الكتب العشرة في العمارة

اقدم كتاب معماري يعود الى  العام السابع والعشرين قبل الميلاد كتبه VITRUVIUS مهندس معماري و مصمم مبنى البازيليكا







A 1684 depiction of Vitruvius (right) presenting De Architectura to Augustus


فيتروفيوس يقدم الكتب العشرة لاغسطس و مما يذكر ان اغسطس ملك روما و هي مبنية بالطوب و تركها مبنية بالرخام مع قانون ينظم المباني


ويجدر الإشارة إلى أن القيم الجمالية قد أحتلت قدرا كبيراً من الأسس التى ذكرها فيتروفيوس, حيث اشار بوضوح إلى تلك القيم وعلاقاتها الوطيدة بالتحليل الهندسى فى تعريفه للأيقاع الهندسى (eurhythmy), ودراسته للعمل المعمارى بأبعاده الثلاثة, شريطة تناسب تلك الأبعاد بصورة متواصلة ومتماثلة.
وأرجع فيتروفيوس مراعاة النسب وتناسب العناصر فى الأبنية عند القدماء إلى انها ترجمة لما تعلمه الإنسان من الطبيعة والتى رأى من خلالها أن جسم الإنسان تكون أعضاؤه متناسبة مع بعضها البعض والجسم ككل.
ولم تقتصر دراسته على تحليل الأبنية التى تناولها بالشرح فحسب, بل تخطاها لدراسة عناصرها المختلفة والتى أرجع عناصرها للطبيعة.


و فيترفيوس كان له دراسة لابعاد جسم الانسان و نسبها استوحى منها ليوناردوا دافنشي لوحته الرجل الفيترفيوس



"وبدون تناسب التناسق والتناسب، لا يمكن لأي معبد أن تكون له تخطيط منتظم...بل يجب أن يكون هناك تناسب دقيق يتم العمل عليه بعد تشكيل أعضاء ذوي أشكال بشرية رفيعة...."

 
و قد نصت نظرية "فيتروفيوس" على تكوين جسم الإنسان الطبيعي كما يلي:

- عرض الكف = عرض 4 أصابع
- طول القدم = 4 أضعاف عرض الكف
- طول الساعد مع الابهام = 6 أضعاف عرض الكف
- طول الإنسان = 4 أضعاف طول الساعد مع الإبهام
- طول ذراعي الإنسان الممدودين = طول قامته
- المسافة من أعلى الجبهة للذقن = 1/10 من طول الانسان
- المسافة من منتصف الجمجمة الى أسفل الذقن = 1/8 من طول الانسان
- أقصى عرض للأكتاف = ربع طول القامة
- المسافة من مفصل الكوع حتى قمة الإصبع الوسطى = خمس طول القامة
- المسافة من الكوع حتى الإبط = 1/8 من طول القامة
- طول الكف من الرسغ لقمة الوسطى = 1/10 من طول الإنسان
- المسافة من أسفل الذقن للأنف = ثلث طول الرأس

 
- المسافة من منبت الشعر إلى الحاجبين = ثلث طول الوجه
- طول الأذن = ثلث طول الوجه


كتاب "كتب العمارة العشرة "ظل مرجعا منذ عهد النهضة و حتى الان
الكتب العشرة حملت عناوين (العمارة والمعماري ـ مواد البناء ـ نظام المعابد الأيوني ـ المعابد الدورية والكورينثية ـ المباني العامة ـ المنازل الخاصة ـ الإكساءات والألوان ـ المياه ـ الساعات ومبادئها ـ الآلات ومبادئها).


وقد إعتمدت نظرية فيتروفيوس فى العمارة على ثلاثة محاور رئيسية:
النفعية أو الوظيفة ( utilitas - functionality).
الإنشاء أو المتانة (firmitas strength -).
القيم الجمالية (beauty – venusas).


مبادىء فيتروفيوس فى العمارة:
عرف فيتروفيوس العمارة على أساس أنها تعمد على الترتيب والتنظيم والإنسجام والملائمة والإقتصاد, ووضع مجموعة من المبادىء الذى تستطيع بالسير عليها الوصول لعمارة متوازنة بين قيم الوظيفة والإنشاء والجمال, وهى:
النظام (: (orderو يتمثل فى إستخدام وحدات قياسية مستنبطة من عناصر العمل المعمارى وصولاً للكل- الجزء الجميل يصنع كل جميل- ومن ثم تتناسب تلك العناصر مع بعضها البعض فى صورة متناسقة, وتحدث عن الأنظمة اليونانية الثلاث ونسبهم (دورى, أيونى و كورنثى).
الترتيب (arrangement): ويعنى وضع العناصر المختلفة للعمل المعمارى فى مكانها المناسب سواء افقيا او رأسيا, ويُعبر عن ذلك ببساطة بدراسة المسقط الافقى والواجهة والقطاع المنظور, وتعد تلك أول إشارة لدراسة عناصر البناء هندسياً من خِلال الرسومات فى العصور الكلاسيكية.
الإيقاع (eurhythmy): ويعنى به القوة والجمال فى تنسيق عناصر العمل المعمارى, وهو ما يتضح بين التناسب بين أبعاد هذا العمل الثلاث (الطول, العرض والإرتفاع).
التماثل (symmetry): وهو الإتزان والتوافق والتكامل بين جزئى المبنى, ويظهر التوافق بين عناصر العمل المعمارى وعلاقتها ببعضها البعض.
النسب (proportion): هى مرجعية الشكل لشىء أو أصل (كمرجعية نسب العمود الدورى لنسب الرجل, والأيونى لنسب المرآة........).
الصلاحية والإتقان (propriety): وتعنى أن يكون الطراز المعمارى منفذا طبقا لأسس صالحة تنبع من (إستعمال المنشا, الطبيعة المحيطة به, وضوح سمات هذا الطراز).
الإقتصاد (economy): ويتمثل فى غدارة المشروع من ناحية إستخدام المواد والتنفيذ فى الموقع ودراسة حجم التكاليف من خلال إستخدام المواد المتاحة وتحديد نوعية ومستوى البناء إقتصاديا,وهو ما لم يكن يحدث عند الرومان (تصميم ومواد متشابهة مع إختلاف الأماكن).
الزخرفة (décor): وهى إنطباع يعتاد عليه بالممارسة, مثل تيجان الأعمدة وتوجيه الفتحات وأشكالها وأضفاء صفات النسب والجمال على العناصر المعمارية والغنشائية.
التوزيع (distribution): وهو قائم على الناحية التخطيطية فى طريق وضع المنشأت بالنسبة لمقاصد إستهدافها.


الجمال عند فيتروفيوس: هو الفكر والارتباط بالواقع والبيئة والطبيعة المحيطة وليس زيع الزخارف, وهو النظام والتنطيم والنسب والتوزيع والمتانة والاقتصاد, والجزء دائما هو ما يُكون الكل وبالتناسق والتنظيم يتناسب الكل بشكل منتظم وجميل.



يقول سار عابدين في مقدمة الطبعة العربية وهي من منشورات جامعة دمشق، كلية الهندسة المعمارية:




"هذا الكتاب يزيل ما يعيق تصور نشأة تلك الحضارات، ويؤكد مقدرة الإنسان على صنع الإنجازات العلمية والفلسفية والتنظيمية والمادية، في جميع المراحل التاريخية، ويؤكد على الاستفادة من تسلسل بعضها وقوة ترابطها؛ فالعمارة الرومانية لم تنشأ من العدم، بل ورثت فنونها في العمارة والنحت والزخرفة من الحضارات السابقة لها، واستفادت من تلك المعاصرة لها. فالثقافات جميعها انتقائية في حداثة عهدها، لأن التعليم يبدأ بالتقليد، فإذا ما بلغت الأمة أشدها طبعت بطابعها جميع أعمالها".‏




يقول فيرفيوس




لقد حصلت على مدى واسع من المعرفة بفضل اهتمام والدي، والتعليم الذي لقيته على أيدي معلمي، كما اكتسبت ملكات فكرية من المتعة التي أشعر فيها في الموضوعات الأدبية والفنية وكتابة الأطروحات".


 "يسعى بعض المهندسين المعماريين لإيجاد فرص لممارسة مهنتهم، لكنني تعلمت من أساتذتي أن الشيء الصحيح لتحمل المسؤولية يكون عندما يُطلب إليك ذلك، لا أن تطلبها أنت، لأن الرجل المحترم سيحمر وجهه خجلاً من سؤال أمر يثير الشك. لكنني عندما أرى هذا الفن العظيم يدعيه بكل وقاحة غير المثقفين وغير الحاذقين، ناهيك عن عدم معرفتهم بفن العمارة، فهم لا يعرفون حتى حرفة النجارة، عند ذلك لا يسعني إلا أن أثني على أصحاب البيوت الذين لشدة ثقتهم بالعلم والمعرفة تشجعوا وبنوا بيوتهم بأنفسهم، فإذا كان عليهم أن يثقوا بالأشخاص الأغرار، فمن المناسب أكثر لهم أن يجربوا البناء حسب مزاجهم، لا حسب مزاج غريب، وهذه حجة منطقية".‏


"على المعماري أن يكون رجلاً مثقفاً لإبداع ذكرى خالدة من خلال أعماله المكتوبة، وأن يكون على علم بالرسم لوضع تصوره في المخططات الأولية لعرض شكل العمل الذي يقترحه




يمكنك قراء النسخة االنجليزية من هنا



http://www.gutenberg.org/files/20239/20239-h/29239-h.htm



CoverCommander2


CoverCommanderCoverCommander3

.

 

.

 

 

 

 

 

 

- دمشق: علي العائد/ ترجمة “الكتب العشرة في العمارة” لفيتروفيوس إلى العربية.

تعليقات

المشاركات الشائعة