ما جاء بك يا سارة
ما جاء بك سارة؟؟؟
فكرت و هزتها العبارة
شباب قريش منذ سمعوا البشارة
بما جري في بدر من خسارة
انقطعوا عن الزيارة
و هجروا كل حان و خمارة
و اهملوا العطر و العطارة
كل انشغل عن التجارة
و القماش و الجزارة
كلهم اهمل ثمارة
كل يقول : العار عاره
الدمار دماره
و انه سيأخذ ثاره
و سوف يمحي انكسارة
ما عاد احدهم يأتي لسماع سارة
ما عاد يهمه البياض او السماره
ما عادوا وقوفا في الحارة
حياتهم ملئت بالعكارة
اشعل الغضب فيهم ناره
اصبح يري "عرب اديل" حقارة
كلهم حزم قراره
"المجد" شعاره
ان ينتقم بغارة
كلهم ينتظر الشرارة
ينتظر الاشارة
لينتقم لصديقة و جاره
نشوة العروبه تشعل ناره
اما قبر او الامارة
كل شاب قد شد ازاره
خلع زي الوقارة
و لبس زي الجسارة
و اقسم الا يزور سارة
في ليله او نهاره
حتى يأخذ ثاره
كلهم ذهبوا ليتعلموا مهارة
فالحرب خياره
يتدربون على تكسير الحجاره
يتشوقون لخوض الحرب و غماره
فشباب العروبه رجاله
ليسوا حثاله
يعرف متي يرخي
و متي يشد حباله
و متي يلبس عقاله
متى يسمع الغناء
و متي يضعه تحت نعاله
اذا قال التزم بمقاله
و لو كلفه ذاك ماله
جزء منه او زواله
او مزق اهابه
و ضاع فيه جاهه
او جاع عياله
فيهم بطش و جرئه و عداله
فيهم سرقة و رفض العواله
فيهم طيبة و رزاله
فيهم قسوة و دلاله
اذا مدحة احدهم اكثر نواله
و اذا هجاه احدهم جد في زواله
لا يترك جرحه حتى اندماله
من يهجو ابوه يجد في قتاله
ان سئلتني عن حاله
طيب لا يعرف الحرام من حلاله
لكنه يكرم ابناء عمه و خاله
يصون نساء غيره في حياته
و بعد مماته
كأنهن اخواته
يغض بصره اذا رائ عباءه
فيهم خير و إبائه
و كبر و فخر بأبائه
افضل موته لهم
ان يموت على حصانة
فاذا اسلم احدهم
اضاف له الاسلام من حسانه
رفعه اكثر و زانه
و صلح حاله و استقام لسانه
و قوي قلبه و انعدل ميزانه
فالحمد لله على منانه
-----------------
القصة من "تفسير القرطبي"
فقدمت من مكة سارة مولاة أبي عمرو بن صيفي بن هشام بن عبد مناف إلى المدينة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز لفتح مكة . وقيل : كان هذا في زمن الحديبية ; فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمهاجرة جئت يا سارة ؟ " . فقالت : لا . قال : "أمسلمة جئت ؟ " قالت : لا . قال : " فما جاء بك ؟ " قالت : كنتم الأهل والموالي والأصل والعشيرة ، وقد ذهب الموالي - تعني قتلوا يوم بدر - وقد احتجت حاجة شديدة فقدمت عليكم لتعطوني وتكسوني ; فقال عليه الصلاة والسلام : " فأين أنت عن شباب أهل مكة " وكانت مغنية ، قالت : ما طلب مني شيء بعد وقعة بدر . فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وبني المطلب على إعطائها ; فكسوها وأعطوها وحملوها فخرجت إلى مكة ،
تعليقات
إرسال تعليق