العمارة ام الفنون

 لماذا العمارة ام الفنون ؟؟؟

هذه فكرة خطرت لي , و هي لنتخيل اننا في الزمان صفر و المكان صفر ,

ان هناك اشخاص وجدوا انفسهم في مكان , جزيرة مثلا , ما اول شئ سيقومون بعمله ؟؟

اول شئ البحث عن طعام  و  تأمين انفسهم( فليعبدوا رب هذا البيت ( 3 ) الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ( 4 ) ) . )

ما الذي يلي هذا بل يعتبر جزء منه , هل هو الرسم ام الموسيقي ام النحت ؟؟

لا شك ان الذي يلي هذا هو العمارة و هو بناء بيوت بل يعتبر جزء منه و هو بناء ما يحمي من الغير

((وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ)).

يقول بن خلدون : (هذه الصناعة أول صنائع العمران الحضري وأقدمها وهي معرفة العمل في اتخاذ البيوت والمنازل للسكن والمأوى للأبدان في المدن، وذلك أنّ الإنسان لما جبل عليه من الفكر في عواقب أحواله لا بد أن يفكر فيما يدفع عنه الأذى من الحرّ والبرد، كاتخاذ البيوت المكتنفة بالسقف والحيطان من سائر جهاتها، والبشر مختلفون في هذه الجبلة فمنهم المعتدلون فيها فيتخذون ذلك باعتدال أهالي الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس، وأمّا أهل البدو فيبعدون عن اتخاذ ذلك لقصور أفكارهم عن إدراك الصنائع البشريّة فيبادرون للغيران والكهوف المعدّة من غير علاج

في البداية نجد الخط المستقيم في العمارة فهو يمثل اداء الواجب ثم يبدا الخط في الانحناء مشكلا القوس الجميل الانثوي

ثم في العمارة بعد ان تغطي الاحتياجات الاولية تجد الفنون تنبع من العمارة فتجد الرسم على الحوائط كما يفعل الفراعنة , و كما يفعل اهل النوبة و كما يفعل كثير من المسلمين بتسجيل مناسبة الحج و العمرة على جدار المنزل

و الخطوط و هو فن تميز به العرب و المسلمون اكثر من سواهم

و يأتي النحت اولا كجزء من المبني  ” وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين “

ثم ننتقل للنحت المستقل عن البناء  و هو نحت تماثيل

و هكذا باقي الفنون التي توفي لها العمارة مأوي و تحتضنها كما تحتضن الام ابنها

فأن كان هناك خلل في العمارة او لم تؤد وظيفتها لن تستطيع ان تبدع او تعمل

و نجد ان العمارة معيار للتقدم فكلما زادت العمارة كانت مقياسا لحضارتها و تخليدا لذكراها

يقول مارتن لوثر عن العمارة هى سجل للعقائد عقائد المجتمعات والشعوب ويقول فيكتور هوجو هى المرآة التى تنعكس عليها ثقافات الشعوب ونهضتها وتطورها

و باقي الفنون تابعه لها

و لكن بعد فترة نجد ان زيادة الفنون شغل عن العلم و تضيع للوقت و نجد احضار للحضارة

انهارت حضارات كثيرة لانها انشغلت بفنون مثل الرقص و انشغلوا عن العلم

او انشغلوا بالتفنن في العمارة و انهمكوا فيه . حتي لم يعد الغرض النفع بقدر التفاخر

((وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)).

((وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ)).

((…قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا، قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»…))

و ليس في علو البناء ما يذم , المذموم هو ان يكون الهدف فقط التفاخر و ليس اسكان الناس

افلاطون الفيلسوف الكبير  كان يري ان الشعراء غير مرحب بهم في مدينة أفلاطون الفاضلة فهو يرى أن نضع على أعناقهم أكاليل الورد ونقوم بإخراجهم و طردهم من المدينة  بإستثناء الشعراء الذي يمدحون الله والخير

61425_675696232460161_986338629_n


Filed under: public

from WordPress http://bit.ly/1Kz17L5
via مدونتي

تعليقات

المشاركات الشائعة