تجربتي

لا ليست تجربتي انا فحياتي هادئة ليس فيها ما يستحق ان يروي


انما هذا عنوان كتاب للمهندس  "عثمان احمد عثمان"


صفحات من تجربتي




و هو من افضل ما قرأت و اتمنى ان يقراه كل مهوس للبيم , و كل من يعمل في المقاولات و الاستشارات و كل انسان عموما


الكتاب قصة كفاح حقيقية لمهندس بدا بدون اي ورث او شركة



"رحل والدي وأنا في الثالثة وتركني بلا موارد مع ثلاثة أشقاء وشقيقتين. أكبرنا لم يتجاوز الثانية عشرة وحسين الصغير لم يزل رضيعاً، وعندما حاولوا إقناع والدتي بالزواج أجابت لن أسعد نفسي، وأشقي أولادي.. كان والدي يمتلك محلاً للبقالة وبعد وفاته ترك محمد اخي الكبير المدرسة ليدير المحل.. كان عندنا عنزة ننظر إليها كأحد أفراد العائلة اسمها عيدة وكانت توفر لنا بعض مصادر غذائنا.. كانت أمي التي تقوم بتربية الطيور وبيعها لتغطي التزاماتنا لا تقرأ ولا تكتب لكنها علمتنا الكثير"



و اصر ان يشق الصخر حتى اسس امبراطورية مسلحا بالصدق و العدل و العلم و الايمان



  • ولد في 6 أبريل 1917 بالإسماعيلية.




1940. دخل مناقصة الحفر بالسد العالي في عام 1958. في عام 1961 تم تأميم شركته تأميما نصفيا و عين هو رئيسا لمجلس إدارتها. في عام 1964 أممت الشركة تأميما كليا, و تم تغيير اسمها من “الشركة الهندسية للصناعات و المقاولات العمومية” إلي “المقاولون العرب عثمان أحمد عثمان و شركاه” و احتفظ بمنصبه كرئيس لمجلس إدارتها. رئيسا للنادي الإسماعيلي في عام 1965. 2 يوليو 1968 : رئيسا لمجلس إدارة المقاولون العرب لدورة جديدة. 28 أكتوبر 1973 : وزيرا للتعمير. 26 سبتمبر 1974 : وزيرا للإسكان و التعمير (وزارة د. عبد العزيز حجازي). 16 مايو 1975 : وزيرا للإسكان و التعمير (وزارة ممدوح سالم). يونيو 1976 : منح دكتوراه فخرية في القانون من جامعة (ريكر) بالولايات المتحدة الأمريكية. 10 نوفمير 1976 : خرج من الوزارة. أغسطس 1977 : رئيسا فخريا للمقاولون العرب, مدي الحياة.










بدأ المعلم حياته العملية في مجال المقاولات ببناء جراج لطبيب يوناني مستعيراً أدوات البناء التي لا تخرج عن ستة عروق خشب ولوح وسقالة وكان مكسبه منها ستة جنيهات، ومنها بدأت العجلة في الدوران. وكان أول تعامل له مع شركة عبود باشا عام 1947، وأدرج عبد القوي باشا اسم عثمان أحمد عثمان ضمن أسماء المقاولين المقيدين في مكتبه. وفي عام 1950 تولى عملية إنشاء مدرسة البنات الابتدائية بالإسماعيلية"مدرسة صفية زغلول الاعدادية بنات". وعندما أصبحت المدرسة جاهزة للتسليم قامت قوات الاحتلال البريطاني بالإسماعيلية بالسيطرة عليها عام 1951 بعد أن أعلنت حكومة مصطفى النحاس باشا إلغاء المعاهدة . امتد عمل عثمان خارج الإسماعيلية لبناء سور مصنع السماد بالسويس. جرَّب حظه عام 1951 في السعودية ليرسو عليه عطاء تنفيذ الكلية الحربية بالرياض، وفيها عرف الملايين عبر مقاولة بلغت قيمتها 7.5 مليون ريال سعودي.


لقد هبط المال على عثمان أحمد عثمان فجأة - على حد قوله- وبأكثر مما كان يتوقع، ليوقع بعدها باسمه بالخرسانة المسلحة على الرخام والصخر والأسمنت في الكويت والإمارات والعراق والأردن وليبيا ولبنان.وفي مصر، كانت له بصمته في بناء جسم السد العالي، وبناء قواعد للصواريخ في جبهة قناة السويس أثناء حرب الاستنزاف، إضافة إلى تعمير مدن القناة بعد حرب أكتوبر 1973، وشق طرق وترع، وإقامة مطارات وتشييد جسور وكباري علوية وأنفاق. ودشم الطائرات، ومصانع ومساجد ومستشفيات وبنوك ومؤسسات حكومية. وهو الذي أعاد بناء كفر عبده بالقرب من السويس في شهرين، وشق في الجبل نفق الشهيد أحمد حمدي الذي تصدع فجأة بعد فترة من بنائه وتم "إسعافه" بعمليات إصلاحٍ عاجلة
ارتبط اسم عثمان بزراعة الجبل خضرة للنادي الإسماعيلي، وإقامة مستشفى المقاولين العرب فوق الجبل.وعملت شركاته تشييد عددٍ كبير من المنشآت المهمة في دولٍ مختلفة، مثل ستاد أكرا بغانا، مطار الناضور بالمغرب، كلية الهندسة باليمن، مبنى وزارة المالية بالجزائر، وغيرها الكثير.
لكن التحدي الأكبر الذي خاضه بناء السد العالي، على أنه بعد ستة أشهر من توليه بناء السد صدر قرار بتأميم الشركة بعد أن بلغت قيمتها الدفترية أربعة ملايين ونصف المليون جنيه وهكذا، وبحلول عام 1961 تم تأميم شركته تأميماً نصفياً وأصبح هو رئيساً لمجلس إداراتها، ثم ما لبث أن أصبح التأميم كلياً في عام 1964،.وبذكائه الفطري، حافظ عثمان على توازنه وواصل أداء دوره، وفي 2 يوليو 1966 ترأس مجلس ادارة النادي الاسماعيلي ثم رئاسته لنادي "المقاولون العرب في اغسطس 1968 . وفي أغسطس آب 1977 أصبح رئيساً فخرياً للمقاولون العرب لمدى الحياة.
وجمعت بينه وبين الرئيس السادات علاقة وطيدة وحكاية عثمان مع السادات تبدأ عندما كان الاثنان يسكنان متجاورين في منطقة الهرم قبل ثورة يوليو 1952، ومن ثم تعارفا وتوطدت العلاقة بينهما لتصبح في فترة من الفترات أشبه بالتوأمة. ويؤكد عثمان أنه كان بينه وبين السادات نوع من "التوافق النفسي"، فقد كانا جارين وبينهما "عشرة عمر.اختير عثمان وزيراً للتعمير في حكومة د. عبد القادر حاتم في 28 أكتوبر تشرين أول 1973، ليظل في الوزارة لمدة ثلاث سنوات عاصر أثناءها ثلاث حكومات متعاقبةفقد اختير وزيراً للإسكان والتعمير في



حكومة د. عبد العزيز حجازي في 26 سبتمبر أيلول 1974،. ثم احتفظ بالحقيبة الوزارية نفسها في حكومة ممدوح سالم في 16 إبريل نيسان 1975، إلى أن خرج من الوزارة في نوفمبر تشرين ثانٍ 1976.















«لا أنكر أنني أقمت العديد من الشركات الجديدة.. بلغت حتي الآن 170 شركة تساوي عندي 170 نجاحا.. ولكن الناس لا تصدق أن عثمان أحمد عثمان لايملك سهما واحدا في أي من هذه الشركات»


«لا أحب أبدا المواقف المترددة.. وأميل إلي الحسم السريع للأمور دون إغراق في التمحيص.. والتدقيق والدراسة»

«طريقتي في الإدارة.. لا تكتب ولا تقرأ.. بل تمارس»


 وتمكنت من بناء المقاولون العرب ، ليس بالمال ، ولكن بالعلاقات الإنسانية الطيبة التي جعلت قلوب الناس كلها معي ، فحولتها من مجرد فكرة إلي كل هذا الكيان العملاق الذي تجسد بهذا الحب "








اتسعت اعمال المعلم بالسعودية و أصبح له سمعة طيبة و صيتا كبيرا في مجال المقاولات بالالتزام و الأداء المهني الفني العالي و حان الوقت لمقابلة الملك عبد العزيز ال سعود في عام 1953 و وافق سموه علي المقابلة رغم مرضه الشديد و قتها لعلمه أننا مصريين و كان اول مرة للمعلم يقابل احد من أصحاب ( العروش ) و ملكا خاصا استطاع ان يؤسس مملكة السعودية بكل قدرة و مهارة و كان متواضعا و طيبا و قويا و كان يعيش في قصر من الطوب خالي تماما من اية مظاهر الترف و البهرجة – الا من جهاز تكييف نظرا لكبر سنة و ظروفه الصحية . و كان قليل الكلام كسائر الزعماء و لا تلمس في عينيه الا الإصرار و الكرم و كانت تلك المرة الأولي و الاخيرة التي قابل فيها المعلم الملك عبد العزيز أل سعود – رحمة الله عليه
و عند وفاته ذهب المعلم للعزاء و فوجئ ان قبر الملك الراحل عبارة عن تراب لا يوجد ما يشير اليه نهائيا و كان العزاء مجرد دفتر يسجل فيه الزائر اسمه بدون اية مراسيم او غيرها – كان هذا له كل الأثر في نفسية المعلم – رحمة الله عليه من الزيادة في التواضع و معرفة الامور علي حقيقتها و عدم إعطاء أي امر أكثر من ما يستحق – و عندما تولي ابنه الاكبر سعود – سار علي نهج و الده من التواصل في التعمير و العمران و افتتاح المشاريع الذي نفذها المعلم مثل مستشفي الدمام و مبني الكلية الحربية.
و توفي الملك سعود و تولي من بعده الملك فيصل و كان اكثر الملوك حبا لمصر و المصريين و كان ذو افق سياسي واسع و داهية في السياسة و سليم الحكم علي المواقف الدولية بجانب اهتمامه بالحالة الداخلية الاجتماعية للبلاد و ان طغت اهتمامته الخارجية علي الشئون الداخلية – و عند نشوب الازمة بين مصر و السعودية و تناول الاعلام المصري سيرة العائلة المالكة السعودية بكل سوء و مسح بكرامة العائلة – بلاط البلاد و أرضها بتعليمات من النظام المصري وقتها . لم يرد الملك فيصل الاساءة بالاساءة – انما قال كلمته الشهيرة – ان عدونا مشترك واحد – يجب ان تتجه اليه إمكانياتنا و أنظارنا و ألسنتنا و افعالنا جميعا .
كان الملك فيصل يحترم كلمته و يعي ابعاد ما تجتازه الامة العربية بكل واقعية و كان لا ينحاز لأحد علي حساب الاخر – و انتهي النظام المصري و تولي أنور السادات مقاليد الحكم و وجد كل ترحاب من الملك فيصل بعودة العلاقات و الاحترام بين الشعبين – و قام بعرض تحمل تكاليف خط الأنابيب ( سوميد ) الذي يربط بين الاسكندرية و السويس – الا ان السادات اعتذر عن قبول العرض و انشأ الملك فيصل شركة إسكان مشتركة قيمتها 200 مليون دولار كان من نتاجها مدينة فيصل السكنية و كانت وفاة الملك فيصل – خسارة كبيرة لكل الامة العربية
وتولي من بعده الملك خالد و كان يتمتع بالهدوء الشديد و كانت علاقة المعلم به علاقة خاصة جدا و قام بدور فعال في عملية تأميم شركة المقاولين العرب - فيما بعد – و ظلت العلاقة معه كصداقة و احترام قبلها و بعدها
الأمير : سعود بن جلوي



الامير سعود بن جلوي كان حاكم المنطقة الشرقية بالسعودية و كان رجلا مخيفا و جريئا و حازما كان لا يعرف الخوف الا من الله سبحانه و تعالي و لا يسمح الا بما يمليه عليه ضميره و كان له موقف اشتهر به عندما دهم بلدوزر يقوده احد الامريكيين سعوديا – فما كان من الامير سعود الا ان أمر ان يدهم نفس االبلدوزر الامريكي الذي دهم المواطن السعودي - دون ان يقيم أي اعتبار لمل يمكن ان يحدث له او لبلاده من الامريكان
و كان يقيم الحدود بكل امانه في منطقته حتي أصبحت واحة للأمن و الأمان بالرغم من وجود مختلف الجنسيات بها و كان الاقتراب منه ضرب من الخيال – و كان يقوم المعلم ببعض المشاريع في منطقته – فلما سمع الأمير بالمعلم و سيرته الحسنة – جاء اليه و تعرف به و عاونه كثيرا و كانت لمساعدته المعلم الاثر الطيب عند الجميع و مصدر اندهاش و تعجب من الكثيرين الذين ترهبهم قوة شخصية الأمير الشهيرة
و لقد ذهب المعلم بعدها الي البلاد العربية الاخري و كانت علاقاته متساوية مع رجال القمة مثما تتساوي مع رجال القاع مثل الشاب السعودي الذي التحق بالعمل في احدي ورش العمل بالسعودية – و عندما أعلن المعلم عن تصفية اعماله بالسعودية – أصر الشاب السعودي الي الذهاب الي مصر ليكمل العمل مع المعلم ليتعلم منه – و لكن المعلم اعتذر للشاب لكي يبقي في خدمة بلده الاولي بمجهوده - و اصبح من كبار رجال الأعمال بالسعودية و حقق ثروة طائلة و عندما حضر الي القاهرة أصر علي مقابلة المعلم الذي تصور ان جاء اليه ليطلب خدمة او مساعدة و لكنه فوجئ برجل اعمال كبير جاء فقط للسلام عليه و سيغادر فورا بعد السلام عليه – و وقتها ايقن المعلم ان الاثر الطيب هو اولي و ابقي و العلاقة الحسنة لابد ان تكون هي الأمل المنشود بين الجميع






























* التواجد الدائم في موقع العمل لابد أن يكون صفة لازمة لأي مقاول يريد أن ينجح.
* تصورت أن المقاول هو رجل أحشاؤه خارج بطنه .. عليه أن يحميها أولاً كحل مؤقت، ثم يعيدها إلى الداخل بأسرع ما يمكن.
* خسارة المال ضئيلة مهما كبرت، وخسارة الرجال كبيرة مهما صغرت.
* لا أختبر من يريد العمل معي في كفاءته ولكنني كنت أختبر فيه إيمانه لأن المؤمن يدفعك لأن تثق فيه، أما والعياذ بالله - غيرالمؤمن فيحتاج إلى من يحرسه ومن يحرسه يحتاج إلى من يحرسه وهكذا.
* كان لابد من اختيار رجال يعتمد عليهم ويتحملون المسئوليات حتى أتفرغ لما هو أهم، هكذا فهمت القيادة.
* دائماً ما قلت أن الحب والوفاء وجهان لعملة واحدة وبدون أي منهما يفقد الإنسان العديد من أسلحته في مواجهة معركة الحياة.
* لا تسعى الفرصة لأحد، ولكن دائماً يلقاها من يسعى إليها ويطول سعيه من أجلها.
* لم ولن أعترف بما يسمونه بالأزمات. إنها مجرد سوء إدارة، والأمر لا يحتاج الى أكثر من التنظيم لحل معظم مشاكلنا.
* تأكد لي مبدأ عملت به في كل حياتي، هو أن عمل الإنسان هو الذي يدافع عنه في الدنيا والآخرة، وأنه مهما كثـرت الشائعات ومهما كثر كلام الناس حولك فلا تلتفت وراءك وامش في طريقك حتى لا يضيع وقتك ومجهودك ما دمت واثقا مما تفعل.











عندما كان وزيراً للإسكان فى عهد السادات، وفى أحد المؤتمرات وقف أحد المواطنين يشكو أنه منذ ثلاثة أشهر يسعى فى دواوين الحكومة حتى تصرف له التعويض عن بيته الذى انهار، مع أن الدولة هى التى قررته له. فحص م/عثمان الأمر فى نفس المؤتمر، حيث سأل عن الخطوات اللازمة من أجل صرف التعويض وعرفها، وحسب الوقت اللازم لكل خطوة فوجد إجمالى الوقت المطلوب ساعتين بعد أن كان ثلاثة أشهر! فأصدر قراراً فى نفس المؤتمر ألا تتعدى المدة التى يتم فيها صرف مستحقات أى مواطن أربعاً وعشرين ساعة فقط.

  " يجب أن يشعر كل من معك مهما كثر عددهم ومهما كان الفارق بينك وبينهم أنك جزء منهم ، فلا تتعالي عليهم ولا تترك أدني أثر في نفوسهم إلا ويدل علي أنك واحد منهم ، إذا فعلت ذلك فستجد دون أن تشعر أنهم رفعوك وكبرت بهم لأنك معهم ومن بينهم " .








روعة عثمان أحمد عثمان في حب العماليكتبها وفقي فكري
عثمان أحمد عثمان صرح من صروح البناء والمقاولات والهندسة بمصر وبالوطن العرب كافة ، هذا الرجل الذي يعرف سيرته الجميع وتتعدي شهرته أفاق العالم بأسره ، عثمان أحمد عثمان الرجل الوحيد الذي نال شرف رئاسة مصر دون أن يتقلد منصب رئاسة الجمهورية ، تلك الرئاسة لم تكن رئاسة منصب ولكنها رئاسة حفاوة وتقدير وكرم استقبال من كافة ملوك وأمراء ورؤساء العرب ، فلم يحل ببلد عربي إلا نزل ضيفاً علي أميرها أو رئيسها ، لما له من حب ومكانة وكيان داخل قلوب كل هؤلاء .
لعل الذي جعلني أكتب عن عثمان شيئان ؛ أولهما حين نشرت صورته في ذكري مولده ففوجئت بسيل من التعليقات والإعجابات والمشاركات ، تتعدي المئات في لحظات ، مما يدل علي مكانة هذا الرجل في فلوب العاملين بشركة المقاولون العرب ، سواء من حضر عصره أو من سمع عن سيرته ، وثانيهما بعد أن قرأت كتابه " صفحات من تجربتي " لأصعق بهمة هذا الرجل وإصراره علي بلوغ هدفه رغم كل الصعاب والمعوقات ، فرأيت من الإنصاف أن أكتب عنه بعض الكلمات والتي لا يمكن أن توفي قدر هذا الرجل العظيم .
عثمان أحمد عثمان لا يحتاج إلي تقديم فهو علم خفاق في عالم المقاولات والبناء والتشييد في مصر والعالم العربي أجمع ، فيكفيه فخراً أنه أسس شركة المقاولون العرب لتصبح الشركة الأولي بالعالم العربي ، بل ومن كبريات الشركات العالمية ، لما لها من إمكانيات وتاريخ سباق من الإنشاءات والإنجازات في كل مكان ، فهي شركة المهام الصعبة والمستحيلة ، فلا شئ يستحيل علي رجالها من ذوي الخبرة والكفاءة .
والحديث عن المعلم عثمان أحمد عثمان يحتاج إلي صاحب مهارة ليغطي حياته ومسيرته الحافلة بالإنجازات والتغلب علي الصعاب ، ولكن لن أجد افضل مما كتبه هو عن نفسه من خلال كتابه " صفحات من تجربتي " لنتجول بين أوراقه نستقي منها العبر ويلهمنا القدوة والطريق إلي النجاح .
هذا الرجل الذي عاش حياه بسيطة بمدينة الإسماعيلية ، يتيماً وهو في سن الثالثة من عمرة فتولت أمه تربيته هو وأخوته الخمسة ، تلك الأم التي زرعت في قلبه الإصرار علي البلوغ إلي الأمل فجعلته صلباً لا يهاب الريح ، لقد قابل عثمان الكثير من التحديات حاله حال كل المصريين ، فقد ذاق الفقر واليتم ولكن ذلك لم يكن إلا دافعاً للأمام ، هذا الشاب الذي حدد هدفه فرغم حصوله علي مجموع درجات كبيرة وكان أمل أمه أن يكون طبيباً ، إلا أنه كان يحلم منذ صغره بأن يكون مقاولاً مثل خاله ، فدخل كلية الهندسة بالقاهرة وتحمل صعاب الفقر والغربة والفروق المادية بينه وبين أقرانه بالجامعة وتخرج من الهندسة ليبدأ فوراً في تحقيق حلمه ، فأسس شركته برأس مال 180 جنية فقط ، ولم يتكبر علي العمل بنفسه فعمل يد بيد مع الصنايعية والعمال فلقب بينهم بالمعلم ، ففرح بها وفضل هذا اللقب عن لقب مهندس .
ولكن لماذا كل هذا الحب الذي يكنه العاملين بشركة المقاولون العرب لهذا الرجل ؟!!
أعتقد أنني وجدت الإجابة حين قرأت كتابه وهو يروي قصة كفاحة ، فلخصت الإجابة علي هذا السؤال بكلمة واحدة ، إنه "الحب" ، الحب الذي أسس به عثمان شركته ، فوجد أفضل طريقة للمكسب هو أن تكسب قلوب العاملين ، وخير رباط يربطهم هو رباط العلاقات الحسنة والطبية بينه وبين الجميع ، وأقتبس من كلماته ماقاله في معرض حديثه عن الشركة " وتمكنت من بناء المقاولون العرب ، ليس بالمال ، ولكن بالعلاقات الإنسانية الطيبة التي جعلت قلوب الناس كلها معي ، فحولتها من مجرد فكرة إلي كل هذا الكيان العملاق الذي تجسد بهذا الحب " ، لقد كان عمله الطيب هو الذي يدافع عنه فاتخذ الأية القرآنية الكريمة "إن الله يدافع عن الذين أمنوا " نبراساً له يضئ حياته .
لقد كان هذا الرجل قوي بفضل قوة فكرته ، فقال عن إصراره في تحقيق حلمه " ليس هناك أقوي من رجل عاش من أجل فكره " ، لقد عاش عثمان أحمد عثمان من أجل فكرة إنشاء صرح عملاق يطاول عنان السماء ، فكانت شركة المقاولون العرب .
ولكن لماذا أحبه العمال البسطاء بالشركة علي مر السنين ؟ ، إن الحب يأتي من التواضع ، وقد كان عثمان شديد التواضع مع عماله ، ويتواصل معهم في كل المناسبات ويسأل عنهم ويودهم ، ويذيب أي فروق بينه وبين العاملين ، كما أن الحب يأتي حين يجد العمال من ينشئ لهم مرفق ليؤدي خدمة أو يقف بجانبهم أثناء العسرات ، فأنشئ عثمان الجمعيات الإستهلاكية والخدمات الطبية وأمن علي حياتهم ببوالص تأمين ، ووقف بجوار من وقع بمصيبة كرجل شهم وليس كمدير فأحبه الناس بصدق ولم يهابوا منصبه لأنهم لم يشعروا به يوماً ، فقالها ونفذها ، لقد قال " يجب أن يشعر كل من معك مهما كثر عددهم ومهما كان الفارق بينك وبينهم أنك جزء منهم ، فلا تتعالي عليهم ولا تترك أدني أثر في نفوسهم إلا ويدل علي أنك واحد منهم ، إذا فعلت ذلك فستجد دون أن تشعر أنهم رفعوك وكبرت بهم لأنك معهم ومن بينهم " .
ياليت قيادات الشركة الأن يدرسوا وبحق حياة عثمان أحمد عثمان ليعودوا بالشركة إلي أصلها وإلي سابق عهدها ، فكما قال المعلم " إن قيادة فرض السيطرة والقوة والأمر والنهي تؤتي نتائج عسكية تماماً ، ولا تفلح مع العامل المصري ، كما جربته ووجدته أكثر ميلاً إلي اسلوب ابن البلد " ، لقد عرف عثمان سر العامل المصري وكان حريصاً علي ان ينمي بداخل كل عامل الثقة بنفسة وعلي حب شركته فكبرت الشركة وحطمت صلد صخر السد العالي وتفجرت مع قدراته ينابيع الماء ، وشرايين الحياه .
دعوة لكل صاحب هدف وعقيدة أن يقرأ كتاب " صفحات من تجربتي " للمعلم عثمان أحمد عثمان ، فستجدون به الكثير من النماذج والتجارب التي حتماً سيستفيد بها كل من يقرأ هذا الكتاب ، وحقاً فإني كشاب لم ألحق بعصر عثمان أحمد عثمان أصبحت أفتخر وبصدق بهذا الرجل الذي بهرني بإرادته وإصراره ، ودهشت من طريقة معاملته للعامل حتي ظلت لليوم يتحاكي بها كل من عاش يوماً بعصره ، وأصبحت وبحق أفتخر أيضاً أني أعمل في هذا الصرح العملاق الذي أشعر بقوته وقيمته في ظل مؤسسه ، عثمان أحمد عثمان ، لقد استحق عثمان أحمد عثمان أن يتربع أميراً علي قلوب عاملي المقاولون العرب لما اكتنزه من رصيد من حسن المعاملة في حياته بقي أثره حتي اليوم ، وسيظل إلي الأبد إن شاء الله ، فيكفيه أنه كان سبباً في فتح باب رزق لأكثر من 80 ألف أسرة ، تدعوا له كل يوم بالرحمة والمغفرة ، رجل عرف كيف يستثمر في دنياه لأخرته ، فكسب الدنيا والأخرة ، فله منا كل التحية والتقدير ، وندعوا له الله جميعاً بلسان 80 ألف عامل بفسيح الجنان والدرجات العلا في جنات النعيم ، إنه نعم المولي ونعم المستجيب.








قد يعيب الكتاب شيطنته لتجربة عبدالناصر طول الخط


و مدح السادات طول الخط


و لكل مزايا و عيوب


لكن نلتمس له العذر بما لاقاه على يد جمال عبدالناصر من تأميم لشركاته




تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة