبادئ الدين الاسلامي و الهدوء و الصدق و الرضا
كيف عثرت عليه ؟؟ لقد جائنى شيخ جليل و هو صديق لوالدى رحمه الله لزيارتى كما تعود دائما للاطمئنان علي
و طلب منى ان اسعى لتعين شاب ذو كفاءه ان وجدته يصلح و قال انه لا يتوسط لتعينه ان كانت امكانياته لن تفيد الدولة
اخبرته ان يرسله لمقابلتى و كنت وقتها لم امسك وكيل وزارة بعد و لكن لى سلطاتى و علاقاتى و قد نويت تعينه حتى اذا كانت كفائته لا تصلح نظرا انه اول طلب من هذا الشيخ الجليل رغم معرفته بي و بوالدي العميقة و التى استمرت لسنوات
عندما قابلته و سئلته و جدته كفئا و تفائلت كثيرا به فهو متخرج من الكلية بتقدير جيد جدا و في سنوات الكلية تدرب و عمل بعده شركات و اخذ كورسات لغات و تنمية بشرية و قارئ متميز
و اجتاز الامتحان بنجاح و أحسست اننى لأول مره أقابل شخص صادق معي في المقابلة الشخصية
فقمت بأرساله الى أحد الشركات ليعمل بها و أشكر للشيخ الفاضل هديته
و راقبته من بعيد و لم اتدخل اطلاقا في أى ترقيه أخذها و لم اتوسط له حتى اصبح مديرا لأحد الشركات العامه
و في الحقيقة كنت متخوف قبل أن اقابله و حتى بعد أن قابلته و عينتة كنت خائفا مما انطبع عندي مما اراه في وسائل الاعلام من سخرية من المتدينين و كنت أقول في نفسي ربما يقضى الوقت في الصلاة و قراءة القرأن و مناظرة النصاري في الشركة
و العجيب اننى وصلتنى شكوى في اول اسبوع من مديرة الالمانى ملخصها ان المهندس معاذ يحافظ على الصلاة جماعة و هذا وقت مستقطع من وقت العمل , كما أن العمال بدأوا يهربون من العمل بالصلاة معه جماعة رغم انهم في الاصل كسالى و يضيعون وقت العمل
و قبل أن أتخذ قرار حاسم فوجئت بالمدير الالمانى يأتينى و يقول مندهشا : أنتم أمه لا تحيى و لا ترتقى الا بدين
لقد تغيرت الشركة الى الافضل كثيرا عندما جاء المهندس معاذ و بدأوا يصلون جماعة , فقد صفت اخلاقهم و زاد الانتاج
حتى انني –و الكلام للمدير الالماني - قد سمحت له و شجعته على القاء كلمه قصيرة بعد صلاه الظهر
و كانت كلمته تثير حماس العمال و تدفعهم الى اتقان العمل و تقوى الله
و اعلن المدير الالمانى تمسكه به و فرحه بالعمل معه
بل و دسست عليه من يحاول رشوته او اعطائه هديه فكان صارما و كان يرفض ان يأخذ لنفسه أي شئ و لو قلما او اجندة او نتيجة
بل لقد كنت أعطى نصائح خاطئه فأجدة حازما معي و يوضح لي بلطف ما يمكن ان تسبب هذه النصيحة من اضرار
بينما هناك اخرون يثنون على النصيحة الخطأ التى اقولها متعمدا لمعرفة من ينافقنى و يهتم برضائي و لو خسرت الدولة الكثير
و في كثير من الاجتماعات اتعمد قول نكتة قديمة و ممله فأجد الجميع ييضحك و يثنى على النكته و جمالها و يكتفى هو بابتسامه بسيطة
لقد كان على علم بكافه الحيل لتحسن مظهرة , كما ظهر لي في مناقشتى له و لكنه علم ليتجنبه لا ليفعلة كما كان حذيفة بن اليمان يسئل الرسول عن الشر مخافة الوقوع به
و كان حريصا على صيانه كل الاجهزة و المعدات رغم انه هذا سيظهرة بصورة من يصرف الكثير من المال العام و لن ينال مكافأه او ترقيه لكنه كان يعمل للمصلحه العامة قبل الخاصة و هو بهذا يستحق وصف سون تزو له في كتاب فن الحرب و الذي تم شرحه في كتاب بأسم "عون الرب في العناية بفن الحرب " و هو موجود على شبكة الانترنت لمن اراد ان يتعلم القيادة
يستحق وصف سون تزو "نجمة السماء" الذي يقدم مصلحة الجميع على مصلحته الخاصة
فقد كان يساعد حتى المديرين المنافسين له كلما احتاجوا للمساعدة و يرسل المعدات و الموظفين اذا كان لا يحتاجهم
و لا يبخل عليهم بأفكارة و ارائه رغم علمه انهم سيقدمونها على انها افكارهم و انهم سيسبقونه الى تنفيذها فالمهم لديه ان يراها امام عينه
لقد كان يعامل العمال لدية كابنائه و حريص عليهم رفيق بهم يسئل عنهم دون ان يكون في هذا ما يدفهم الى الدلع فلا عجب ان تجد منهم طاعه و انقياد له في غيابه و وجوده
ان شركته الوحيدة التى لم تشهد اضطرابا منذ عمل بها
اننى اتمنى ان ندخل معدل الرضا في تقيمنا للشخص , فكيف نقيم مديرا حقق ارباحا و كل من يعملون معه يكرهونه و يكرهون العمل معه ؟؟؟ ان الصين اصبحت وحشا اقتصاديا لكن العمال في الصين ما زالوا في تعاسة و فقر
لقد كان يعطي مكافأت استثنائية لمن يجد و يعمل حتى و لو كان على خلاف معه و يشجع كل من يجد و يعمل
و سئلته منذ سنوات لماذا عملت في القطاع العام و لم تعمل في القطاع الخاص فأجاب أنه يعمل في القطاع العام رغم ضعف المرتب نظرا لأنه يحس ان تخصصه يمكن ان يفيد الدولة و انه سيأخذ خبرة تفيده في بدء مشروع خاص به ,
لقد كان متفائلا دائما و يري النصر حين لا نراه نحن رغم خبرتنا الكثيرة , كان واثقا ان مع كل عسر يسرين , و رفض اوامر مباشرة منى بفصل عشرين بالمئه من عمال المصنع رغم الازمة العالمية و قال انه اختارهم و عمل معهم و يعلم انه ليس زنبهم و انه كان حازما مع المخطأ عندما يخطأ و اذا اصررت ان اقوم بفصلهم فليكن هو واحد من العشرين بالمئه المفصولين
ثم عقد اجتماع وضح المشكلة دون ان يحاول الظهور في صورة البطل و قال لهم انه عليهم ان يعملوا و يتحملو المسئولية و انه ينتظر اقتراحتهم و كان الاجماع على العمل الجاد و السهر حتى بدون مقابل
و هذا ما حدث بالفعل و كان اولهم في السهر بدون مقابل حتى مرت الازمة دون فصل موظف واحد
ثم انه يركب الباص الخاص بالموظفين و رفض تخصيص سيارة له و قال انها فرصة للحديث معهم و الاختلاط بهم
أنه رجل عجيب لا يتضايق من النقد واسع الصدر لا يزيدة الجهل الا حلما و لم اسمع عنه انه انتقم لنفسه قط بل يعفو اذا قدر
قدوته نبينا محمد الذي ننتسب له اسما و ينتسب له صدقا و فعلا
اعلم انه متضايق منى لأنى مدحته فمنذ اعوام مدحه احد العمال لدي و ذكر انه يعمل في غير وقت العمل و لا يكتب هذا فلما علم بهذا غضب و قال ليته ذمنى فنحتسبها عند الله , ليته اغتابني بدلا من مدحى كذبا
و جاء لى و وضح ان هذا كذب و انما في بعض الاوقات يضيع وقت في عمل الشاي و الاكل و الاتصالات الجانبية فيقوم بتعويضها بعد مواعيد العمل حتى لا يأكل حراما
و الان نرجو من المهندس معاذ عمر ان يتقدم لتكريمه
قام معاذ متلعثما و قال : اللهم لا تحاسبنى على ما يقولون و اجعلنى خير مما يقولون و اغفر لى ما لا يعلمون
ثم اقترب من الميكروفون و قال : احبتى و زملائي
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
اشكر سيادة الوزير على كلمته الطيبة المجامله كما عودنا حضرته بأدبه العالى على مجاملتنا و اتمنى ان اكون عشر ما قال , و ما تحقق في الشركة ان كان تحقق بها شئ فهو بفضل الله وحده ثم بزملائي العمال الافاضل الذين تعبوا معي , و احب ان اشكره على اعطائي الفرصة في العمل معكم
و احسب ان سيادة الوزير يتكلم عن شخص أخر او ان هناك تشابها في الاسماء فما اعلم عن نفسي شيئا من هذا
و احب ان اشكر كل اخ عملت معه فاستفدت منه و تعلمت منه و اتقدم بالاعتذار الى كل اخ أسأت اليه و ارجو ان يسامحنى فكلنا بشر و أتالم ان اقول لكم اننى قد جائنى عرضا من احدى الدول العربية للعمل بها و قد قبلت عرضها نظرا لرغبتى في الحج انا و عائلتى
ابتعد معاذ عن المنصة بخطوات سريعه و اذا بالمدير يتمتم : هكذا الصالحون اذا علموا عملوا و اذا عملوا انشغلوا و اذا انشغلوا عرفوا و اذا عرفوا اختفوا
و كأنه أويس القرني
تعليقات
إرسال تعليق