لم اعد استطيع ان اكتب شعرا

لم اعد استطيع ان اكتب شعرا
كلما اردت ان اكتب شعرا
يصف ما يحدث حولي من رعبا
اجد الجخ سبقني منذ ايام
و قباني سبقني منذ اعوام
و احمد مطر قد نقش الكلام
و المتنبي كتبها منذ مئات السنين و نام
هل اناصاحي اما انا في منام ؟؟؟
و هل هذا واقع ام اضغاث احلام
انني سيزيف ادحرج الصخرة
الى قمة الجبل
و امني نفسي بشربة عسل
و ما اكاد ان اصل
حتى تقع و للقاع تصل
فاعيد رفعها بلا كسل
و لم انتفع بما حصل
اكرر نفس اخطائي
نفس عيوبي
و ذلاتي
و انتظر شربه العسل
اكرر ثمانية و اربعين
و سته و خمسين
في سبعه و ستين
و انتظر نصرا مبينا

احفظ من التاريخ
اسماء و تواريخ
و اكرر نفس السقطات و الذلات
و الخيبات
ملعون انا و مصلوب
ملعون من صلب على الصليب
ملعون من ذهب الى الطبيب
الى مات على يديه كل قريب
مات عنده اخوك و ابوك و بنك
و امتلا بيتك بالنحيب
فالف مبروك
احمد حلمي يصحي كل يوم في كابوس
و كل يوم منحوس
و كل يوم يتألم
لكنه من التاريخ يتعلم
و نحن نستيقظ كل يوم
نردد كالببغاء سطور من العلم
ماء البئر مسمما
ماءه محرما
مات منه الف في محرم
لكنني اترك النهر بين يدي
و ساشرب من البئر فانا لا اتعلم
دعووني اجرب من البئر الشراب
لعل فيه علاج للخراب
الى متي ؟؟؟
يأتينا كل عام حلاجا
ننادية بالطبيب و الحاج
اكتشف للايدز علاجا
و للفقر علاجا
لن يعود هناك مريض و لا محتاجا
يأتية المرضي افواجا
و رغم مرور خمسين الف من الاعواما
ما زال المرض مواطنا في الاوطانا
و ما سقانا طبيبنا غير اوهاما

الى متي
جمال حمدان يكتب
و السرجاني يخطب
و شعبنا يرسب
الى متى اغلى امنية للكتب
الا تكون بدلا للحطب
و اغلى امنية للكتاب
ان يكون فرشا للكبابا
يلتف حوله الاحباب
اغلى امنية للقرطاسا
الا يكون للطعمية قرطاسا
و لا منديلا للشرطة و الحراسة

الى متي
نستيقظ كل يوم
على ذبيح و قتيل
و صراخ و عويل
فاذا لم استيقظ يوما على صوت عويل
حسبت اني نائم في اسرائيل

الى متى
نسجد لكل مدعي للنبوة
لسجاح
لمسيلمة
و نطرد من ثبت فيه النبوه

الى متي
نهدي الى راقصة بغية
رأس يحيي الصارخ في البرية
نقدمه هديه
مع شهادة تقديريه
انها الام المثالية

الى متي ؟؟
يأتينا كل صباح
سفاح
يأتي وحده
فنقوم نؤيده
و نكون له سلاح
كي يطفئ المصباح
نراه ياخذ فؤاده الى بيته
نحرس بيته
نسمع الصياح
صياحها
صراخها
استغاستها
حتى الصباح
تأخذنا الرجولة و الغضب
فنحن عرب !!!
فنصرخ فيها
كفي عن الصراخ !!!

الى متي ؟؟
يأتيتنا مجرم
يرتكب كل محرم
و نغني له :
"تسلم ايديك يا معلم"

الى متي ؟؟؟
نردد "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم"
و لم نجيب حقهم
لكن نموت مثلهم
نميت بعضنا فدي الوطن
نقتل اخانا
كي يعيش الوثن
نفرح بموت اخينا
و نرمي جثه في العفن

الى متي
ننتخب رئيس من العبيد
نضع الاطباء وراء الحديد
اقرا في الجريدة كل يوم :
سرق مكتب البريد
كل يوم يسرق من جديد
نفس اللصوص و الاسلحة
و نفس عمال البريد
لا يوجد اي تجديد
غيرنا له كل عام ايام عيد
و نجن في كل عام نعيد و نزيد
هل يجوز ان نهنئ غيرنا بالعيد
هل اخراج الصدقة مالا جائز في العيد

الى متي ؟؟
اسئل ناجي العلي
و احمد مطر
الى متي ؟؟
ستظلان متشائمون
الى متي مشاكلنا على ظهوركم تحملون
متى ستفرحون ؟؟
قالا : حين عن رسومتنا و اشعارنا تستغنون
و المسجد الاقصي تحررون
حين تقرأون
تفكرون
حين للرأي الاخر تتقبلون
حين تحموا تسائكم
من اليهود المغتصبون
كان هذا يا ناجي قديما
الان اصبح عندنا شرطة و جيش
هما من لنسائنا يغتصبون
قتل ناجي العلي
الى متى ؟؟
سيظل يخطب عن النضافة
فأر قد اشتري لقب النيافة
مبهورين بحكمته
شجاعته

و هو ليس الا جيفه
و نيافته خرافة

الى متي ؟؟
نموت من الجوع
و لدينا البترول

نلتف حول هيروديا
و نطرد البتول

طفل على الرصيف
ممزق الثياب
في يده سيجاره
و الاخري محمول

الى متي ؟؟
اكاد لشده الملل
اظن الملل في بلادنا
يشكو من الملل
يذهب الى الطبيب
يشتكي من نفس العلل
كلما فتح تلفاز
راي رجلا يحدثنا بلا كلل
عن فوائد العمل
و اضرار الكسل
يحدثنا
ساعتين
خمس ساعات
ويقول لنا كفاية كلام
دقت ساعة العمل
كل يوم يكرر نفس الكلام
كلام يزاد و يعاد
و الغرب اخترع طابعه رباعية الابعاد

ساعتين
خمس ساعات
دقت ساعة العمل
ينام الملل من الملل
لكنه يري في منامه
نفس الشعارات و الخطب و الملل
فيستيقظ مرعوبا من الملل

الى متي !!!
منذ اربعين الف عام
في التية تائهون
و كل اربعين نخرج من التية
لندخل التية الذي يليه
الى متى ؟؟؟؟
كاسندرا
تحذرنا
لا تقبلوا الحصان هدية
في الهدية المنية
نضحك منها ساخرين
و نقبل الهدية شاكرين
و نضحك الحصان الى طروادة فرحين
للمره السابعة و العشرين
الى متي
سنظل نردد الحان
تشكو السجن و السجان
و تلعن الامريكان

الى متي ؟؟
ندخل كل عام اللجان
نستلم ورقة الامتحان
نقرأ نفس الاسئلة
نكتب نفس الاجوبة
و ننتظر النجاح هذا العام !!!

الى متي ؟؟

شعرنا منذ سنين
ممتلئ بالانين
شعرنا حزين
ممتلئ بالقمل لا بالياسمين
علاجه ان يرش بالبنزين
و تشعل عود كبريت حزين

 

 

تعليقات

  1. […] يحكي قصة مهندس معماري يدحل احوة السجن و يريد ان يخرجه من السجن خاصة ان لدية الرسومات […]

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة