تطبيق مفهوم البيم في عالمنا العربي ومعوقاته  1 

الكل يعرف تقنية الـ BIM  الجديدة والتي غزت العقول والافكار وصار الجميع يتحدث عنها باعتبارها الحدث الابرز خلال السنوات القليلة السابقة .

فبعد سيطرة الكاد وهيمنته زهاء سنوات عديدة ومع كثرة مشاكله أصبح من المحتم بل ومن الضروري التحول نحو تقنية تخاطب الجميع بلغة سهلة وبدأت الأخطاء تقل بالتدريج في المخططات الهندسية وايضا في المواقع الهندسية وأصبح بالإمكان عمل معالجة تدعى الـ Clash Detection  والتي تقوم بحل التعارض بين عناصر المبنى لذا أصبحت الأخطاء البسيطة تعالج في الحاسب قبل حتى أن ينفذ المبنى ويحدث مالا يحمد عقباه .

ولكن في هذا المقال أود أن أتحدث قليلا عن مدى تطبيق الـ BIM  في عالم العربي ومعوقاته

هناك أمثلة عديدة لمدن بدأت بتطبيق مفهوم البيم منها على سبيل المثال (دبي) حيث بدأت بلدية دبي فعلا بتطبيقه على مرحلتين .

للأسف الشديد لا يوجد لدينا مقياس أو ستاندرد للريفيت كبقية دول العالم مثل سنغافورة أو بريطانيا أو حتى فنلندا ولكن هناك محاولات جادة من بعض الأفراد والجهات ذات الصلة لعمل دليل موحد لذلك .

من أكبر المعوقات في تطبيق البيم في عالمنا العربي هو التكلفة المادية الكبيرة للبرامج والعتاد المستخدم في تطبيق البيم , ليس هذا فحسب ولكن هناك ايضا جانب التدريب التقني المطلوب لفهم مثل هذه التقنية وتطبيقها بالوجه الأمثل

خذ مثلا الشركات الناشئة والصغيرة وحجم الصرف المتوقع من أجل فهم وتطبيق هذه الرؤية

دعونا نعود إلى الوراء قليلا , أذكر في عام 2009 في أبوظبي أنهم قد بدأوا بتطبيق مفهوم المباني الخضراء (استدامة) وبدأت الجهة المسؤولة بعمل دورات ومحاضرات وسمنارات حول هذا المفهوم الجديد وكان من الطبيعي أن يكون هناك تهافت كبير على ذلك كيف لا وهو من الضروريات لاعتماد أي مشروع

في ذلك الوقت كانت الدورات مجانية ومنحت ايضا الشهادات

وبدأ المهندسون في ذلك الوقت بالتعلم رويدا رويدا حتى صارت (استدامة) اليوم من اساسيات العمل بأبوظبي بالنسبة للمهندسين

خلاصة القول لماذا لا نستفيد من هذه التجربة ونقوم بعملها بخصوص البيم ؟

لماذا لا تقوم الجهات المعنية ذات الصلة بعكس هذا المفهوم حتى تتم الاستفادة منه , سيكون ذلك من الأثر ما سيوفر على كثير من الشركات تجنب دفع أموال طائلة من أجل التعلم

أضف إلى ذلك فوائد البيم الجمة وما يصاحبه من توفير للمال والجهد والوقت .

أعتقد أن الجانب المادي بالنسبة لتوفير البرامج يمكن حله سواء بشراء الضروري فقط أو على مراحل أو مثل مافعلته شركة (أوتوديسك) حيث وفرت فرصة شراء المنتجات عن طريق ما يريده المستخدم Subscribe

البيم ليس فقط Building Information Modeling  ولكنني أعتبره أيضا Business Information Model

فهلموا بنا نشد الهمم ونشمر السواعد حتى نطور من أنفسنا ونكون ضمن ركب الحضارة المتقدمة .


Filed under: public

from WordPress http://bit.ly/1K2FbaW
via مدونتي

تعليقات

المشاركات الشائعة