الاثار الاسلامية

ساتكلم بكلام معماري و ساختم بنقل كلام العلماء كالشيخ الالباني و بن باز



بداية علم الاثار :




"كل ما خلَّفه نشاط إنساني في مكان ما خلال حقبة ما من الزمن".




يقول المتخصصون:




"يتحرى الأثريون حياة الشعوب القديمة، وذلك بدراسة مخلفاتها. وتشمل تلك المخلفات أشياء مثل: المباني والقطع الفنية، والأدوات والعظام والخزف. وقد يقوم علماء الآثار باكتشافات مثيرة، مثل اكتشاف قبر يَغُص بالحُلِي الذهبية، أو بقايا معبد فخم في وسط الأدغال. ومع ذلك فإن اكتشاف قليل من الأدوات الحجرية أو بذور من الحبوب المتفحمة، ربما يُزيح الستار بشكل أفضل عن جوانب كثيرة من حياة تلك الشعوب. واكتشاف أنواع الأكل التي كان النّاس يتناولونها في الأزمنة الغابرة، يجعلنا ندرك أوجه الشبه بين حياة أولئك القوم وحياتنا الحالية. وما يكتشفه عالم الآثار، بدءًا من الصروح الكبيرة وانتهاء بالحبوب، يسهم في رسم صورة عن معالم الحياة في المجتمعات القديمة".




ان كل ديانة و كل حضارة تحاول البحث عن كل ما يثبت صحتها تاريخيا و وجودها عمرانيا



لهذا طار اليهود  فرحا بمخطوطات البحر الميت






مخطوطات البحر الميت





و الحضارة الاسلامية انتشرت شرقا و غربا شمالا و جنوبا



و اثارها عميقة و بارزة مثل الاندلس و القاهرة



شارع المعز مثلا بالقاهرة كل حائط به متحف تاريخي



و اهم الاثار الاسلامية توجد بمكة و المدينة ,  و ما حولهما 



و حاليا تجري اعمال التوسعة بجهود مشكور من ملك السعودية الذي اسئل الله ان يوفقه و يرشده و ييسر له البطانه الصالحة  الذين يعينونه على الاختيار الامثل و يوضحون له المشاكل و حلولها



اعمال التوسعة سيكون فيها العثور على اثار اسلامية (مثلما حدث عند انشاء حديقة الازهر  وجدنا اثار كثيرة جدا غيرت المعلومات التاريخية لدينا )



بالصور.. السعودية تهدم أقدس الآثار الإسلامية في مكة



يجب الحفاظ عليها و انشاء متحف لها  لانها تراث و حق للبشرية



البيوت القديمة (كبيت الرسول و دار الارقم ) التى لها تاريخ يجب المحافظة عليها اما بانشاء سور حولها او نقلها بطريقة احترافية بمساعدة لجان مختصة الى مكان يليق بها و تكون مزارا لمن يريد



بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم



حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم



نعم هناك من غالوا في تقديس الاماكن و الاشخاص , لكن ليس معني هذا ان نغالي في محاربتها و التعميم عليها



بل بشرح الدين الصحيح و تعليمه للناس و ان النافع و الضار هو الله



المسلمون الاوائل حتي عهد عبد الملك بن مران كانوا يتعاملون بالدينار البيزنطي وعليه صورة الحاكم وفى الخلفية الصليب ولم يعترض احد و بالدرهم الفارسى وعليه النار المقدسة من الخلف ويحرسها الكهنة وصورة لعظيم الفرس من الامام



هناك متاحف بالسعودية لاشخاص اقل شهرة بكثير و لم يصنعوا ما فعله الجيل الاول



بالسعودية مجموعة من المتاحف الرائعة التى اتمنى زيارتها مثل







المملكة العربية السعودية عضو في اليونسكو




إنضمت المملكة العربية السعودية الى اليونسكو في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1946 ويغطيّها مكتب اليونسكو في قطر- الدوحة.   ويمثّل هذا المكتب شبه الإقليمي الذي تم إنشاؤه في العام 1976 اليونسكو في كل من البحرين والكويت وعُمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.  


وفي العام 2001، أنشأت المملكة العربية السعودية كرسياً جامعياً لليونسكو لتدريب المعلّمين في مجال الصحّة في معهد السباعي للتنمية.





لكني لم اجد الا 3 مواقع سعودية تابع لليونسكو



و الثلاثة لا تعود الا تاريخ الحضارة الاسلامية الاولي التى تشرفت السعودية يوجودها فيها





 

و هناك اشياء كثيرة في السعودية يجب الاهتمام بها و زيارتها للتعلم و التدبر لا للعبادة



منها على سبيل المثال



آثار من عصر النبوة:



كغار حراء، وغار ثور، ومواقع الغزوات؛ كغزوة بدر، وأحد، وجبل الرماة، وموضع الخندق، وآثار ذكرت في قصص السيرة؛ كبيرحاء، ونحو ذلك.





دار سعد بن خيثمه أول الدور التي سكن بها النبي




دار كلثوم بن هدم قبل أزالته وبناء مدرسة قباء في موقعه




إزالة دار أبي زيد الانصاري مع باقي الدور والمباني المحيطة
بالمسجد النبوي الشريف






موقع دار أبي أيوب الأنصاري


آثار إسلامية تاريخية:



كمواقع معارك؛ كمؤتة، واليرموك، وحطين، ونحو ذلك، أو القلاع والأسوار والحصون، أو آثار بناياتهم وحضارتهم؛ كبئر زبيدة بالحجاز في طريق الحجاج، أو قصر الحمراء في الأندلس، ونحو ذلك.

و لنتأمل في تاريخ القادة العظام و سيرة محمد الفاتح



 ايا صوفيا كان كنيسة حتى الفتح الاسلامي بقيادة محمد الفاتح و قام بشراء ايا صوفيا و حولها لجامع وأمر كذلك بتغطية رسومات الموزائيك الموجودة بداخلها (لانها تحتوي على رسومات للمسيح و للملائكة من التوراة و الانجيل ) ولم يأمر بإزالتها؛ حفاظًا على مشاعر المسيحين، وما زالت الرسومات موجودة بداخلها إلى الآن.



و الله جعل بيوت و اجسام غير المؤمنين ايه و عبره






وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ ۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ




وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ






فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ





فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ



, و بيوت الصالحين يتذكر المرء احداثهم و يتخيل التعب في سبيل نشر الدين



 







الحل



ترجو من ولاه الامر و المسؤولين



نقل الاثار الاسلامية و الحفاظ على الاماكن التاريخية و العناية بهم





راية رسول الله في فتح خيبر التي سلمها لسيدنا علي بن أبي طالب


و تدريب متخصصون على التعامل مع الاثار النبوية



المحافظة على الاماكن التاريخية اثناء التوسعات



و مما يذكر لخادم الحرمين الملك فهد انه عندما رأي مخطط توسعة مسجد قباء و رأي انه سيغير معالم المسجد قام برفضة و طلب تصميم يحافظ على المنبر  و المعالم الاساسية للمسجد



------



حوار مع المهندس سامي العنقاوي




 ولماذا ينظر البعض إلى قضية التمسك بالتراث على أنها رجعية؟
ــ أمة بلا تراث إنسان بلا ذاكرة، ومشكلتنا التي نعاني منها في العصر الحديث أننا أخذنا المفهوم الغربي بأن التاريخ ماض والحاضر مستقبل، ونحن نعيش للمستقبل.
• والماضي ؟
ــ نرويه لأبنائنا وكأنه أساطير.
• تقصد أشبه بالخيال ليس موجودا على أرض الواقع؟
ــ أكرر دوماً أن الفرق بين الأسطورة والتاريخ هو وجود شاهد ودليل على أرض الواقع. بينما نحن نملك كل الأدلة ولكننا نعمل على طمسها، في حين أن العالم بأسره على الرغم من العولمة، نجد هناك اتجاها شديدا للتركيز على تاريخ وتراث في كل قرية ومدينة وأرض.
• ماذا عن اكتشافك لبيت النبي صلى الله عليه وسلم؟
ــ أكرمني ربي بهذا الأمر وقمت بتسليمه للجهات المسؤولة بعد عمل 40 يوما من البحث والتوثيق والتسجيل والتصوير، فضطررت إلى دفنه بالطرق العلمية الصحيحة، ولو اكتشف بيت سيدنا موسى عليه السلام لقام العالم ولم يجلس.
• دفنته معترضا؟
ــ عملت عليه 40 يوماً على عجل، في حين أنه كان يلزمه سنوات، وأشير هنا إلى أن هناك مكانا آخر لا يقل في أهميته ومكانته التاريخية والأثرية عن هذا المكان الذي عاش فيه الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ هو بيت السيدة آمنة المكان الذي ولد فيه الرسول ــ صلى الله عليه وسلم.
• ولكنه مبنى حديث؟
ـــــ نعم، الموجود على السطح هو المبنى الحديث كما كان على بيت السيدة خديجة مبنى آخر، ولهذا قصة تبين وتوضح بعد نظر وحكمة مؤسس هذه البلاد عندما وافق الملك عبدالعزيز ــ رحمة الله عليه ــ على الاقتراح الذي قدمه له المرحوم الشيخ (القطان) بأن يكون مولده مكتبة وبيت السيدة خديجة مدرسة قرآن ودار الأرقم للحديث. فقال له الملك الحكيم ــ رحمة الله عليه ــ قولته المأثورة: «افعل وعجل». ولم يتبق لنا من هذه الأماكن التي حافظ الملك عبدالعزيز ومن قبله إلا مولده ــ صلى الله عليه وسلم.
• ماذا تقصد بالتوعية؟
ــ هناك من يسيء التعامل مع هذه الأماكن بالمبالغة، وهناك من يقوم بإزالتها في محاولة لتفادي المبالغة في التعامل معها، فينتج خطأ أكبر يبقى أثره على مدى الأجيال المقبلة، وأشبه ذلك بمن ينظر إلى المرآة فلا يعجبه ما يرى فيغير في المرآة نفسها، والأسوأ هو تكسير المرآة فتنقطع العلاقة بين الواقع في الزمان والمكان.
• الكثير يقولون إنك تدندن على رفات ذاكرة مستوردة وزائفة؟
ــ الذاكرة الحجازية ليست زائفة ولا مستوردة بل أصيلة. والحجاز تكوينه داخليا وخارجيا في الأكل واللبس واللهجة والعرق والأصل يقوم على هذا الاختلاط والتوازن، فأنا عربي قرشي من جهة والدي، وعربي مصري وتركي من جهة أمي وجدتها وجدها الثاني. وفي تصوري أن فكرة التوحيد والتنوع يمكن أن تقدم أكبر خدمة لبلادنا لأن لدينا عوائل وروابط مع العالم كله.




--------



و اختم بكلام لابن تيمية و الشيخين الالباني و بن باز



يقول الامام بن تيمية




فأما مقامات الأنبياء والصالحين وهي الأمكنة التي قاموا عليها أو أقاموا أو عبدوا الله سبحانه وتعالى فيها لكنهم لم يتخذوها مساجد ، فالذي بلغني في ذلك قولان عن العلماء المشهورين :


أحدهما : النهي عن ذلك وكراهته ، وأنه لا يستحب قصد بقعة للعبادة إلا أن يكون قصدها للعبادة مما جاء به الشرع مثل أن يكون النبي r قصدها للعبادة كما قصد الصلاة في مقام إبراهيم وكما كان يتحرى الصلاة عند الاستطوانة.


وكما يقصد المساجد للصلاة ويقصد الصف الأول ونحو ذلك .


والقول الثاني : أنه لا بأس باليسير من ذلك كما نقل عن ابن عمر [أنه كان يتحرى قصد المواضع التي سلكها النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان النبي rقد سلكها اتفاقاً لا قصداً] .


قال سندي الخواتيمي : سألنا أبا عبد الله عن الرجل يأتي هذه المشاهد يذهب إليها ترى ذلك ؟ قال : أما على حديث ابن أم مكتوم أنه سأل النبي r أن يصلي في بيته حتى يتخذ ذلك مصلى ، وعلى ما كان يفعله ابن عمر يتتبع  مواضع النبي r وأثره فليس بذلك بأس أن يأتي الرجل المشاهد إلا أن الناس قد أفرطوا في هذا وأكثروا فيه .


وكذلك نقل عنه أحمد بن القاسم : أنه سئل عن الرجل يأتي هذه المشاهد التي بالمدينة المنورة وغيرها يذهب إليها فقال: أما على حديث ابن أم مكتوم (أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أن يأتيه فيصلي في بيته حتى يتخذه مسجداً)، أو على ما كان يفعل ابن عمر : كان يتتبع مواضع سير النبي r حتى أنه رؤي يصب في موضع ماء ، فسئل عن ذلك ، فقال : (كان النبي r يصب هاهنا ماء) . قال : أما على هذا  فلا بأس . قال : ورخص فيه ثم قال : ولكن قد أفرط الناس جداً وأكثروا في هذا المعنى ، فذكر قبر الحسين وما يفعل الناس عنده .  رواهما الخلال في كتاب الأدب .


قال الشيخ ابن تيمية : فقد فصل أبو عبد الله في المشاهد وهي الأمكنة التي فيها آثار الأنبياء والصالحين من غير أن تكون مساجد لهم كمواضع بالمدينة بين القليل الذي لا يتخذونه عيداً أو الكثير الذي يتخذونه عيداً كما تقدم


وهذا التفصيل جمع فيه بين الآثار وأقوال الصحابة ، فإنه قد روى البخاري في صحيحه عن موسى بن عقبة قال : رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق ويصلي فيها ، ويحدث أن أباه كان يصلي فيها وأنه رأى النبي r يصلي في تلك الأمكنة ، قال موسى : وحدثني نافع أن ابن عمر كان يصلي في تلك الأمكنة] ، فهذا ما رخص فيه أحمد رضي الله عنه ، وأما ما كرهه فروى سعيد بن منصور في سننه : حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن عمر رضي الله عنه قال :(خرجنا معه في حجة حجها فقرأ بنا في الفجر بـ } أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ { ،و } لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ { في الثانية ، فلما رجع من حجته رأى الناس ابتدروا المسجد فقال : ما هذا ؟ قالوا مسجد صلى فيه رسول الله r فقال : ((هكذا هلك أهل الكتاب قبلكم : اتخذوا آثار أنبيائهم بيعاً من عرضت له منكم الصلاة فيه فليصل ومن لم تعرض له الصلاة فليمض)) ..




فبن تيمية يفهم من كلامه ان الاماكن التى صلي بها الرسول تخرج من التفصيل



قال الإمام الألباني في كتابه " التوسل " ( ص 144 – 145 / ط . المعارف ) : 




إننا نؤمن بجواز التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم ولا ننكره، خلافاً لِما يوهمه صنيع خصومنا، ولكن لهذا التبرك شروطاً؛ 


منها الإيمان الشرعي المقبول عند الله، فمن لم يكن مسلماً صادق الإسلام فلن يحقِّق الله له أي خير بتبركه هذا، 


كما يُشْتَرط للراغب في التبرك أن يكون حاصلاً على أثر من آثاره صلى الله عليه وسلم ويستعمله، ونحن نعلم أن آثاره من ثياب أو شعر أو فضلات قد فُقِدَت وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين، وإذا كان الأمر كذلك فإن التبرك بهذه الآثار يصبح أمراً غير ذي موضوع في زماننا هذا ويكون أمراً نظريًّا محضاً، فلا ينبغي إطالة القول فيه .


ولكن ثمّة أمر يجب تبيانه وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم وإنْ أقرَّ الصحابة في غزوة الحديبية وغيرها على التبرّك بآثاره صلى الله عليه وسلم والتمسّح بها وذلك لغرض مهم وخاصة في تلك المناسبة، وذلك الغرض هو إرهاب كفار قريش وإظهار مدى تعلق المسلمين بنبيِّهم وحبِّهم له وتفانيهم في خدمته وتعظيم شأنه، إلا أن الذي لا يجوز التغافل عنه ولا كتمانه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد تلك الغزوة رغَّب المسلمين بأسلوب حكيم وطريقة لطيفة عن هذا التبرك وصرفهم عنه وأرشدهم إلى أعمال صالحة خير لهم منه عند الله عز وجل وأجدى، وهذا ما يدل عليه الحديث الآتي : 


عن عبد الرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضّأ يوماً فجعل أصحابه يتمسّحون بوضوئه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " ما يحملكم على هذا ؟ " قالوا : حب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من سرّه أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدّث وليؤدِّ أمانته إذا اؤتمن وليحسن جوار من جاوره "، ( وهو حديث ثابت له طرق وشواهد في معجمَي الطبراني وغيرهما، وقد أشار المنذري في ( الترغيب ) ( 3 / 26 ) إلى تحسينه، وقد خرّجته في ( الصحيحة ) برقم ( 2998 ) ) .




حكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به



من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة المكرم الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني، منحني الله وإياه الفقه في الدين، وأعاذنا جميعا من طريق المغضوب عليهم والضالين، آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:




فقد وصلني كتابكم وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق، وجميع ما شرحتم كان معلوما.


وقد وقع في كتابكم أمور تحتاج إلى كشف وإيضاح، وإزالة ما قد وقع لكم من الشبهة عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة))[1]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله))[2]، وغيرهما من الأحاديث الكثيرة في هذا الباب.


وقد أرشد إلى ذلك مولانا سبحانه في قوله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[3]، وقوله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[4]؛ فأقول: ذكرتم في كتابكم ما نصه: (ومع احترامي وتقديري لجهودكم في هذا السبيل خطر ببالي بعض الملاحظات، أحببت أن أبديها لكم راجيا أن يكون فيها خير الإسلام والمسلمين، والاعتصام بحبل الله المتين في سبيل تقارب المسلمين، ووحدة صفوفهم في مجال العقيدة والشريعة.


أولاً: لاحظتكم تعبرون دائما عن بعض ما شاع بين المسلمين من التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وآله، وبعض الأولياء، كمسح الجدران والأبواب في الحرم النبوي الشريف وغيره شركا، وعبادة لغير الله. وكذلك طلب الحاجات منه ومنهم، ودعاؤهم وما إلى ذلك.


إني أقول: هناك فرق بين ذلك، فطلب الحاجات من النبي ومن الأولياء، باعتبارهم يقضون الحاجات من دون الله أو مع الله، فهذا شرك جلي لا شك فيه، لكن الأعمال الشائعة بين المسلمين، والتي لا ينهاهم عنها العلماء في شتى أنحاء العالم الإسلامي، من غير فرق بين مذهب وآخر، ليست هي في جوهرها طلبا للحاجات من النبي والأولياء، ولا اتخاذهم أربابا من دون الله، بل مرد ذلك كله - لو استثنينا عمل بعض الجهال من العوام - إلى أحد أمرين: التبرك والتوسل بالنبي وآثاره، أو بغيره من المقربين إلى الله عز وجل.


أما التبرك بآثار النبي من غير طلب الحاجة منه، ولا دعائه فمنشأه الحب والشوق الأكيد، رجاء أن يعطيهم الله الخير بالتقرب إلى نبيه، وإظهار المحبة له، وكذلك بآثار غيره من المقربين عند الله.


وإني لا أجد مسلماً يعتقد أن الباب والجدار يقضيان الحاجات، ولا أن النبي أو الولي يقضيها، بل لا يرجو بذلك إلا الله، إكراماً لنبيه أو لأحد من أوليائه، أن يفيض الله علمه من بركاته والتبرك بآثار النبي كما تعلمون ويعلمه كل من اطلع على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، كان معمولاً به في عهد النبي، فكانوا يتبركون بماء وضوئه، وثوبه وطعامه وشرابه وشعره، وكل شيء منه ولم ينههم النبي عنه، ولعلكم تقولون: أجل كان هذا، وهو معمول به الآن بالنسبة إلى الأحياء من الأولياء والأتقياء لكنه خاص بالأحياء دون الأموات لعدم وجود دليل على جوازه إلا في حال الحياة بالذات. فأقول: هناك بعض الآثار تدل على أن الصحابة قد تبركوا بآثار النبي بعد مماته، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يمسح منبر النبي تبركاً به.


وهناك شواهد على أنهم كانوا يحتفظون بشعر النبي، كما كان الخلفاء العباسيون ومن بعدهم العثمانيون، يحتفظون بثوب النبي تبركاً به ولا سيما في الحروب، ولم يمنعهم أحد من العلماء الكبار والفقهاء المعترف بفقههم ودينهم.. انتهى المقصود من كلامكم).


والجواب أن يقال: ما ذكرتم فيه تفصيل: فأما التبرك بما مس جسده عليه الصلاة والسلام من وضوء أو عرق أو شعر ونحو ذلك، فهذا أمر معروف وجائز عند الصحابة رضي الله عنهم، وأتباعهم بإحسان لما في ذلك من الخير والبركة، وهذا أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم عليه.


فأما التمسح بالأبواب والجدران والشبابيك ونحوها في المسجد الحرام أو المسجد النبوي، فبدعة لا أصل لها، والواجب تركها؛ لأن العبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما أقره الشرع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))[5] متفق على صحته، وفي رواية لمسلم وعلقها البخاري رحمه الله في صحيحه جازما بها: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))[6]، وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة))[7]، والأحاديث في ذلك كثيرة؛ فالواجب على المسلمين التقيد في ذلك بما شرعه الله كاستلام الحجر الأسود وتقبيله، واستلام الركن اليماني.


ولهذا صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لما قبل الحجر الأسود: (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك)[8]. وبذلك يعلم أن استلام بقية أركان الكعبة، وبقية الجدران والأعمدة غير مشروع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولم يرشد إليه، ولأن ذلك من وسائل الشرك. وهكذا الجدران والأعمدة والشبابيك وجدران الحجرة النبوية من باب أولى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع ذلك ولم يرشد إليه ولم يفعله أصحابه رضي الله عنهم.


وأما ما نقل عن ابن عمر رضي الله عنهما من تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم واستلامه المنبر فهذا اجتهاد منه رضي الله عنه لم يوافقه عليه أبوه ولا غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم منه بهذا الأمر، وعلمهم موافق لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة.


وقد قطع عمر رضي الله عنه الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية لما بلغه أن بعض الناس يذهبون إليها ويصلون عندها؛ خوفاً من الفتنة بها وسدا للذريعة.


وأما دعاء الأنبياء والأولياء والاستغاثة بهم والنذر لهم ونحو ذلك فهو الشرك الأكبر، وهو الذي كان يفعله كفار قريش مع أصنامهم وأوثانهم، وهكذا بقية المشركين يقصدون بذلك أنها تشفع لهم عند الله، وتقربهم إليه زلفى، ولم يعتقدوا أنها هي التي تقضي حاجاتهم وتشفي مرضاهم وتنصرهم على عدوهم، كما بين الله سبحانه ذلك عنهم في قوله سبحانه: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ، فرد عليهم سبحانه بقوله: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ[9]، وقال عز وجل في سورة الزمر: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ[10].


فأبان سبحانه في هذه الآية الكريمة: أن الكفار لم يقصدوا من آلهتهم أنهم يشفون مرضاهم، أو يقضون حوائجهم، وإنما أرادوا منهم أنهم يقربونهم إلى الله زلفى، فأكذبهم سبحانه ورد عليهم قولهم بقوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ فسماهم كذبة وكفارا بهذا الأمر؛ فالواجب على مثلكم تدبر هذا المقام وإعطاءه ما يستحق من العناية.


ويدل على كفرهم أيضاً بهذا الاعتقاد، قوله سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[11]، فسماهم في هذه الآية كفارا وحكم عليهم بذلك لمجرد الدعاء لغير الله من الأنبياء والملائكة والجن وغيرهم، ويدل على ذلك أيضا قوله سبحانه في سورة فاطر: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[12]، فحكم سبحانه بهذه الآية على أن دعاء المشركين لغير الله من الأنبياء والأولياء، أو الملائكة أو الجن، أو الأصنام أو غير ذلك بأنه شرك، والآيات في هذا المعنى لمن تدبر كتاب الله كثيرة.


وننقل لك هنا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ص 157 ج 1 ما نصه:(والمشركون الذين وصفهم الله ورسوله بالشرك أصلهم صنفان: قوم نوح، وقوم إبراهيم. فقوم نوح كان أصل شركهم العكوف على قبور الصالحين ثم صوروا تماثيلهم، ثم عبدوهم، وقوم إبراهيم كان أصل شركهم عبادة الكواكب والشمس والقمر، وكل من هؤلاء يعبدون الجن، فإن الشياطين قد تخاطبهم، وتعينهم على أشياء، وقد يعتقدون أنهم يعبدون الملائكة، وإن كانوا في الحقيقة إنما يعبدون الجن، فإن الجن هم الذين يعينونهم، ويرضون بشركهم قال الله تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ[13]، والملائكة لا تعينهم على الشرك لا في المحيا ولا في الممات ولا يرضون بذلك، ولكن الشياطين قد تعينهم وتتصور لهم في صور الآدميين، فيرونهم بأعينهم ويقول أحدهم: أنا إبراهيم، أنا المسيح، أنا محمد، أنا الخضر، أنا أبو بكر، أنا عمر، أنا عثمان، أنا علي، أنا الشيخ فلان، وقد يقول بعضهم عن بعض: هذا هو النبي فلان، أو هذا هو الخضر، ويكون أولئك كلهم جنا، يشهد بعضهم لبعض، والجن كالإنس فمنهم الكافر، ومنهم الفاسق، ومنهم العابد الجاهل، فمنهم من يحب شيخا فيتزيا في صورته ويقول: أنا فلان، ويكون ذلك في برية ومكان قفر، فيطعم ذلك الشخص طعاما ويسقيه شرابا، أو يدله على الطريق، أو يخبره ببعض الأمور الواقعة الغائبة، فيظن ذلك الرجل أن نفس الشيخ الميت أو الحي فعل ذلك، وقد يقول: هذا سر الشيخ وهذه رقيقته، وهذه حقيقته، أو هذا ملك جاء على صورته، وإنما يكون ذلك جنيا، فإن الملائكة لا تعين على الشرك والإفك، والإثم والعدوان. وقد قال الله تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا[14]، قال طائفة من السلف: كان أقوام يدعون الملائكة والأنبياء وعزير والمسيح، فبين الله تعالى أن الملائكة والأنبياء عباد الله؛ كما أن الذين يعبدونهم عباد الله، وبين أنهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ويتقربون إليه كما يفعل سائر عباده الصالحين. والمشركون من هؤلاء قد يقولون: إنا نستشفع بهم، أي نطلب من الملائكة والأنبياء أن يشفعوا، فإذا أتينا قبر أحدهم طلبنا منه أن يشفع لنا، فإذا صورنا تمثاله - والتماثيل إما مجسدة وإما تماثيل مصورة كما يصورها النصارى في كنائسهم - قالوا: فمقصودنا بهذه التماثيل تذكر أصحابها وسيرهم، ونحن نخاطب هذه التماثيل ومقصودنا خطاب أصحابها ليشفعوا لنا إلى الله، فيقول أحدهم: يا سيدي فلان، أو يا سيدي جرجس، أو بطرس، أو يا ستي الحنونة مريم، أو يا سيدي الخليل، أو موسى بن عمران، أو غير ذلك اشفع لي إلى ربك.


وقد يخاطبون الميت عند قبره: سل لي ربك، أو يخاطبون الحي وهو غائب كما يخاطبونه لو كان حاضراً حياً، وينشدون قصائد يقول أحدهم فيها: يا سيدي فلان أنا في حسبك أنا في جوارك اشفع لي إلى الله، سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا، سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة، أشكو إليك كذا وكذا، فسل الله أن يكشف هذه الكربة. أو يقول أحدهم: سل الله أن يغفر لي. ومنهم من يتأول قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا[15]، ويقولون: إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصحابة.


ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وسائر المسلمين، فإن أحدا منهم لم يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أن يشفع له، ولا سأله شيئا، ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم، إنما ذكر ذلك من ذكره من متأخري الفقهاء، وحكوا حكاية مكذوبة على مالك رضي الله عنه، سيأتي ذكرها، وبسط الكلام عليها إن شاء الله تعالى.


فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم، وخطاب تماثيلهم، هو من أعظم أنواع الشرك الموجود في المشركين، من غير أهل الكتاب، وفي مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات ما لم يأذن به الله تعالى، قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[16]...) إلى آخر ما ذكره رحمه الله في رسالته الجليلة المسماة: "القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة" قد أوضح فيها أنواع الشرك فراجعها إن شئت.


وقال أيضا - رحمه الله - في رسالته إلى اتباع الشيخ عدي بن مسافر ص 31 ما نصه:(فصل: وكذلك الغلو في بعض المشايخ إما في الشيخ عدي، ويونس القني أو الحلاج وغيرهم، بل الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ونحوهم، بل الغلو في المسيح عليه السلام ونحوه، فكل من غلا في حي أو في رجل صالح كمثل علي رضي الله عنه أو عدي أو نحوه، أو في من يعتقد فيه الصلاح كالحلاج أو الحاكم الذي كان بمصر، أو يونس القني ونحوهم، وجعل فيه نوعا من الألوهية، مثل أن يقول: كل رزق لا يرزقنيه الشيخ فلان ما أريده، أو يقول إذا ذبح شاة: باسم سيدي. أو يعبده بالسجود له أو لغيره أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أن يقول: يا سيدي فلان اغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني أو أجرني أو توكلت عليك، أو أنت حسبي، أو أنا حسبك، أو نحو هذه الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلح إلا لله تعالى، فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل، فإن الله إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له ولا نجعل مع الله إلها آخر.


والذين كانوا يدعون مع الله آلهة أخرى مثل الشمس والقمر والكواكب وعزير والمسيح والملائكة واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ويغوث ويعوق ونسرا، وغير ذلك لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق، أو أنها تنزل المطر، أو أنها تنبت النبات، إنما كانوا يعبدون الأنبياء والملائكة والكواكب والجن والتماثيل المصورة لهؤلاء، أو يعبدون قبورهم، ويقولون: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى، ويقولون: هم شفعاؤنا عند الله، فأرسل الله رسله تنهى أن يدعى أحد من دونه لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة.


قال تعالى: قُُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا[17].


قال طائفة من السلف: كان أقوام يدعون المسيح وعزيرا والملائكة فقال الله لهم: هؤلاء الذين تدعونهم يتقربون إلي كما تتقربون، ويرجون رحمتي كما ترجون رحمتي، ويخافون عذابي كما تخافون عذابي.


وقال تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ[18]، فأخبر سبحانه أن ما يدعى من دون الله ليس له مثقال ذرة في الملك ولا شريك في الملك، وأنه ليس له في الخلق عون يستعين به، وأنه لا تنفع الشفاعة عنده إلا بإذنه.. ). إلى أن قال رحمه الله: (وعبادة الله وحده هي أصل الدين، وهو التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب، فقال تعالى: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ[19]، وقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[20]، وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ[21]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحقق التوحيد ويعلمه أمته حتى قال له رجل: ما شاء الله وشئت. فقال: ((أجعلتني لله ندا، بل ما شاء الله وحده))[22]، وقال: ((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء محمد))[23]، ونهى عن الحلف بغير الله تعالى فقال: ((من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت))[24]، وقال: ((من حلف بغير الله فقد أشرك))[25] وقال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، وإنما أنا عبد الله فقولوا: عبد الله ورسوله))[26].


ولهذا اتفق العلماء على أنه ليس لأحد أن يحلف بمخلوق كالكعبة ونحوها.


ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السجود له، ولما سجد بعض أصحابه له نهى عن ذلك وقال: ((لا يصلح السجود إلا لله))[27]، وقال: ((لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها))[28]، وقال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: ((أرأيت لو مررت بقبري أكنت ساجدا له)) قال: لا، قال: ((فلا تفعلوا))[29]، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد وقال في مرض موته: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد...))[30]إلى أن قال رحمه الله: (ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أنه لا يشرع بناء المساجد على القبور ولا تشرع الصلاة عند القبور، بل كثير من العلماء يقول الصلاة عندها باطلة.... ).


إلى أن قال رحمه الله تعالى: (وذلك أن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كانت تعظيم القبور بالعبادة ونحوها، قال الله تعالى في كتابه: وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا[31]، قال طائفة من السلف: (كانت هذه الأسماء لقوم صالحين فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم وعبدوها).


ولهذا اتفق العلماء على أن من سلم على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره أنه لا يتمسح بحجرته ولا يقبلها) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.


وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي ص (156) ما نصه: (فصل: ويتبع هذا الشرك به سبحانه في الأفعال والأقوال والإرادات والنيات، فالشرك في الأفعال كالسجود لغيره، والطواف بغير بيته، وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره، وتقبيل الأحجار غير الحجر الأسود الذي هو يمين الله في الأرض، وتقبيل القبور واستلامها والسجود لها، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد يصلي لله فيها، فكيف بمن اتخذ القبور أوثانا يعبدها من دون الله.


ففي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))[32]، وفي الصحيح عنه: ((إن من أشرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد))[33]، وفي الصحيح أيضا عنه: ((إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك))[34]، وفي مسند الإمام أحمد رضي الله عنه، وصحيح ابن حبان عنه أنه قال: ((لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج))[35]، وقال: ((اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))[36]، وقال: ((إن من كان قبلكم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور وأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة))[37]، فهذا حال من سجد لله في مسجد على قبر فكيف حال من سجد للقبر نفسه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد))[38] انتهى كلامه رحمه الله.


وبما ذكرنا في صدر هذا الجواب، وبما نقلناه عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتلميذه العلامة ابن القيم رحمه الله يتضح لكم ولغيركم من القراء أن ما يفعله الجهال من الشيعة وغيرهم عند القبور من دعاء أهلها، والاستغاثة بهم، والنذر لهم، والسجود لهم، وتقبيل القبور طلبا لشفاعتهم أو نفعهم لمن قبّلها، كل ذلك من الشرك الأكبر لكونه عبادة لهم، والعبادة حق لله وحده كما قال الله سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا[39]، وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[40] الآية، وقال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ[41] إلى غير ذلك من الآيات التي سبق بعضها.


أما تقبيل الجدران، أو الشبابيك أو غيرها، واعتقاد أن ذلك عبادة لله، لا من أجل التقرب بذلك إلى المخلوق، فإن ذلك يسمى بدعة لكونه تقربا لم يشرعه الله، فدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))[42]، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))[43].


وأما تقبيل الحجر الأسود، واستلامه، واستلام الركن اليماني فكل ذلك عبادة لله وحده واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لكونه فعل ذلك في حجة الوداع وقال: ((خذوا عني مناسككم))[44]، وقد قال الله عز وجل: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[45] الآية.


وأما التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم وعرقه ووضوئه، فلا حرج في ذلك كما تقدم؛ لأنه عليه الصلاة والسلام أقر الصحابة عليه، ولما جعل الله فيه من البركة، وهي من الله سبحانه، وهكذا ما جعل الله في ماء زمزم من البركة حيث قال صلى الله عليه وسلم عن زمزم: ((إنها مباركة، وإنها طعام طعم وشفاء سقم))[46].


والواجب على المسلمين الاتباع والتقيد بالشرع، والحذر من البدع القولية والعملية، ولهذا لم يتبرك الصحابة رضي الله عنهم بشعر الصديق رضي الله عنه، أو عرقه أو وضوئه ولا بشعر عمر أو عثمان أو علي أو عرقهم أو وضوئهم، ولا بعرق غيرهم من الصحابة وشعره ووضوئه؛ لعلمهم بأن هذا أمر خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقاس عليه غيره في ذلك، وقد قال الله عز وجل:وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[47].


وقال كثير من الصحابة رضي الله عنهم: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم).


وأما توسل عمر رضي الله عنه والصحابة بدعاء العباس في الاستسقاء، وهكذا توسل معاوية رضي الله عنه في الاستسقاء بدعاء يزيد بن الأسود، فذلك لا بأس به لأنه توسل بدعائهما وشفاعتهما ولا حرج في ذلك.


ولهذا يجوز للمسلم أن يقول لأخيه: ادع الله لي، وذلك دليل من عمل عمر والصحابة رضي الله عنهم ومعاوية رضي الله عنه على أنه لا يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ولا غيره بعد وفاته، ولو كان ذلك جائزاً لما عدل عمر الفاروق والصحابة رضي الله عنهم عن التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بدعاء العباس، ولما عدل معاوية رضي الله عنه عن التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بيزيد بن الأسود، وهذا شيء واضح بحمد الله.


وإنما يكون التوسل بالإيمان به صلى الله عليه وسلم ومحبته، والسير على منهاجه، وتحكيم شريعته وطاعة أوامره، وترك نواهيه، هذا هو التوسل الشرعي به صلى الله عليه وسلم بإجماع أهل السنة والجماعة، وهو المراد بقول الله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[48]، وبما ذكرنا يعلم أن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم أو بذاته من البدع التي أحدثها الناس، ولو كان ذلك خيراً لسبقنا إليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم أعلم الناس بدينه وبحقه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.


وأما توسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم في رد بصره إليه فذلك توسل بدعائه وشفاعته حال حياته صلى الله عليه وسلم، ولهذا شفع له النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له.


والله المسئول بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمنحني وإياكم وسائر إخواننا الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم، وأن يوفق جميع حكام المسلمين للفقه في الدين والحكم بشريعة الله سبحانه والتحاكم إليها وإلزام الشعوب بها والحذر مما يخالفها عملا بقول الله عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[49]، وبقوله سبحانه: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[50]، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مفتي عام المملكة العربية السعودية


ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء


[1] رواه مسلم في كتاب الإيمان برقم 82.


[2] رواه مسلم في كتاب الإمارة برقم 5309 واللفظ له، ورواه الترمذي في كتاب العلم برقم 2595، وأبو داود في الأدب برقم 4464.


[3] سورة المائدة من الآية 2.


[4] سورة النحل الآية 125.


[5] رواه البخاري في كتاب الصلح برقم 2499، ومسلم في كتاب الأقضية برقم 3242 واللفظ متفق عليه.


[6] رواه مسلم في كتاب الأقضية برقم 3243.


[7] رواه مسلم في الجمعة برقم 1435، والنسائي في العيدين برقم 1560.


[8] رواه البخاري في كتاب الحج برقم 1494 واللفظ له، ورواه مسلم في كتاب الحج برقم 2230.


[9] سورة يونس الآية 18.


[10] سورة الزمر الآيتان 2 – 3.


[11] سورة المؤمنون الآية 117.


[12] سورة فاطر الآيتان 13 – 14.


[13] سورة سبأ الآيتان 40 – 40.


[14] سورة الإسراء الآيتان 56 – 57.


[15] سورة النساء من الآية 64.


[16] سورة الشورى الآية 21.


[17] سورة الإسراء الآيتان 56 – 57.


[18] سورة سبأ الآيتان 22 – 23.


[19] سورة الزخرف الآية 45.


[20] سورة النحل الآية 36.


[21] سورة الأنبياء الآية 25.


[22] رواه الإمام أحمد في مسند بني هاشم برقم 1742 ولفظه: ((أجعلتني والله عدلا)).


[23] رواه ابن ماجه في الكفارات برقم 2109 والدارمي في الاستئذان برقم 2583 واللفظ له.


[24] رواه البخاري في كتاب الشهادات برقم 2482 واللفظ له ورواه مسلم في الأيمان برقم 3105.





وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:



"لكن لو أن الإنسان صعد على جبل حراء، أو على جبل ثور من أجل أن يطلع فقط دون أن يتقرب إلى الله بهذا الصعود، فهل ينكر عليه؟

الجواب: لا ينكر عليه، ينكر على الإنسان الذي يذهب يتعبد لله ويتقرب إلى الله بذلك" (اللقاء الشهري رقم65).

 


و اما القول بان الشيخ محمد عبد الوهاب كان يريد هدم القبة الخضراء فالشيخ بنفي هذا و يقول




" ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم ، وأنه قبلها وصدقها بعض المنتسبين للعلم في جهتكم ، والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم أقُلها ، ولم يأت أكثرها على بالي ، فمنها قوله: أني مبطل كتب المذاهب الأربعة ، وأني أقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء ، وأني أدعي الاجتهاد ، وأني خارج عن التقليد ، وأني أقول: إن اختلاف العلماء نقمة . وأني أكفر من توسل بالصالحين ، وأني أكفر البوصيري؛ لقوله يا أكرم الخلق ، وأني أقول: لو أقدر  على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها ، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها ، وجعلت لها ميزابا من خشب ، وأني أحرم زيارة قبر النبي ، وأني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما ، وأني أكفرابن الفارض وابن عربي ، وأني أحرق دلائل الخيرات ، وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين . جوابي عن هذه المسائل: سبحانك هذا بهتان عظيم "





فلما قيل للشيخ محمد بن عبد الوهاب: إنك تقول لو أني أقدر على القبة التي على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال:




سبحانك هذا بهتان عظيم فما قلت هذا ولا أقوله. لأنه ما يترتب من المفاسد على إزالة هذا المنكر أكثر من المصالح، فالواجب التنبيه وتعليم الناس ودعوتهم إلى التوحيد وعدم تمكين الشرك.




قال شيخ الاسلام في رسالة بعثها إلى عبد الرحمن السويدي أحد علماء العراق، مجيباً عن افتراء ابن سحيم – الذي أرسله إلى سائر البلدان ومنها العراق -.




(يا عجبا كيف يدخل هذا في عاقل، هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون ؟، وكذلك قولهم إنه يقول لو أقدر أهدم قبة النبي صلى الله عليه وسلم لهدمتها (أي من البهتان) أهـ


تعليقات

  1. […] مسبقا عن الاثار الاسلامية  و كيف حافظ محمد الفاتح على الرسومات المسيحية على آيا […]

    ردحذف
  2. […] قمنا بعرض من وجهة نظري هو مشاريع عمارة المسجد النبوي والمسجد الحرام على مستوي التاريخ […]

    ردحذف
  3. […] من معاهدة العمارة العسكرية والمدنية؛ التخطيط لإنشاء قلاع سميكة وقوية ولها زوايا للتحصين من هجمات جنود الأعداء. و […]

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة