#الشيخ_زويدكنت هناك مع بعض الاصدقاء منذ أيام قليلة لإيصال مساعدات لأهل قرى شمال سيناء وطلب منا أهلها ان نحدثكم عما رأينا
"المنح والمساعدات لاتبنى أمة ولا بلد بل العلم والعمل"
هكذا استهل الشيخ السيناوى الذى استضافنا فى بيته فى نجع شيبانه حديثه لنا
موضحا ان شنط رمضان هى مسكنات وان الاستفادة الحقيقة العائدة على القرية هى مشروع الاغنام
وهو مشروع ابتدأه صديقى
Ahmed Sakr
منذ اكثر من سنة يهدف لتعليم الاطفال
المشروع ببساطة ان المدارس مغلقة فى قرى الشمال
والمدرس يحتاج الى مرتب وجمع تبرعات للمدرسين بشكل دورى غير مجدى
فكانت الفكرة الرائعه بامداد اسر من القرية برؤوس اغنام لتربيتها واخذ مولود كل 6 اشهر وبيعه لتوفير مرتب المدرسين
العائد الاجتماعى للفكرة هو توفير شكل للعمل غير الأنفاق وتهريب الافارقة والسلاح والمخدرات
توفير ألبان الماعز للأطفال وتسميد الأرض
"الزنانة"
هو الاسم الذى يطلقه اهل القرى على الطائرة بدون طيار التى تقصف البيوت هناك لها صوت "زن" هو سبب التسميه
حدثنى احد الشباب انه يحتضن اطفاله وهم يبكون كلما مرت الزنانة من فوق بيته وهو يدعوا "يارب مش بيتى يارب مش بيتى" حتى تمر.
"هنا تحكم دولتان ويطبق قانونان ... هذا هو الواقع الذى نعيشه كل يوم"
استكمل الشيخ حديثه
اذا تحدثت مع الجيش .. ستذبحك داعش
واذا تحدثت مع المسلحين (كما يطلقون هناك على داعش)
سيعتقلك الجيش ويصفيك وسيجدون جثتك على قارعه الطريق.
"لا تعلمون مدى سعادتنا بوجودكم .. اطفالنا لا يروا الا الزى العسكرى فى هذا الطرف او ذالك"
عندما دخلنا لصلاة الجمعة فى المسجد كان الاطفال ينظرون الينا كاننا من الفضاء ... حقا كانت من اصعب اللحظات فى الرحلة
"المنطقة ج"
من الحدود حتى 30 كيلو مترا داخل الحدود المصرية لا توجد اى من شبكات الاتصال المصرية
ولكن الشبكات الإسرائيلية تعمل بكل كفاءة
يبرر الامن بانها دواعى الأمن القومى
والان كل مكالمات سيناء فى ايدى العدو الصهيونى
لا يحق لاهل المنطقة الذين يحملون حجة تملك الأرض منذ الخلافة العثمانية ببيع وشراء وتملك اى شىء ... الجيش يخبرهم بانها أرضه هو
أيضا بواعز الأمن القومى
"أهل الوادى هكذا نسميكم"
كان هذا رد الشيخ عندما قلت له أننى سمعت بأنكم تسموننا مصريين وكأنكم عير مصريون.
واضاف "كنا نطلق على من هم خارج سيناء سابقا مصريين ..ثم سالنى من اين انا فاجبته الاسكندرية
فقال اذ كنت مسافر للقاهرة تقول أنك مسافر "مصر" فاجبته بنعم
فقال هل هذا يعنى انك تعتبر انك غير مصرى !
smile emoticon"
ذهبنا بعدها الى شيخ مسن حضر ايام النكسه وتحدث عن ذكرياته وكيف ان والده وجد فى صباح ما بعد النكسة عسكرى مصرى نائم على وجهه فى ارضه فاخفى ملابسه واستضافه لشهور
"يقولون اننا اعطينا الجنود المياه مقابل سلاحهم
حسنا ... تلك كانت أول شربة ماء
ماذا عن تانى شربة وثالث ورابع ... ماذا أخذنا فى المقابل !"
ويكمل الشيخ ذاكرا الاسم الرباعى للجندى وعنوانه وان والده ذهب لزيارته بعدها بعشر سنوات فى بلدته وكيف كان اللقاء
"لا توجد مستشفى واطباء التكليف يهربون ولا رقابة عليهم"
ثم قال بفرح انه هناك طبيب بطل اسمه احمد لا ينزل اجازاته الا نادرا يداوى اهل نجع شبانه
"فى وقت القصف لا توجد اسعاف ولا طبيب"
يذكر الشيح بحسرة حالات عده أخذت تصارع الموت طوال الليل حتى انتهاء الحظر والآن يلجئون لتعليم فتيات القرية كيفية اسعاف الحالات المصابة من انفجارات وقذف
الدواعش
ظهروا فجأة ... ألقوا علينا السلام ... وأختفوا كيفما جائوا ... فجأة
"خير الأراضى"
فاكهة شمال سيناء هى الذ ما أكلت فى عمرى
ولحم اغنامها ولبن ماعزها لا يقارن باى شئ
"الأطفال"
اذكياء جدا لم يقتل قصف الجيش الذى لم يتوقف طول الليل ولا تهديدات الدواعش لاحلامهم ولا شقاوتهم ... عندما ظهرنا امامهم فجأة هربوا منا ظنا اننا من المسلحين
ولكن سرعان ما أطمئنوا لنا نتمنى ان نعلمهم اللغات والبرمجيات كما اقترح الشيخ.
"العودة"
فى نهار عودتنا إستيقظنا على خبر أن أخو الشيخ قد قتل ليلا من الجيش ولم نسأل عن التفاصيل
فالموت هو السائد هناك والحياة استثناء
"لن اترك أرضى ولا بيتى ولو قصفوه ساموت تحت جدرانه ولو هجرونى منه فسأعود يوما"
تعليقات
إرسال تعليق