عبد الواحد الوكيل
المهندس عبد الواحد الوكيل من مواليد 1943
من تلاميذ حسن فتحي و من المنادين بدمج روح العمارة الاصلية بالتكنولوجيا الحديثة
مهندس مصري درس في هندسة كلية فيكتوريا ومدارس انجليزية بريطانية وحصل على شهادة GCE في عام 1960، وتخرج بامتياز في الرياضيات التطبيقية، الفنون، الفيزياء، والكيمياء.ثم انضم الى جامعة عين شمس وحصل على بكالوريوس العمارة من عين شمس تخرج بامتياز ومرتبة الشرف الأولى عام 1965 م حيث عمل معيدا في الفترة 1965- 1970م. وقام بالتدريس في الجامعة في قسم الهندسة المعمارية، كلية الهندسة. لمدة خمس سنوات
اثناء تدريسه قابلة مهندس الماني و قال له :
لماذا تدرسون العمارة الغربية القبيحة و انتم لديكم العمارة الرائعة الشرقيه
ظل يبحث عن العمارة الشرفية حتي عمل لاحقا مع المعماري حسن فتحي بعد الالتقاء به عام (1968.
و كان محبا للقراءة و خاصه للكاتب الانجلزي "جون راسكين"
حائز على جائزة أغاخان مرتين، الأولى عام 1980 عن بيت حلاوة بالعجمعي
(رفضها قسم العمارة و التخطيط بهندسة عين شمس و البلدية لكن البناء اكتمل و اخذ جائزة عالمية)
بيت حلاوة في العجمي |
والثانية عام 1989 عن مسجد الكورنيش في جدة
طلب كجزء من برنامج تجميل مدينة جدة، وقد اراد أمين بلدية جدة سابقا معالي المهندس محمد سعيد فارسي بناء هذا المسجد على شاطئ الكورنيش للتأكيد على أهمية الشكل المنحوت كوسيلة لتجميل وتحسين مظهر العندسة المعمارية للمسجد ضمن منظر المندينة المعاصر. والتصميم ذو حجم صغير إلا انه معقد. وقد تم تجميل المدخل من جانب القبلة بقنطرة هائلة باتجاه الداخل، ويمكن القاء نظرة على البحر عبر النافذة ذات القوس المصنوعة من الخشب المشبك ( المشربية ) في آخر الجدار. وتوجد في الجانب الأيمن مصطبة للجلوس تمكن من يجلس عليها من الاستمتاع بالنسيم العليل الناتج من الفعل المتوازي لامتصاص الهواء من القنطرة.
لدى الدخول الى قاعة الصلاة من فتحة ضيقة في الطرف الايسر للقنظرة، تبدو المئذنة بطولها الكامل بين القبة الرئيسية لقاعة الصلاة والقبتين الأصغر حجما في البهو ذي القناطر. ويشعر المرء بتباين قوي بتدرج الحيز الافقي للقنطرة بالنسبة للظهور المفاجئ للكتلة العمودية للمئذنة. كما يشعر المرء بالأحجام الانسيابية للاقواس والقناطر والقبب في الداخل في وقت ذاته مع ظلالها الخارجية مما يخلق اختلاطا مشرقا بين الداخل والخارج ويمكن الوصول الى المئذنة عبر درجات تشكل سطحا مائلاً على الواجهة الجنوبية التي تدمج المئذنة بالبناء الرئيسي. وقد ابقي علو المئذنة الى اقصى حد للغرض ذاته المتمثل في ابقائه ضمن البناء ككل وضمان ظل انسيابي للمسجد
قباب مسجد الكورنيش في جدة |
. و نال جائزة ديرهاوس للعمارة الكلاسيكية التي تمنحها كلية العمارة بجامعة نوتردام الأمريكية قيمتها 200,000 دولار وتعد الجائزة بديلة جائزة برتزكر الشهيرة وتمنح لمعماريين يتميزون بالتقليدية أو الكلاسيكية.
بعد تخرجه حاول المعماري تسجيل رسالة الماجستير عن أعمال المعماري المصري الشهير حسن فتحي صاحب كتاب «عمارة الفقراء» إلا أن أيا من أعضاء هيئة التدريس لم يوافق على الإشراف عليها مما اضطره إلى تغيير موضوع الرسالة ليدرس أساليب الإنشاء .
ولقد ساعدته هذه الدراسة في تفهم أساليب الإنشاء الأمر الذي ظهر واضحا في أعماله.[ سلك الطريق الاكاديمي ،وإستمر بالتدريس في الجامعة لمدة خمس سنوات حتي عام 1970 ، ثم عمل لاحقا مع المعماري حسن فتحي إلا أنه يدين بالفضل في تعليمه الحقيقي إلى السنوات الخمس التي قضاها مع المعماري حسن فتحي (1968 –1973) والي بحثه الشخصي في أصول العمارة الإسلامية في وقت لم تحظى فيه العمارة الإسلامية المحلية بتأييد كبير سواء على المستوى الفني أو الشعبي. حيث قرر قطع دراسته والتفرغ للعمل مع فتحي حيث قضى معه الخمس السنوات التي كان لها أكبر الأثر على حياته وأسلوبه في العمل. المعروف عن حسن فتحي انتقاده لتقليد العمارة الغربية واتجاهه لاستخدام الخامات المحلية في البناء واستيعاب الأنماط والتشكيلات الهندسية التراثية واستخدامها في التصاميم الحديثة.[3] وقام بالتدريس في الجامعة لمدة خمس سنوات ثم عمل لاحقا مع المعماري حسن فتحي. من المراحل:
- 1970 : ترك التدريس والجامعة.
- 1968- 1973 : عمل مع الأسطوري حسن فتحي لمدة خمس سنوات. أكمل أكثر من 15 مسجدا في المملكة العربية السعودية باستخدام التقنيات التقليدية والبناء والتشييد.
- 1971 : بدأ عملة الخاص.
- 1972 : عمل كمستشار لوزارة السياحة بمصر.
- 1979- 1980 : عمل كمستشار لمنظمة اليونسكو.
- 1991 - 2001 : مارس عمله بمكتبه في ميامي حيث كان يدرس في جامعة بيركلي ميامي. وقسم وقته بين مختلف عواصم الشرق الأوسط. بمبانيه ذات الجدران الثقيلة والزخارف الكلاسيكية تقف في تناقض صارخ مع العمارة المعاصرة العمارة الغربية اللامعة التى تعيد تشكيل المنطقة والبيئة العمرانية الحديثة بالهياكل الزجاجية عالية الارتفاع. أتخذ من مكتبيه بالقاهرة مقرين رئيسين لممارسة فكره المعماري التطبيقي في دول الخليج العربي ودول بلاد الشام.
عمارة الوكيل
تأسست العمارة الحديثة على المبادئ المعمارية للقرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، والتي اكدت على "هجر الطابع التاريخي". كما ان الجمالية المولدة خالية من التزينات والمفردات المعمارية التقليدية. والوكيل قد برهن ان مبادئنا المعاصرة يجب ان تنافي مبادئ القرن التاسع عشر. فمبادئ اليوم تتطلب الرجوع للخلف للطوابع التاريخية وأخد دروس منها لعمارتنا المعاصرة.
فهو يرى ان العمارة كائن حي، عضوي والى حد ما عملية تطويرية. فلا يوجد شيء من غير ان يرث شيئا من أصل والديه. ومعماريا هي الاشكال الأصلية. وبمعنى اخر العمارة لغة لها كلمات، إعراب ومعان. فاذا فهم اي فرد العمارة من هذه الحدود سيصبح قادرا على التصميم في أي نقظة من الكرة الارضية، بعمارة تتحدث لغة ذلك الإقليم. ولهذا السبب استطاع الوكيل ان يصمم مبان في اليونان، مصر والمملكة العربية السعودية وهي تتحدث اللغة المعمارية لكل إقليم بنيت فيه.
فالوكيل في كل مبنى من مبانيه العظيمة في العالم الإسلامي تتحدث لغة معمارية فهمها معظم المسلمين المتجولين في الشارع. فهو قد فهم ان المبنى يوصل أي رسالة أو كلمة محددة للغة المعمارية التقليدية. فيجب ان تستعمل في الإعراب أو التركيب التقليدي. قد يعود هذا الى الكلاسيكية أو عصر النهضة. وهو يبرهن ليس فقط على وجود ما يمكن ان نسميه لغة العمارة الإسلامية وإنما صلاحيتها كذلك للعمارة المعاصرة.
استعمل الوكيل المفردات التقليدية للعمارة في نمط لا يشابه انماط معماري القرن الثامن عشر او التاسع عشر، والذين عمدوا لاحياء الانماط المعمارية القديمة. "فهو يسأل دائما عن ماهية الشيء وكيف يكون، فالقوس يتولد اذا فتح شخص في حائط من الطوب.
ولأن تميز المعمارى يأتى من فلسفته وإمتلاكه لرؤية خاصة في تصميماته ، كان تمسكه بالهوية سرا لتميزه ،فقد كان يؤمن أن الانقياد لأساليب العمارة الغربية يعد ابتعادا عن الهوية العربية الإسلامية لذلك نادى باحياء قيم العمارة الإسلامية .
فلسفته
أن أى تصميم يخرج عن بيئته لن يصل إلى أى مستوى من مستويات النجاح
رفض الوكيل مع بداية ممارسته المهنة في مصر الانسياق وراء الطراز الغربي الذي بدء ينتشر في تلك الفترة وقوانين المباني التي تفرض قيودا تحدد خيال المعماري وإبداعه. ويؤمن بضرورة إحياء القيم الإسلامية في العمارة الإسلامية ،كما يؤمن بأهمية استخدام مواد البناء البيئية وتقنيات البناء التقليدية مع تطورها لتتناسب مع المتطلبات الحديثة.وتنبع هذه الأفكار من إيمانه بأن الإنسان كان يقوم في الأصل بتشكيل العمارة تبعا للظروف البيئية المحلية فتأتي معبرة عن الشخصية المحلية وتعطي نوعا من الاستمرارية الحضارية التي تجعل الإنسان أقدر على بناء مستقبل مستقر وتعكس جميع أعمال الوكيل هذه الأفكار المبادئ بالإضافة إلى الاحتياجات المناخية والوظيفية لشاغليها.
«تعلمت من عملي في المعمار الإسلامي أن العمل يصنع الرجل، تدريب وتمرين لكسب النفس قبل كسب العيش، عندما كنت أشتغل مع الحرفيين القدامى كانت روحانياتهم عالية، كان الواحد منهم ينهمك في عمله وكأنه يسبح. كان البعض يقول لي لماذا تصر على العمل اليدوي والزخارف لماذا لا تستخدم الصبات والقوالب الجاهزة؟ ولكن ذلك كان مناقضا للمهمة ذاتها. كنت ساعات أجد في المساجد القديمة قطعة بديعة من الزخرفة في ركن لا يراه الكثير من الناس وفكرت في ذلك وتوصلت إلى قناعة أن الحرفي يريد الحصول على ثواب بعمله ولا يهمه أن يراه الناس».
فلسفة الشكل
يرى الوكيل أن ما يميز العمارة الإسلامية هو الروح وليس الشكل فالشيء الذي يجمع المساكن النوبية الصغيرة والمباني اليمنية الشاهقة والمساجد التركية العظيمة تحت مسمى واحد "العمارة الإسلامية" هو روح الإسلام وليس التشكيل المعماري، فالأشكال المعمارية المختلفة ما هي إلا مفردات اللغة أما كيفية وضع هذه المفردات معا لتكون قطعا شعرية فهذه هيالعمارة الإسلامية.
لماذا يستطيع الحرفي الذي لم يتجاوز عمره الخامسة عشر في كوريا من انتاج اعمال خزفية في غاية الجمال؟ ألم تسأل نفسك لماذا لا يستطيع هذا الحرفي الصغير انتاج القبح، لأنه يعمل ضمن تقاليد تحميه من القبح. التقاليد تقوم مقام المصل Immune ضد القبح فهي تحمي الحرفي من إنتاج القبح وبالتالي فأن الحرفي الصغير يستطيع انتاج اعمال جميله لا يستطيع انتاجها كبار الفنانين.
الرؤية
http://www.youtube.com/watch?v=v1Y61ZXbap4
الرؤية في العمل لم تتوقف لدى الوكيل عند حد التصميم فقد كانت له نفس رؤية في مواد البناء حيث أنه يفضل إستخدام مواد البناء التى تتفاعل مع البيئة بالإضافة إلى إستخدام تقنيات البناء التقليدية مع تطويرها لتتناسب مع المتطلبات الحديثة ، وكان عزوفه عن إستخدام القوالب الجاهزة وتفضيله للعمل اليدوي أمرا أثار دهشة وتعجب زملائه المعماريون إلا انه كان يجيب عليهم في ذلك بأن العمل بالصبات والقوالب مناقضا للمهمة التى يقوم بها .
وعن أعماله في الوطن العربي ، قام الوكيل بتطوير مسجد الملك سعود في جدة إلا أنه أصر على بناء قبة المسجد دون استخدام الأسمنت مما أثار اعتراض المهندسين العاملين معه و الذين رأوا أن القبة التي يصل ارتفاعها إلى 40 مترا لن تصمد بلا أسمنت لكن الوكيل أصر على ذلك، بل قام بالتوقيع على إقرار بتحمل المسئولية كاملة عن بناء القبة.
يري أن إقتباس المفرد في حد ذاته ليس تصميما و ان إكتشاف أصل و فكر و فلسفة هذا المفرد هو الكشف الحقيقي للعمارة ، فرسم القوس ليس في النقل الحرفي لتفاصيله و إنما في محاولة إيجاد لغة مقرؤة و فكرا وراء إختيار هذا التفصيل.
من هنا رأى الوكيل أن المفاتيح الأربع للنجاح المعمارى هم كلمات (بيئة – فلسفة – فكر – معتقد).
فبحكم عمله بالسلك الاكاديمي لمدة خمس سنوات إستطاع ان يضع يده على أول خيط من شأنه أن يخرج معمارى يعتمد على مفاتيح النجاح الأربع أو أن يؤدى به إلى طريق العمارة منعدمة المعنى والوظيفة ،وتمثل هذا الخيط في الدراسة ، فهو يرى أن طرق التدريس في الجامعات العربية تفتقد القدرة على خلق فكر معماري ينبع من جذور أصيلة وذلك لأنها – من وجهة نظره - تعتمد علي الإنبهار بثقافة و توجه عمارة الغير ، و أن أعتماد الدراسة على توجهات و أفكار و فلسفة معماريين غربيين أمثال "فرانك لويد رايت و لوكوربوزيه" بالإضافة إلى عدم التركز علي البيئة و مضمونها داخل الإطار التصميمي هو ما ساهم في إخراج عمارة قبيحة فاقدة للهوية.
الامير تشارلز و عبد الواحد الوكيل
اهم اعماله
عدد مجلة البناء لعام 1987 الخاص بمساجد الدكتور عبد الواحد الوكيل
http://maher09.googlepages.com/ALBEENABOOK.zip
مسجد قباء
«وقتها كان الاتجاه هو تطوير مشاريع المدينة وكان من أولها مسجد قباء الذي قمت بتصميمه وهو مهم جدا لأكثر من سبب أولا لمكانته، السبب الثاني أنه أول مبنى له صفة رسمية في العالم العربي يتم بناؤه من دون الخرسانة والأسمنت».
| ||
| ||
| ||
| ||
|
[…] حسن فتحي http://draftsman.wordpress.com/2014/06/23/abdelwahed/ […]
ردحذفقام بإعادة تدوين هذه على hassan fathy.
ردحذف