جعفر طوقان
توفي اليوم المهندس المعماري الرائد جعفر ابراهيم طوقان عن عمر يناهز 86 عاما بعد صراع دام 5 سنوات مع مرض ضمور العضلات.
وترك المعماري الرائد بصماته الفنية في الأردن ولبنان والخليج ومعظم الدول العربية ، وحاز على العديد من الجوائز الدولية على اعماله.
وجعفر طوقان معماري فلسطيني / أردني (مواليد القدس عام 1938) أحد أشهر معماريي الحداثة في الوطن العربي، هو ابن الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان من مدينة نابلس بالضفة الغربية، ساهم في مشاريع كبرى في معظم البلاد العربية انطلاقاً من الأردن. وهو الآن رئيس هيئة مديري اتحاد المستشارين للهندسة والبيئة والتي يتخذ من عمّان مقرا له. نال عدة جوائز من أهمها جائزة أغا خان للعمارة الإسلامية في دورتها الثامنة عام 1999.
السيرة الذاتية:
ولد في القدس في 19 كانون الثاني 1938. نشأ في مدينة نابلس، حيث تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في كلية النجاح الوطنية – اليوم أصبحت جامعة النجاح الوطنية. حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1960.
كانت البيئة العائلية التي نشأ فيها ذات تأثيرات خاصة، فوالده إبراهيم طوقان كان شاعراً فلسطينياً معروفاً، توفي وهو لم يتجاوز الثلاث سنوات من العمر. غير أن ذكراه وسيرته وأفكاره كانت دائماً تحيط به، وكان حضوره في حياته عظيماً. توفي المهندس جعفر طوقان في عمان صباح يوم 25-11-2014 عن عمل يناهز 76 عاما.
اهم الأعمال:
له مشاريع عديدة في الأردن ولبنان والخليج ومعظم الدول العربية... منها:
*مسجد عائشة بكار في بيروت حيث انه كان أولا من حيث انه اختط أسلوبا جديداً وجريئا في تصميم المساجد ونفذ في عام 1970 وكان عملا غير مسبوق.
*جامعة العلوم والتكنولوجيا - اربد، حيث أتيحت له فرصة التعاون مع كنزو تانغ.
*تصميم قرى الأطفال SOS - العقبة.
*مبنى أمانة عمان الكبرى الجديد - عمان، كان عمل ثنائي مع المعماري راسم بدران.
*فندق ومنتجع ماريوت - البحر الميت في الأردن
أهم الجوائز التي نالها
شهادة تقدير عام 1990 من جلالة الملكة نور الحسين للجهود المبذولة في إنشاء المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة وتطويره وصيانته.
حائز على جائزة منظمة المدن العربية للمهندس المعماري عام 1992.
حائز علـى جائزة World Habitat Award على مشروع قرية أطفال SOS العقبة عام 1993.
حائز على شهادة أفضل مبنى من نقابة المهندسين الأردنيين عن مبنى شركة العرب للتأمين عام 1993.
حائز على شهادة تقدير من نقابة المهندسين لأفضل عرض لمشروع معماري عام 1993.
حائز جائزة المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية للعمارة لعام 1997 على مشروع معهد دار الحديث في المدينة المنورة.
حائز جائزة فلسطين للعمارة، 1999 - 2000.
حائز جائزة أغا خان للعمارة لعام 2001.
حائز جائزة منظمة المدن العربية للعمارة والمعماريين العرب عن مبنى قاعة المدينة، أمانة عمان الكبرى– عمان عام 2002.
جعفر طوقان: ولدت بالقدس في 19/1/1938. نشأت في مدينة نابلس، حيث تلقيت دراستي الابتدائية والثانوية في كلية النجاح الوطنية – اليوم أصبحت جامعة النجاح الوطنية. حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1960. متزوج من إحسان ديباجه ولي ولدان إبراهيم ورندة. كانت البيئة العائلية التي نشأت فيها ذات تأثيرات خاصة، فوالدي إبراهيم طوقان رحمه الله كان شاعراً فلسطينياً معروفاً، توفي وأنا لم أتجاوز الثلاث سنوات من العمر. غير أن ذكراه وسيرته وأفكاره كانت دائماً تحيط بي، وكان حضوره في حياتي عظيماً. والدتي سامية عبد الهادي أحاطتني وشقيقتي الوحيدة بحب ودفء كبيرين. كانت تحرص بأسلوب تربيتها المباشر وبالممارسة والقدوة الحسنة على بث المثل والأفكار التي كان أبي يؤمن بها ويكتب عنها. أما بيت العائلة القديم في نابلس الذي كنت أعيش فيه، فقد سادته أحوال ومفاهيم رسخت في نفسي قيماً وأفكاراً لا زلت أهتدي بها في كل مسعى ودرب. فالجو الأدبي والفكري الذي ساد في "الدار الكبيرة" كما نسميها جعل التميز بالإنجازات أسمى القيم عندنا. وصار الإبداع متقدماً على الكسب المادي، ولا يكتفي بالنجاح الآني بل، تبقى دائماً إمكانية الإنجاز الأفضل قائمة، ويبقى على الإنسان أن يتعلم ويتقدم مهما بلغ من العمر أو المكانة. أما في التعامل مع الغير، فالمفهوم السائد يقوم على احترام الإنسان أولاً و أخرا والتواصل معه في نطاق من المودة والتعاون والاحترام بغض النظر عن الاعتبارات المادية أو الاجتماعية. التحقت بالجامعة الأميركية في بيروت سنة 1955 وتخرجت منها حاملاً درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية عام 1960.
وظهرت في لبنان أروع النماذج المعمارية في الشرق الأوسط، وقد ساعد جو الحرية الفكرية والسياسية الذي ساد في لبنان في تلك الفترة على ازدهار الحركة الفنية والأدبية من مسرح وموسيقى ونحت وغيرها وكان باب الحوار الفكري مفتوحاً على مصراعيه فأصبحت كعبة يؤمها المفكرون والفنانون والمعماريون عرباً وغير عرب مما فتح لطالب المعمارية والمعماري الناشئ مجالاً كبيراً لتوسيع الأفق، وتنمية الخيال والمعرفة التقنية. عند تخرجي وعودتي إلى عمان عام 1960 لم يكن الجو السياسي والاقتصادي العام يتسع لما يجيش في نفسي من طموحات مهنية وفنية وبعد أقل من عام لاحت لي فرصة للعمل في بيروت مع دار الهندسة إحدى دور الاستشارات الهندسية القليلة في المنطقة في حينها. فلم أضيع الفرصة والتحقت بدار الهندسة التي كانت لا تزال في تلك الفترة ذات حجم معقول بالنسبة لعدد العاملين فيها فكانت إمكانية التواصل والاحتكاك والنقاش والعمل مع كبار مهندسيها لا تزال متوفرة. وكانت الخبرة التي استطعت الحصول عليها خلال فترة عملي مع الدار لا تقدر بثمن، حيث أنني تعرضت لكافة الخطوات التي يمر فيها المشروع المعماري من مرحلة التفاوض المبدئي مع صاحب العمل إلى إنجاز المشروع مروراً بكافة الخطوات الفنية والإدارية التعاقدية والإشراف الفني على الموقع, ولم أقتصد في ممارسة الحياة الفنية والفكرية المنطلقة في بيروت خلال كل هذه الفترة، وأتيحت لي في هذه الفترة أيضاً فرصة مقابلة بعض المعماريين العالميين البارزين في تلك الفترة مثل اوسكار نماير (برازيليا) يورن اوتزن (ايرا سدني)، فيلكس كاندلا (الهياكل الخرسانية القشرية S hells) ومن خلال قربي من الجامعة وغزارة المواد الإعلامية المتوفرة في بيروت من كتب ومجلات ومعارض ومحاضرات، أتيحت لي فرصة التعرف على الاتجاهات المعمارية المختلفة، البريطانية والفرنسية، والإيطالية والألمانية والسويسرية والأوربية الأخرى، كذلك أمريكا الجنوبية واليابان بالإضافة إلى التعرف الكثيف إلى العمارة الأمريكية. ومن أبرز المعماريين الذين عملت معهم في دار الهندسة وكان له أثر كبير على تكوين تفكيري المعماري في تلك الفترة كان غسان كلنك الذي كان ببساطته وعمقه ذو نظرة ثاقبة وحس مرهف وإدراك صادق بطبيعته الإنسان ولا سيما العربي. وتركز عملي في تلك الفترة على مشاريع (الدار) في منطقة الخليج العربي ولا سيما الكويت والسعودية. ثم سنحت لي عام 1968 فرصة الحصول على مشاريع خاصة بي في أبو ظبي والكويت فاستقلت من وظيفتي وباشرت عملي الحر من خلال مكتبي الصغير في بيروت. كان عملي خلال هذه الفترة من الناحية الفنية استمراراً للسابق إلا إنني كنت بطبيعة الحال مضطراً لمتابعة الأمور المالية والإدارية بدرجة اعمق بكثير مما كنت قد مارست سابقاً. وانطلاقاً من رغبتي المستمرة في الاستزادة من الخبرة والارتقاء بمستوى إدراكي الفني والتقني كنت أبحث باستمرار عن التعاون مع من سبقوني في المهنة واثبتوا على الأرض قدره وإبداعا معماريين. وقد لاحظت في بيروت عدة مبان كانت تتميز عن غيرها بصورة واضحة نسبها تخطيطها إتقان تفاصيلها هدوئها وعدم الافتعال فيها، ولدى التقصي عرفت ان المعماري جورج ريس هو مصمم هذه المباني وسعيت للتعرف به وتوثقت علاقتنا، وعرفت فيه شخصاً متميزاً إنسانيا ومعمارياً واسع الاطلاع بالفنون والموسيقى متفان في مهنته يعشق التفاصيل الدقيقة الجيدة ذو حس وذوق معماري رفيع وأسسنا معاً ريس وطوقان-مهندسون معماريون مركزها بيروت. بالرغم من فارق السن، حيث كان يكبرني بما لا يقل عن عشرين عاماً، إلا انه كان بيننا تفاهم وتقارب كبيرين وعلى الرغم من بعده الكبير عن الأمور الإدارية والمالية إلا انه كان فنياً متميزاً وقد تعلمت منه الكثير الكثير، و لا سيما تقنية البناء والإحساس بخصائص المواد. لم تدم شراكتي مع جورج ريس أكثر من أربع سنوات اضطررنا بعدها بسبب الحرب اللبنانية واختلاف النظرة إلى المستقبل بسبب فارق السن إلى فك الشراكة وانتقلت إلى عمان لأسس فيها (جعفر طوقان وشركاه-مهندسون استشاريون). من أبرز معالم الفترة التي عملت فيها في بيروت أنني لم أقم بتنفيذ إلا عدد قليل جداً من المشاريع هنالك لا يتجاوز عددها أربعة وذلك خلال خمسة عشر عاماً، أبرزها مسجد عائشة بكار. فقد تركزت غالبية أعمالي في الجزيرة العربية، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، قطر، السعودية، ولم أستطع على الإطلاق اختراق السوق اللبنانية الشائكة. خلال السنوات الأخيرة في لبنان بالتحديد عام 1973 سنحت لي فرصة التعرف على المعماري العالمي الكبير الياباني كنزو تانغي. وزرته في طوكيو وزرت مشاريعه المختلفة هنالك وتم بيننا تفاهم على التعاون في المستقبل على مشاريع كبيرة في المنطقة العربية. بعد ذلك بعامين تقريباً زرت الولايات المتحدة وتجولت فيها وزرت معالمها المعمارية الشهيرة وكذلك سعيت خلال هذه المرحلة للتعرف على أي.إم.بي المهندس الأمريكي المعروف الصيني الأصل وزرته في مكتبه زيارة قصيرة ولكنها كانت هامة جداً بالنسبة لي. كذلك زرت مكتب (ذي اركتكس كلابراتيف) في كمبريدج – ماستشوستس. لقد كانت اعلق أهمية كبرى على كل هذه الزيارات والعلاقات. فهي تغني المخزون المعماري وتعطي بعداً إنسانياً جديداً لهؤلاء العمالقة. كذلك خلال هذه الفترة أتيحت لي فرصة التعرف على المعماري الكبير حسن فتحي خلال إحدى الندوات في تونس. لقد كانت تجربة عظيمة أن أتحدث معه واستمع إليه عن كثب، كذلك كانت لي لقاءات عابرة مع كبار المعماريين العراقيين –الجادرجي ومكيه وقحطان عوني والمدفعي الذين كانوا رواد عمارة حديثة متميزة في العراق. لقد كانت هذه السنوات الستة عشر التي تلت تخرجي من الجامعة، هي سنوات التكوين المعماري بالنسبة لي، أصبحت أشعر بعدها أنني أقف على قاعدة صلبه أستطيع الانطلاق منها قدماً. محصلة تجربتي هذه كانت أنه لا توجد مسلمات في العمارة، فالعمارة في حالة تغير دائمة، والسبب في ذلك يعود إلى التجاوب الانفعالي مع الحالة المعمارية المعينة لترجمتها، إلى كيان مادي في إطار عقلاني ومنطقي ومن خلال ظروف اقتصادية وعملية معينة تتغير مع كل حالة معمارية جديدة، وبالتالي فإنني لا أستطيع أن أبدأ أية فكرة معمارية ألا من صفحة بيضاء وأرفض البداية من أفكار مسبقة ثابتة. كل حالة معمارية لها خصائصها الجديدة، وهذا ما يجعل العملية المعمارية بالنسبة لي عملية متواصلة الإثارة تتجاوز البعد المادي والعناء الجسدي. وفي اعتقادي أن هذه النظرة تقوي ديناميكية عملية الارتقاء المعماري وتجعل منها عملية تراكمية النمو لانهائية الأبعاد. من ناحية ثانية فقد أصبحت أؤمن من خلال هذه التجربة أن العمارة الجيدة لا تنمو في الفراغ، إذ لا بد من تهيئة البيئة المناسبة لها والخلفية الحضارية الملائمة عند شاغليها حتى يتوفر المناخ المؤاتي لخلقها. وعملية التهيئة هذه تتم على مختلف أصعدة الحياة- الثقافية والسياسية والاقتصادية. وتبقى مشاركة المعماري في عملية التهيئة محدودة أو مقيدة، لكونها مسؤولية جماعية وتتطلب جهود مشتركة، وأحياناً يكون هناك اعتبارات خارجة عن إرادة المعماري. أما مساهمته الأساسية في تهيئة البيئة المناسبة للعمارة الجيدة وتنمية الخلفية الحضارية في المجتمع، فتأتي من إغناء التجربة الحسية المباشرة من خلال طرح نماذج معمارية جيدة، تنفذ لتصبح شواهد قائمة تعمل على توعية المواطن لفارق النوعية واختلاف النتيجة. ان هذا المجال الهام مفتوح للمعماري لاستغلاله. فإذا أساء بدوره الاستغلال أضر ليس بنفسه فحسب بل وبمهنته ومجتمعه. من هنا تأتي خطورة إغراق السوق والأجهزة الحكومية بإعداد كبيرة من المهندسين (المعماريين خصوصاً) من ذوي الخبرة القليلة وأحيانا غير المؤهلين للتطور في مجال العمل والتطبيق وهذا الأمر نراه يتزايد باستمرار في المجتمع العربي عموماً. في هذا السياق يمكنني أن اعرج على بروز ظاهرة التركيز على العمارة الإسلامية والعربية في عالمنا العربي. فباعتقادي إن العمارة الإسلامية ليست بالضرورة عمارة عربية، والعمارة العربية ليست بالضرورة عمارة إسلامية، والتخصيص أو التصنيف في نظري هو تاريخي، ان المنجزات المعمارية العربية والإسلامية هي بنظري منجزات إنسانية تماماً كما هو الحال بالنسبة للمنجزات المعمارية اليونانية والرومانية والقوطية وعمارة عصر النهضة في أوروبا وحتى منجزات العمارة الحديثة في الشرق والغرب ما هي إلا منجزات إنسانية. والعمارة العربية والإسلامية وغيرها هي تصبح كلها في النهاية تراث يستطيع المعماري أي معماري في العالم، الرجوع إليه والاستفادة من مخزوناته في عملية ترجمة التجاوب الانفعالي المعماري إلى إطاره المادي. لقد عانى العالم العربي من طفرة بحبوحة مالية عابرة نتيجة ظروف استهلاكية غير مستقرة في الطلب على النفط عالمياً. وأقول أن العالم العربي قد عانى من طفرة البحبوحة المالية لأني أعيش الواقع الذي نمر فيه وأرى انه على الرغم من غزارة الطلب العربي لشتى السلع والخدمات إلا انه لم يكن هناك أي ضبط للنوعية او المستوى. وتحولت بفعل ذلك مجتمعاتنا إلى مجتمعات استهلاكية صرفه، عاجزه عن تحقيق ما يوازي الانجازات التراثية اذ طفقت تتداول تراثا لم تصنعه مدعية ملكيته. واستدل على صحة ذلك من عدم القدرة على تعريف الخصائص المميزة للعمارة الإسلامية والعربية من خلال إطار شامل ومستمر. فكل الخصائص التي يوردها أنصار هذا الاتجاه تندرج في الإطار الإقليمي والجغرافي والتاريخي للعمارة ونرى هذه الخصائص تتكرر في مناطق وحضارات وحقب تاريخية لا تمت للعرب والمسلمين بصلة. إنني أعتبر التراث المعماري العالمي هو المرجع الكبير الذي أستطيع من خلاله استعارة المنطق الذي يساعدني على ترجمة التجاوب الانفعالي إلى واقع مادي ملموس. فأي تشابه يظهر في أعمالي مع المفردات المعمارية العربية والإسلامية التقليدية هو نتيجة ترجمة منطقية لواقع الحالة المعمارية التي أكون بصددها وأستطيع أن أقول انه ليس مقصوداً لذاته. لا أنكر إنني في بعض الحالات أدخلت المفردات التقليدية اعتباطاً، وفي هذه الحالات جاءت النتائج مفتعلة وسطحية وعمقت إيماني بعبثية هذا الاتجاه. عشت تجربتي المعمارية خلال فترة البحبوحة الاقتصادية في العالم العربي على مسرحين، بيئة الخليج وبيئة الأردن وسأبدأ بالتجربة الخليجية، لقد تزامن بروز ظاهرة التركيز على العمارة العربية والإسلامية مع فترة البحبوحة المالية والتحول الاستهلاكي (في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات). وجذور هذه الظاهرة بشكلها السلبي تمتد إلى الكويت منذ فترة أوائل الستينات إذ كنت معماريا ناشئاً أعمل على عدة مشاريع مع دار الهندسة. في تلك الفترة كان يعمل في دار الهندسة أيضاً المعماري البريطاني أنتوني ايرفنج وحين استقال وبدأ ممارسة عمله من مكتبه الخاص اتجه في الكويت والخليج عامة اتجاهاً نستطيع أن نسميه الطراز الإسلامي الجاهز (Instant Islamic) فكانت تصاميمه عبارة عن مباني حديثة عادية من الداخل يمكن أن تكون في بريطانيا أو أمريكا أو اليابان ولكنها مغطاة بأشكال من الخرسانة الجاهزة مشتقة من الزخارف الإسلامية التقليدية ولعل مبانيه الأولى كانت تتميز بالجدية ولاقت ترحيباً من أصحاب المشاريع ومن المعماريين العاملين في الخليج في تلك الفترة، ولعل هذا الترحيب والطلب المتزايد على هذا النمط حدا بايرفنج والعديد من المعماريين الآخرين في المنطقة إلى الاستغراق في هذا الاتجاه السطحي إلى الدرجة السطحية الخطيرة. والناظر إلى عمارة الكويت في الفترة ما بين أوائل الستينات حتى أوائل السبعينات يرى تشابهاً مملاً في المباني العامة. لقد أدليت بدلوي في هذه الفترة وصممت عدة مباني في الكويت أثناء عملي في الدار على هذا النمط. بعد أن باشرت عملي الحر لم أستطع أن أستمر في اتباع هذه الموضة في العمارة، لقد كنت أؤمن ان هنالك شيئاً اخر يجب أن نبحث عنه. شيء أعمق من الواجهات المزخرفة شيء أعمق من هذه القشرة، لقد حاولت ان أتحرك باتجاهين متضادين الأول مقاومة هذا النمط الشائع الذي أخذ يملاء مدننا بعمارة متخلفة، أقاومه من خلال تصميم أكبر عدد ممكن من المباني التي حاولت أن أعكس بها نظرتي الخاصة في العمارة المناسبة لهذه المنطقة. أما الاتجاه الآخر فكان عدم قبول العقود التي كانت تشترط ما سيؤدي إلى تصاميم تقليدية سطحية. لقد كان من أسوأ خصائص فترة البحبوحة ان رافقها تخلف متسارع في إدراك أهمية عملية التصميم المعماري. ان الوعي المعماري هو جزء من التفاعل الحضاري وله خصائص معنوية ونوعية لا تستطيع الثروة شراءها، وقد ساهم في تغذية هذا التخلف المعماري إغراق أسواق البلاد النفطية بإعداد هائلة من المعمارين المرتزقة – عرباً وغير عرب والذين كانوا أدوات طيعة في يد صاحب العمل، لا يقدمون له المشورة الفنية الصادقة إما لجهلهم بها، و إما لانهم كانوا يخشون خسارة العمل ان هم لم يوافقوا صاحبه في طلب يخالف أصول العمارة. لقد أدى التزايد الهائل في إعداد المعمارين إلى تنافس جنوني نجم عنه انهيار في بدلات أتعاب التصميم والإشراف وترتب عليه انهيار في المستوى الفني للإنتاج المعماري. ومن تجربتي الخاصة فان معدلات أتعاب التصميم قد انخفضت من 5% عام 1973 إلى أقل من 1% عام 1982. ولم تعد معدلات الأتعاب هذه تسمح بممارسة العمل المعماري بالمستوى المهني والفني اللائق. ولم أستطع خلال الفترة ما بين عام 1973 وعام 1982 الحصول إلا على ثلاثة مشاريع للقطاع العام في الخليج حيث كانت المشاريع تطرح للمعمارين عن طريق المناقصات أو بطريقة المسابقات المعمارية غير النظامية التي كانت تثقل كاهل المصمم في تكاليفها (إذ أنها كانت مجانية) ولم استطع ان انحدر إلى مستوى الأتعاب التي كانت تحال بها المشاريع لأنني لا استطع التنازل عن مستوى التقنية المهنية التي مارستها أثناء سنوات التكوين المعماري والتي كانت تتطلب جهداً ووقتاً لم يقدره ولم يدركه إيقاع السوق المعماري المجنون في تلك الفترة. لقد كان لي خلال هذه الفترة فرص محدودة للحصول على مشاريع في الخليج كما أسلفت وكذلك حصلت على ثلاث أو أربع مشاريع في المملكة العربية السعودية، حاولت من خلالها الخروج بنتائج معمارية ترضيني وتعبر عن نظرتي الى العمارة والممارسة الصحيحة مهما كانت تكاليف إنجازها، لقد وضعت الربح المعنوي قبل الربح المادي، بطرح أكبر عدد ممكن من المشاريع الجيدة (بنظري) في السوق رغم تدني الأتعاب. حتى هذه العملية بالرغم مما فيها من تضحية شخصية لم تكن دائماً عملية سهلة القبول من صاحب العمل في جو كان فيه الربح المادي بأقصر الطرق مقابل التنازل عن الحد الأدنى من الأصول المهنية إرضاء لصاحب العمل هو النمط السائد في السوق المعماري. أرجو أن أوضح هنا أن الظروف التي أحاطت بجو العمل السالف الذكر كانت تنطبق بالدرجة الأولى على المعمارين العرب والمكاتب الأجنبية الصغيرة التي كانت تمارس في الخليج. غير أنه وخلال السنوات الأخيرة من فترة البحبوحة كانت هناك شركات عالمية كبرى تحظى بعقود خيالية في السعودية والكويت وغيرها وقامت بتحقيق مشاريع معمارية بالغة الأهمية، كذلك قامت خلال هذه الفترة عدة مكاتب معمارية جادة في كل من السعودية والكويت ودعمتها حكوماتها بطريقة إيجابية وفعالة واستطاعت هذه المكاتب أن تقوم بعدد من المشاريع المعمارية الهامة إما بمفردها وأما بالتآلف مع معماريين عالميين. اما فرص العمل مع القطاع الخاص خلال هذه الفترة فقد كانت متفاوتة ولكن لم تكن غالبيتها بحجم مشاريع القطاع العام إلا في حالات نادرة وكان التميز في نتائج هذه المشاريع النادرة واضحاً. تجربتي المعمارية في الأردن خلال سنين البحبوحة كانت تختلف كثيراً عن نظيرتها في الخليج، فإيقاع العمل رغم غزارته النسبية كان أكثر ملائمة للممارسة المهنية الجيدة. وبالرغم من أسلوب المناقصات الذي كانت تحال به مشاريع القطاع العام على المعماريين بما فيه من محاذير إلا أن العلاقة التعاقدية كانت أكثر تكافؤاً. لقد كان العديد من المشاريع العامة يحال على ائتلافات بين مكاتب أجنبية ومكاتب أردنية. وأدى هذا الإجراء في اعتقادي، إلى فوائد واضحة في بداية تلك المرحلة نظراً للحالة المعمارية البدائية التي كان عليها العمل المعماري في الأردن في أواسط السبعينات، مما أتاح للمكاتب الجادة في الأردن فرصة المشاركة في العمل
حوار مع المهندس المعماري جعفر طوقان
تتلمذ جعفر طوقان في مدرسة والده ابراهيم طوقان و عمته فدوى طوقان و تعلم منهما التواضع و الاصرار على التميز و الابداع, لذلك اتخذ من الهندسة المعمارية اسلوب حياة حيث اصبحت جزءا لا يتجزأ من كيانه و عالمه الخاص. فجعل من التواضع و المهنية شعاره نحو التميز و النجاح. قام بتصميم ابرز و ارقى المعالم المعمارية الموجودة الان في الاردن كقرية اطفال sos في العقبة, نادي السيارات الملكية في حدائق الحسين و غيرها. حول مسيرته في الهندسة المعمارية و اسرار ابداعاته المتواصلة كان لنا هذا الحوار.
* الى اي مدرسة معمارية ينتمي جعفر طوقان؟
- سنوات دراستي كانت في نهاية الخمسينات و بداية الستينات, و قد كانت وقتها المدرسة المعمارية السائدة هي المدرسة العقلانية التي تعتمد كثيرا على مبدأ التنسيق ما بين الوظيفة و الجمال, لذلك اعتنقت هذه الافكار و اتبعت اساليب الاعلام المعماري المعروفة في هذه المدرسة. انا دائما مؤمن بان العمارة طريقة حياة ليست فقط عمل عادي او اداء مجرد للوظيفة, لان الفكر المعماري بالذات هو عملية منطق, فالمنطق الذي ينطبق على العمارة و التصميم هو نفس المنطق الذي ينطبق على حياتنا اليومية و تعاملنا مع بعضنا البعض. العمارة ايضا هي ايجاد الحل الجميل لمشكلة معينة, في العمارة بالذات خصوصا ان لدينا موقع ومواد و ميزانية للتعامل معها.
* ما العلاقة بين الفن التشكيلي و الهندسة المعمارية من خلال تجربتك؟
- هي علاقة حميمة جدا, و لكن ايضا مع جميع الفنون ليس فقط الفن التشكيلي و ذلك حتى يتكامل المفهوم المعماري, فلا بد انني يكون المعماري على اطلاع و معرفة بكافة الفنون سواء كانت مسموعة كالموسيقى او مكتوبة كالشعر و الادب و المسرح و السينما, كل انواع الفنون مترابطة مع بعضها البعض, حتى ان التطورات التاريخية التي حصلت على كافة اشكال الادب, تأثرت بها ايضا الهندسة المعمارية, فهي تأثرت بالتفكير العقلاني الذي سيطر على الادب وقتها, و عندما جاءت مرحلة ما بعد الحداثة في العمارة كانت ايضا بالتوازي مع الادب و الموسيقى و المسرح و الشعر فالفنون جميعا تسير في خطوط متوازية.
* هل تلتزم بالطابع الشرقي و التراثي في تصميماتك الهندسية ام انك تعمل على مزج الطابع الشرقي بالتطور الهندسي الغربي؟
- لا. انا لا التزم باي طابع معين, لان العمارة بالنسية لي تنبع من المكان و الزمان, فطالما انا ابني اليوم و في عمان, فأنا لا بد ان اتأثر و ان تكون عمارتي نابعة من موقعها في عمان. الواقع التقني و الواقع الاقتصادي لهما تأثير كبير, اذا انا اريد ان اتمسك بطراز معين, كالذي ينظم الشعر بس لحتى يتمكن من ايجاد القافية الواحدة و الشكل الواحد و انا لا احب العمل بهذه الطريقة, حيث احرص على ان يحقق العمل و المنتج الوظيفة المطلوبة منه و ان ينتمي الى ذلك الزمان و المكان الذي وجد فيه.
اكيد تأثرت بالتطور المعماري في الغرب, و خصوصا مع مانشهده من اوضاع اقتصادية في العالم, اضافة الى اساليب الاتصال و الكمبيوتر, اصبح العالم شبكة واحدة و اصبحت التقنيات الموجودة ان كانت في الغرب او الشرق هي تقريبا نفس التقنيات و الذي يتحكم فيها هو الوضع الاقتصادي, يمكن انا لا استطيع ان استخدم التقنيات المستخدمة الان في اوروبا, لسبب ان التعامل مع الصناعة في اوروبا اسهل بكثير منها لدينا, اذ لا زالت اليد العاملة رخيصة بينما هي غالية جدا هناك. فيجب ان تركز عمارتنا العربية على اليد العاملة اكثر من ان تركز على التقنيات, لكن لا نستطيع ان نلغي دور الاخيرة, اذ يجب ان يجمع المعماري الناجح ما بين التقنيات و اليد العاملة و ما بين الوضع الاقتصادي السائد و المتطلبات.
* هل هنالك تطور ملموس في الاسلوب المعماري الان في الاردن؟ اين تلمس هذا التطور؟
- الاردن على الرغم من صغر حجمه البشري و ضيق امكانياته المادية و كونه بلد غير نفطي, لكن تعتبر العمارة فيه تتفوق على غيرها من المناطق, دعنا لا ننبهر بالابراج العالية و المباني في السعودية و دبي, فعمان تبني بناء واقعي, بناء حقيقي يمثل طبيعة عمان البسيطة و المثالية. ايضا نسبة الى صغر المجتمع العماني و اذا اخذنا بالاعتبار ان المعمارين يشكلون جزء من هذا المجتمع, فهم جزء صغير جدا, و هذا الصغر و التقارب يخلق حوار معماري صحي و جميل جدا بين المعماريين, و بالتالي هذا الاختلاط و الحوار يثري خبرة الطرفين الكبار و الشباب من المعماريين. اذ ان حوارهم مع فئة المعماريين الكبار ينظم و يضبط ابداعاتهم المتفجرة فالتوازن هو دائما سر المهنة و يثري العطاء المعماري.
*ما هي ابرز الاعمال التي قمت بها و تفتخر انها الان موجودة لتخليد طابعك الشخصي الخاص؟
- انا ميز بين العمارة في داخل المدينة و العمارة في الضواحي, اذ ان ما يتحكم بالعمارة في داخل المدينة هو النسيج المعماري المحيط بالمبنى و من المباني التي اعتبرتها تحدي كبير لي هو مبنى بوابة الاردن البرجين خلف فندق عمرة, اذ صدر القرار ببناء مبنى ضخم يتكون من 40 طابق على احدى قمم عمان, و المبنى مغلف بالكامل من زجاج عاكس, حاولت على قدر المستطاع ان اخفف من حدة ضخامة هذ المبنى على افق عمان المنخفضة و اتمنى بالنهاية ان تبقى مثل بلورات شفافة ترنو في السماء بعيدا. لكن عندما اقوم بالبناء خارج المدينة الريف و الضواحي احمل هاجس ان يندمج المبنى بالطبيعة و ان لا يظهر تقريبا على الارض ومن هذه التجارب, متحف السيارات الملكية في حدائق الحسين, القرية الثقافية التي بجانبه, نادي ديونز على طريق المطار و مشروع قرية اطفال ؟ في العقبة. و لقد حاولت ان ادفن هذه المباني في الارض لحتى ما يكونوا متناقضين مع طبيعة الحديقة, بينما مشروع قرية الاطفال فحاولت ان اطبق فيه كل التوجيهات و المعايير التي خرجت بها اللجنة لعمارة العقبة. اذ قمنا ببناء القرية من حجر العقبة المتساقط من الجبال الجرانيت بدون اي تكلفة و تم البناء على الطريقة التقليدية القديمة في العقبة فاصبحت كبناء اثري. و قد ربح هذا المشروع جائزة الاغاخان للعمارة الاسلامية عام 2001 و هي جائزة باسم الزعيم الباكستاني.
* برأيك ما هي الصفات التي يجب ان يتحلى بها المعماري الناجح؟
- انا اعتقد ان اهم صفة يجب ان يتحلى بها المعماري هي التواضع, بمفهوم ان الانسان في كل لحظة من حياته يتعلم شئ جديد, اذ لا يستطيع احد ان يدع بانه امتلك العلم و الفن بكامله, اذا تحلى المعماري بهذه الصفة, فلا حدود لابداعه, لانه يقدر على استكشاف افاق جديدة من الابداع و العطاء.
* الرموز المعمارية في الوطن العربي والعالم كثيرة, هل تمنيت ان تقوم بتصميم احداها؟
- من الرموز المعمارية ذات الصفة الرمزية و التي انا فخور جدا كوني شاركت في بناءها هو ضريح ياسر عرفات في رام الله, و كان التحدي ان يتسم الضريح بالرشاقة و الاناقة, اذ كان عبارة عن شكل مكعب و استلهمنا هذا الشكل من بساطة الكعبة و قمت بعمل زنار من الايات القرانية المحفورة بالحجر نفسه حول المكعب, و قمنا ببعمل مدخل حجري من باب الحديقة الى المنصة التي عليها الضريح و كأن الممر الحجري مفصول عن التراب و غير ملاصق له على الاطلاق و في هذا دلالة على ان مكان الضريح مؤقت, فمكانه القدس, اضفنا اليه ايضا بركة من الماء و مقاسات هذا الضريح 11متر/ 11 متر / 11 متر و هو تاريخ وفاة الرئيس الراحل يوم 11/11.
* هل تعتقد ان هنالك علاقة بين الثقافة و التراث الهندسي, و هل لك علاقة ذاتية بالشعر و الاجواء الثقافية؟
- العلاقة ما بين جميع انواع الفنون هي غلاقة عضوية, انا تأثرت كثيرا بابراهيم طوقان لكن من خلال والدتي و عمتي فدوى, اذ توفي و انا في السنة الثالثة من عمري, لكن بقيت صورته خالدة في مخيلتي من خلال الاحاديث التي كنت اسمعها عنه. اذ كانت عائلتي تهتم كثيرا بالتميز و الابداع لا بأي شئ اخر, اذ تميز هو و عمتي فدوى طوقان بالكثير من العطاء و التواضع. انا استمتع كثيرا بقراءة الشعر و قد كتبت ايضا بعض الاشعار لكنني تركتها لنفسي و لم انشرها يوما.
* من هو مثلك الاعلى؟
- هو فرانك لويد رايت, مهندس معماري امريكي, ولد في اواخر القرن التاسع عشر, و اعتبره الاب للعمارة العصرية التي ليست فقط عقلانية و لكنها ايضا منتمية الى للبيئة الخاصة بها. اذ قام بعمل مجموعة من المباني التي كانت تبدو بانها شئ من الاصل اي خارجة من الصخر نفسه, او انها جزء من تلك الغابة و ليست متطفلة على تلك الطبيعة.
هذا المزج ما بين الخروج على الانماط التي كانت سائدة في عصر النهضة في اوروبا, خرج على عمارة القرن التاسع عشر, اي العمارة العقلانية, هو ايضا خروج على النمط التقليدي, فالابنية وقتها كانت تحقق وظيفة معينة و لا تحتوي على اية عاطفة مثل اي نظرية حسابية, في حين سار فرانك في الخط الحداثي المعاصر الجديد, كما و ربط عمارته بالطبيعة فخرجت عمارة انسانية جدا.
وقال الدكتور الوهادنه:
نحن في الأردن نفخر ونعتز ونفاضل الدنيا بقيادتنا الهاشمية التي تجسدت فيها آمال امتنا وطموحاتها الحضارية، فدخلت قيادة الهاشميين أوسع أبواب التاريخ لتشكيل مدرسة في القيم والتقاليد والمبادئ والمثل العليا التي تنهل منها أجيال من القادة والمفكرين وبناة الوطن.
وقال عميد كلية العمارة والتصميم في الجامعة الدكتور نظير ابو عبيد
ان عمارة جعفر طوقان تعتمد العقلانية منهجا للإبداع وهي عمارة سهلة ممتنعة تتسم بالبساطة العميقة والغنى المتواضع ولذلك استطاعت ان تنتشر في الأردن وفي المنطقة بشكل ملفت ومؤثر حتى باتت محركا لتطوير اللغة المعمارية والحضرية لمدينة عمان وأصبحت منطلقا هاما للهوية المعمارية الأردنية المعاصرة.
وقال ابراهيم طوقان في كلمة القاها نيابة عن والده المعماري جعفر طوقان،
ان العمارة هي مدونة لحضارات الامم محفوظة للتاريخ وكلماتها الحجارة والاعمدة والوجهات المعمارية كتابها وطلاب العمارة شهاب المستقبل، متوجها بالتقدير الكبير لجامعة العلوم والتكنولوجيا "لهذا التقدير الذي نعتز ونفخر به بان هناك مؤسسات وطنية تقدر المبدعيين والرموز الوطنية".
فقدت الأردن وفلسطين فجر صباح اليوم ابنها آلمعماري الموهوب بالفطره العملاق الدكتور المعمار و الفنان والموسيقي جعفر إبراهيم طوقان بعد عناء مد زمنه من مرض. عضال رحمه الله واكسبه فسيح جناته ومد أهله بالصبر.والسلوان معماي عملاق على مستوى المشرق العربي والاقليمي والاسلامي. تعلمانا منه الكثير تعلمنا من إبداعاته وخلقه وتواضعه وحبه لإفاده طلاب العلم والمعرفه من خلال مكتبته المعماريه. لن يتكرر مثيله عرفته في أول لقاء لي معه 1970 في بيروت. عرفته أكثر واستمعت بالتهامل معه عندما تشاركنا معا كمعماريين في تصميم قاعه همان في وسط همان والمدارس العصريه الحديثه أنا لله وآنا إليه لراجعون
تعليقات
إرسال تعليق